مسقط – أثير
تحتفي سلطنة عُمان اليوم بتدشين “مدينة الثريا” تحت رعاية صاحب السمو السيد بلعرب بن هيثم بن طارق آل سعيد، ضمن انطلاقة النسخة العشرين من مؤتمر ومعرض عُمان العقاري وأسبوع التصميم والبناء، في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، الذي يعد الحدث العقاري والاستثماري الأبرز في السلطنة لعام 2025، حيث يجمع تحت سقف واحد كبرى الجهات الاستثمارية والمطورين وصنّاع القرار على المستويين المحلي والدولي.
رؤية مستقبلية تنبض بالحياة
تنطلق مدينة الثريا برؤية عمرانية عالمية واستثمارية طموحة، تُجسّد مفاهيم الاستدامة، والعيش العصري، والتكامل الحضري في ولاية بوشر، وتضم المدينة ثلاث مراحل تطويرية، حيث تمتد المرحلة الأولى على مساحة تتجاوز 3 ملايين متر مربع، وتشمل مساحات بناء تفوق 831 ألف متر مربع، مستهدفة استيعاب أكثر من 8 آلاف نسمة في 2,600 وحدة سكنية موزعة على 8 أحياء متكاملة، ضمن بيئة عمرانية أصيلة تراعي جودة الحياة وتنوّع أنماط السكن والاستخدام.
وتتكامل في هذه المرحلة منظومة شاملة من المرافق والخدمات الحيوية، تشمل متاجر ومطاعم ومقاهٍ موزعة على 87 وحدة، إلى جانب فندق عالمي يضم حوالي 400 غرفة. كما تتضمن المرحلة الأولى مدرسة، ومساجد، وعيادتين صحيتين، بالإضافة إلى مركز ترفيهي يغطي مساحة 11,100 مترًا مربعًا، وأربعة مراكز مجتمعية على مساحة 1,800 مترًا مربعًا.
وتُوفّر المدينة كذلك مرافق رياضية متطورة تمتد على مساحة 14,400 مترًا مربعًا، واثنتي عشرة حديقة خضراء بمساحة إجمالية تبلغ 66,500 مترًا مربعًا، لتُشكّل جميع هذه العناصر نواة عمرانية متكاملة تعبّر عن رؤية مدينة الثريا في بناء مجتمع حضري راقٍ ومستدام، يعزز من جودة الحياة، ويمنح السكان والزوار تجربة معيشية متفردة، تجعل من المدينة وجهة عمرانية عصرية رائدة على مستوى العاصمة والسلطنة.
فيما تغطي المرحلة الثانية مساحة 3.6 مليون متر مربع ومساحة بناء 940 ألف متر مربع، وتضم 3 أحياء سكنية متكاملة وتتكون من 3,600 وحدة سكنية، أما المرحلة الثالثة سيتم الإعلان عن إطلاق مسابقة تصميم دولية ودراسة المساحة القابلة للتطوير وفق الاحتياجات ورؤية العمرانية للمدينة.
موقع إستراتيجي يربط بين الطبيعة والفرص
تحظى مدينة الثريا بموقع فريد في ارتفاع عالٍ في قلب مسقط، بإطلالات بانورامية مفتوحة، بمحاذاة طريق مسقط السريع، وعلى بُعد أقل من 10 دقائق من مطار مسقط الدولي، ويمنح هذا الموقع الاستراتيجي المدينة سهولة الوصول إلى أبرز المراكز الاقتصادية والثقافية في مسقط، مما يعزز من فرصها كمحور جديد للاستقرار والاستثمار.
اتفاقيات تعكس الثقة الاستثمارية في المدينة
وعلى هامش افتتاح مؤتمر ومعرض مؤتمر عمان العقاري تم توقيع اتفاقية شراكة وتطوير بقيمة استثمارية تتجاوز 240 مليون لتطوير الحي رقم (6) أحد الأحياء الرئيسية ضمن المرحلة الأولى بمدينة الثريا من تطوير شركة تثمير العقارية، وتبلغ مساحة الحي 285 ألف متر مربع، ويضم ألف وحدة سكنية.
كما سيشهد الحدث إسناد مناقصات بمدينة الثريا بقيمة إجمالية 13 مليون ريال عماني، شملت مناقصة لأعمال للتهيئة والتسوية في المرحلة الأولى بقيمة تتجاوز 7 ملايين ريال عماني لشركة التسنيم للمشاريع المحدودة، إلى جانب إسناد مناقصة لأعمال الاستشارات الهندسية للإشراف على الأعمال الإنشائية بالمدينة بقيمة استثمارية تتجاوز 6 ملايين ريال عماني، ما يعكس الانتقال الفعلي من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ على أرض الواقع.
وفي إطار إتاحة الفرصة للمشاركة في صياغة مستقبل المدينة، سيتم الإعلان عن إطلاق مسابقة تصميم دولية للمرحلة الثالثة من المدينة، في دعوة لأفضل العقول المعمارية على المستوى العالمي، لتقديم حلول مبتكرة تسهم في صياغة ملامح مستقبلية مستدامة للمدينة، تتوافق مع طبيعتها الجغرافية لأرقى المعايير العمرانية والبيئية.
وتستند المدينة في تصميمها إلى أربع مرتكزات رئيسية:
أصيلة: يستمد المشروع جذوره من اصالة العمارة العُمانية الجبلية، حيث كان التشكل العمرانيا متماشي مع المناسيب الجبلية مراعيا للبيئة التي تحتويه ويضم مواد ونباتات من البيئة المحلية لتعزيز الهوية الأصيلة
وارفة: الحدائق الخضراء حاضرة في كل حي، والمماشي مظللة بأشجار كثيفة لتوفير بيئة يستطيع الإنسان أن يستمتع بالنسيم اللطيف للتنقل من المنازل إلى جميع المرافق
مؤنسة: المدينة مصممة لحياة يومية متكاملة، تُشجّع على المشي، وتوفر مرافق صحية وتعليمية وترفيهية متقاربة.
مبهرة: نظام معيشة يوازن بين الخصوصية، و الإطلالات البانورامية على مسقط من ارتفاعات تسهل الوصول للبيئة الطبيعية من كل منزل.
قيمة اقتصادية مضافة تعزّز جاذبية العاصمة
تُعد مدينة الثريا رافدًا اقتصاديًا نوعيًا يعيد تشكيل المشهد الحضري للعاصمة مسقط. وبفضل بيئتها الاستثمارية متعددة الاستخدامات، تمثل المدينة حاضنة للأنشطة السكنية والتجارية والسياحية، ما يسهم في تحفيز النمو الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل. كما يعزز موقعها الفريد من قدرتها على استقطاب الاستثمارات النوعية، وخلق فرص واسعة للتوظيف، وريادة الأعمال في قطاعات مثل الضيافة، البناء، وتكنولوجيا المدن الذكية.
المركز الحضري النابض في قلب المدينة
وتوسط المدينة المركز الحضري الذي يعد القلب النابض لمدينة الثريا، حيث يرتقي فوق إحدى المرتفعات الطبيعية ليشكل نقطة محورية تجمع بين العمارة الجبلية الأصيلة والحداثة العمرانية، ويُجسّد هذا المركز رؤية المدينة لمجتمع متكامل من خلال مزيج من الوحدات السكنية الراقية، والمتاجر، والمطاعم، والمرافق الترفيهية والثقافية، التي تنتظم بمحاذاة ممشى بانورامي مفتوح على أفق العاصمة مسقط. صُمم المركز ليكون بيئة نابضة بالحياة تحتضن اللقاءات المجتمعية والأنشطة الاقتصادية، مستلهمًا في تفاصيله روح القرى العُمانية ضمن قالب عمراني معاصر، ويُعد هذا المركز رافعة تنموية فريدة تدعم الاقتصاد المحلي، وتوفّر بيئة جاذبة للاستثمار، ومصدرًا مستدامًا للتفاعل الحضري والثقافي.
