رصد – أثير
إعداد: جميلة العبرية
في أعالي جبال ولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة، وتحديدًا في قلب مندوس عُمان (وادي السحتن)، حيث يلتقي الهدوء بالعزلة وتفوح من الصخور رائحة التاريخ، تقع قرية يصب، إحدى القرى الجبلية التابعة لسلسلة جبال الحجر.
ورغم قلة عدد سكانها، الذين لا يتجاوزون 145 نسمة بحسب إحصاءات عام 2010 الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، إلا أن جمالها الطبيعي الكبير، وطموحات أهلها، يمنحانها مكانة فريدة بين قرى الجبال.
طريق الوصول إلى “يصب” ليس كأي طريق آخر؛ فالرحلة إليها تستغرق ما بين 40 إلى 60 دقيقة عبر طريق جبلي غير مرصوف، ما يصعّب على الأهالي التنقل اليومي ويجعل القرية مهددة بالهجرة التدريجية، إذ تبعد القرية حوالي 50 كيلومترًا عن مركز المدينة، ونحو 19 كيلومترًا عن أقرب مركز سكاني في قرية فسح.
ورغم صعوبة الوصول، فإن الموقع الجغرافي الفريد لـ“يصب” يجعلها وجهة مثالية لمحبي المغامرات والتخييم، حيث تمثّل أجواؤها الباردة صيفًا وشديدة البرودة شتاءً ملاذًا رائعًا للباحثين عن تجربة سياحية فريدة في الطبيعة، وسط مزارع خضراء تحتضنها الجبال الشاهقة.
في القرية توجد مدرسة واحدة تخدم جميع طلابها، ويبلغ عددهم قرابة 20 طالبًا فقط، ورغم العدد المحدود، إلا أن وجود المدرسة يعد شريان حياة لأهالي القرية، وأملًا في مستقبل أفضل لأبنائهم، خصوصًا أن الطريق الوعر يجعل الوصول إلى مدارس خارجية أمرًا شبه مستحيل.
وفي زيارة خاصة قامت بها “أثير” إلى قرية يصب، التقت ببعض الأهالي الذين عبّروا عن حاجتهم الماسة إلى خدمات أساسية تحفظ بقاءهم في قريتهم وتساعد على تطويرها، وتفاصيل ذلك نعرضها في هذا الفيديو:
