خاص- أثير
أصدرت منظمة مراسلون بلا حدود تصنيفها السنوي لحرية الصحافة لعام 2025م، وحافظت سلطنة عُمان على ارتفاعها السنوي في هذا المؤشر، لترتفع 3 مراكز وتصل إلى المرتبة 134 في عام 2025م، كما تحسّن ترتيبها في 3 مؤشرات فرعية من أصل 5.
اعتبر التقرير الإضعاف الاقتصادي لوسائل الإعلام أحد التهديدات الرئيسية لحرية الصحافة، وجاء في التقرير أن الضغط الاقتصادي يُعد من العوامل الرئيسية التي تساهم في تعميق هشاشة وسائل الإعلام، والذي يتخذ أشكالاً متعددة، منها تمركز مِلكية وسائل الإعلام، والضغط من المعلنين أو الممولين، واعتبر التقرير أن وسائل الإعلام أصبحت عالقة بين محاولة ضمان استقلاليتها والسعي إلى الحفاظ على استمراريتها الاقتصادية.
سلطنة عُمان
ارتفع تصنيف سلطنة عُمان 3 مراكز، ليصل إلى 134 في عام 2025م، “وبذلك واصلت سلطنة عُمان تحسنها التدريجي، إذ حلت في المرتبة 137 عام 2024م، و155 عام 2023م، بعد انخفاض كبير في عام 2022 لتصل إلى المرتبة 163، مقارنة بالمرتبة 133 عام 2021م.
في التصنيفات الفرعية، تحسن ترتيب السلطنة في المؤشر الاقتصادي بـ 24 مركزًا لتصل إلى المرتبة 98 مقارنة بـ 122 في عام 2024م، والمؤشر الأمني بـ 7 مراكز لتصل إلى المرتبة 84 مقارنة بـ 91 عام 2024م، والمؤشر التشريعي بـ 6 مراكز لتصل إلى المرتبة 162 مقارنة بـ 168 عام 2024م.
في المقابل، انخفض ترتيبها بشكل طفيف في المؤشر السياسي بـ 4 مراكز لتصل إلى 134 مقارنة بـ 130 عام 2024م، وفي المؤشر الاجتماعي بـ 5 مراكز لتصل إلى 161 مقارنة بـ 154 عام 2024م.
اعتبر التقرير أن الرقابة الذاتية هي قاعدة أساسية لدى الصحفيين في سلطنة عُمان، كما أعاد تكرار بعض الموضوعات بشكل سنوي في هذا التقرير، على الرغم من تعارضها مع القوانين المحلية.
خليجيًا
حلت السعودية في الترتيب 162 مرتفعة 4 مراكز عن عام 2024 الذي كان ترتيبها فيه 166، أما الإمارات فقد حلت في المرتبة 164 منخفضة 4 مراكز عن عام 2024 إذ حلت في المرتبة 160، وارتفع تصنيف قطر 5 مراكز لتحل في الترتيب 79 مقارنة بـ 84 عام 2024، أما البحرين فقد شهدت أكبر ارتفاع على مستوى دول الخليج، إذ ارتفعت 16 مركزًا ووصلت إلى المرتبة 157 مقارنة بـ 173 عام 2024م، وأخيرًا، ارتفع تصنيف دولة الكويت بثلاثة مراكز ووصلت إلى المرتبة 128 مقارنة بـ 131 عام 2024م.
الاحتلال الإسرائيلي
منذ بدء حرب الإبادة للاحتلال الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر، تزايدت قيود حرية الصحافة والتعددية الإعلامية والاستقلالية التحريرية كما يرى التقرير، ففي خلال 18 شهرًا، “قتل الاحتلال نحو 200 صحفي، وتم الضغط على الصحفيين في الاحتلال، وتضاعفت حملات التضليل والقوانين القمعية.
حل الاحتلال الإسرائيلي في المرتبة 112 منخفضًا 11 مرتبة، مقارنة بـ 101 عام 2024م، ليُعد الانخفاض الأكبر له على الإطلاق منذ 5 سنوات، إذ حل في المرتبة 97 عام 2023م، و86 في عامي 2022 و2021م.
للمزيد: لكتم الصوت وقتل الصورة: 211 صحفياً اغتالهم الاحتلال في غزة
من بين العناصر التي أبرزها التقرير، ضعف تمثيل شرائح معينة في وسائل الإعلام، مثل الجمهور الناطق بالعربية والروسية، كما أقر برلمان الاحتلال تعديلاً على قانون مكافحة الإرهاب، مفاده معاقبة من “يستهلك محتوى إرهابي بشكل مستمر”، وحظر وسائل الإعلام الأجنبية التي تُعتبر تهديدًا لأمن الدولة، ويواجه الصحفيون العرب الترهيب أثناء عملهم، والأجانب أيضًا الذين تختلف تغطيتهم للحرب عن الرواية الحكومية.
أمريكا
حلت في المرتبة 57 بنخفاض مركزين عن عام 2024م. اعتبر التقرير أنه بعد قرن من التوسع التدريجي لحرية الصحافة في أمريكا، تشهد البلاد أول تراجع كبير في حرية الصحافة، وتفاقم الوضع مع عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة. سياسيًا، رأى التقرير أن الحملة الرئاسية لترامب شهدت تشويهًا يوميًا لسمعة الصحافة، كما وجّه بعد رئاسته باستخدام الحكومة الفيدرالية لسلاح ضد وسائل الإعلام.
عالميًا
حلت النرويج في المرتبة الأولى، تليها استويا، ثم هولندا، والسويد رابعًا، وفنلندا خامسًا. ويرى التقرير أن وسائل الإعلام ترزح تحت وطأة هيمنة الشركات الرقمية الكبرى (غوغل، أبل، فيسبوك، أمازون ومايكروسوفت)، التي تتحكم بقبضة من حديد في عملية توزيع المعلومات، حيث تستحوذ منصاتها إلى حد كبير على حصة متزايدة من عائدات الإعلانات التي يُفترض أن تُخصَّص حصة منها لدعم الصحافة، علماً أن تلك المنصات لا تخضع لأي لوائح تنظيمية.
وكشف التقرير أن إجمالي الإنفاق على الإعلانات في منصات التواصل الاجتماعي بلغ247.3 مليار دولار خلال عام 2024، بزيادة قدرُها 14% مقارنة بعام 2023. وبينما لا تكتفي الشركات الرقمية الكبرى بإضعاف النموذج الاقتصادي لوسائل الإعلام، فإنها تساهم أيضاً في انتشار المعلومات المُخَادِعة والأخبار الزائفة، مما يؤدي إلى استفحال ظاهرة التضليل الإعلامي.