أثير - مـحـمـد الـعـريـمـي
انطلقت اليوم أعمال المؤتمر الدولي للمتاحف تحت عنوان ”المتاحف ودورها في التنمية السياحية“، الذي يستضيفه متحف ”عُمان عبر الزمان“ بولاية منح، بتنظيم منه وبالتعاون مع هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية ووزارة التراث والسياحة، ويستمر على مدى ثلاثة أيام من 18 إلى 20 مايو الجاري.
وبهذه المناسبة أكّد معالي سالم المحروقي وزير التراث والسياحة في تصريحه لوسائل الإعلام خلال المؤتمر الذي حضرته ”أثير“ بأن المتاحف ترتبط ارتباطًا عضويًا وتكامليًا بقطاع السياحة، مشيرًا إلى أنها تمثل أداة لصناعة المكان على المستويات الثقافية والاجتماعية والتعليمية، وأيضًا السياحية.
وأضاف معاليه أن منظومة المتاحف تشهد تطورًا متدرجًا وتتجه نحو التخصص، ما يعزز من حضورها وأثرها في المجتمع، مؤكدًا أن هذا التوجه يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
كما أشار إلى أهمية المؤتمر باعتباره فرصة لتبادل الخبرات والاطلاع على التجارب الإقليمية والدولية في إدارة وتطوير المتاحف.
من جانبه، صرّح سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بأن المؤتمر يعكس أهمية التنسيق بين المؤسسات المعنية لإبراز الدور الثقافي والسياحي للمتاحف، مشيرًا إلى أن تنظيم المؤتمر جاء بمبادرة من مجلس أمناء متحف ”عُمان عبر الزمان“، الذي أقر أهمية تسليط الضوء على الدور السياحي للمتاحف ضمن قراراته الأخيرة.
وأكد سعادته أن المؤتمر يحظى بمشاركة فاعلة من هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية ووزارة التراث والسياحة، ما يعكس وعي الجهات المعنية بأهمية هذه الفعالية.
وفي هذا السياق، أوضح المهندس اليقظان بن عبدالله الحارثي، مدير عام متحف ”عُمان عبر الزمان“، أن تنظيم المؤتمر يتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف، الذي يوافق 18 مايو من كل عام، وجاء بهدف جمع الخبراء والمتخصصين من مختلف دول العالم لمناقشة أحدث ما توصلت إليه البحوث والتقنيات في القطاع المتحفي، مؤكدًا أن المؤتمر يمثل فرصة ثمينة للباحثين داخل سلطنة عُمان وخارجها.
وقد أكد الدكتور الشرقي دهمالي، رئيس المنظمة العربية للمتاحف وعضو المجلس الاستشاري ولجنة التخطيط الإستراتيجي بالمجلس الدولي للمتاحف (ICOM)، في تصريح خاص لـ ”أثير“ أن اختيار موضوع المؤتمر حول ”المتاحف ودورها في التنمية السياحية“ يعد اختيارًا موفقًا للغاية، لما للمتحف من دور أساسي لا في السياحة الخارجية فقط، بل أيضًا في تنشيط السياحة الداخلية
وأوضح أن المتحف اليوم بات في منافسة مباشرة مع أماكن ترفيهية أخرى تجذب الزوار، مما يفرض عليه أن يطور من أساليب عرضه ومحتواه المتحفي، ليس ليكون مرفقًا سياحيًا بحتًا، بل مزارًا ثقافيًا وسياحيًا يقدم محتوى علميًا وأكاديميًا.
وناقش المؤتمر في يومه الأول 11 ورقة عمل، هي:
- دور المجلس الدولي للمتاحف في تنمية المتاحف وتعزيز التعاون الدولي
- المتاحف ودورها في نشر الثقافة السياحية: دراسة حالة على متحف البترا في الأردن
- الغرف الدمشقية العثمانية وأثرها في إثراء العروض المتحفية وحفظ التراث السوري
- تكامل المتاحف ومؤسسات التاريخ الشفوي في صناعة المحتوى الفكري
- دراسة حالة حول نظم العرض في متحف ”عُمان عبر الزمان“
- الإطار القانوني لاستخدام الذكاء الاصطناعي لحماية المتاحف والتراث الثقافي في سلطنة عُمان
- دور متاحف التراث غير المادي في تنمية السياحة
- الإدارة الفعالة لمجموعات المتاحف: استراتيجيات للنمو المستدام
- تجربة متحف طاجيكستان الوطني في دعم السياحة الثقافية
- أثر التسويق بالذكاء الاصطناعي على سلوك الزائرين في المتاحف
- دراسة عن المتاحف في بروناي دار السلام
واختُتمت فعاليات اليوم الأول بأداء الأوركسترا السيمفونية السلطانية العُمانية سيمفونية أحمد بن ماجد، التي أقيمت في متحف ”عُمان عبر الزمان“ لتحكي في قالب أوركسترالي عالمي رحلة أحمد بن ماجد البحرية والعلمية والأدبية، وتصور عبر الموسيقى تحديات البخر العاتية التي واجهها، وانتصاراته في قيادته الحكيمة إلى بر الأمان.
جدير بالذكر أن المؤتمر يهدف إلى إبراز دور المتاحف والمواقع الأثرية في دعم التنمية السياحية، ونشر الوعي المجتمعي بأهمية المتاحف، ودراسة العلاقة بين المؤسسات السياحية وتنشيط المتاحف، وتعزيز التعاون بين متاحف سلطنة عُمان والمتاحف العربية والعالمية، وإبراز الجوانب الحضارية والثقافية لعُمان عبر المتاحف، ودور التقنيات الرقمية في العرض المتحفي والترويج السياحي، بالإضافة إلى تسويق سلطنة عُمان كوجهة ثقافية في المنطقة، والتركيز على واقع ومستقبل السياحة الأثرية، وعلى الدور الثقافي والتعليمي للمتاحف.
ويشارك في المؤتمر، خلال الأيام الثلاثة، أكثر من 42 باحثًا وأكاديميًا وخبيرًا من 21 دولة. وتنقسم محاوره إلى أربعة محاور: المؤسسات المتحفية والتراثية، والاقتصاد والسياحة المتحفية، والدور الثقافي والتعليمي، والتقنيات الرقمية في العرض المتحفي ودورها السياحي. كما تصاحب الفعاليات معرضٌ للملصقات البحثية والتعريفية، إلى جانب 6 ورش تدريبية متخصصة، يقدّمها خبراء من داخل سلطنة عُمان وخارجها، وتستهدف أمناء ومديري وموظفي المتاحف.
