مسقط-أثير
قدمت دار “الكلمة الطيبة” في معرض الرياض الدولي للكتاب الذي اختتم مؤخرًا مشاركةً متميزة ولافتة، استعرضت من خلالها مجموعة من الإصدارات العلمية والفكرية من النتاج العلمي والفكري لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عمان، التي عُرفت بعمقها العلمي، ورسوخ منهجها الوسطي، واتساع رؤيتها الإنسانية والدعوية.
وقد لاقت مشاركة الدار حضورًا واسعًا وإقبالًا كبيرًا من جمهور المعرض، الذي أبدى إعجابه الشديد بما تحمله مؤلفات سماحته من فكرٍ نيّرٍ، وحكمةٍ متوازنةٍ، ومواقف راسخةٍ تعبّر عن سماحة الإسلام واعتداله، وتنوّعت عناوين الإصدارات المعروضة بين كتبٍ في الفكر الإسلامي، والعقيدة، والمنهج الدعوي، والحوار الحضاري؛ ما جعل جناح الدار محطةً للباحثين والمهتمين بالشأن الديني والفكري.

وقال مدير الدار بمعرض الرياض الدكتور فيصل السعيدي: “لا شك أن سماحة الشيخ الوالد العلامة الجليل أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عُمان يحظى بمكانة رفيعة في العالم الإسلامي، لما تميز به من رسوخ العلم، وعمق الفهم، وبُعد النظر، وصدق في الدعوة إلى وحدة الأمة ونبذ الفرقة، وحضور فاعل في قضايا الأمة وحل مشكلاتها، وقد غدا صوته مرجعية أخلاقية وفكرية تتجاوز الحدود الجغرافية والمذهبية، فالتفّ حوله محبوه من مختلف الأقطار، وليس غريبًا أن يحرص كثير من العلماء وطلبة العلم في المملكة العربية السعودية على متابعة دروسه وكتاباته ومواقفه، لما يجدون فيها من عمق علمي واتزان شرعي، يجمع بين نصاعة الدليل وجمال الأسلوب وروح الحكمة التي تُلامس القلوب قبل العقول”.
كما شهد جناح دار الكلمة الطيبة العديد من اللقاءات الودية والحوارات المثمرة بين رواد الفكر والثقافة، حيث تبادل الزوار ومرتادو الدار الآراء حول القضايا الفكرية والدعوية التي تضمنتها مؤلفات سماحته، وعبّر كثيرٌ منهم عن تقديرهم لجهود الدار في نشر الفكر العُماني المتزن الذي يجمع بين الأصالة والمعاصرة.
وقال الكاتب خالد المويتي وأحد ممثلي الدار بالمعرض:
“لقد شهدت الدار إقبالا واسعا، ولمسنا حرص الزائرين على انتقاء الكتب العلمية، وقد تصدرت بعض العناوين منصة الكتب الأكثر مبيعا، إذ جاء - كالعادة - كتاب “الاستبداد مظاهره ومواجهته”، وهو كتاب تنظيري، تطبيقي في فقه السياسة الشرعية، بيّن فيه سماحته تأريخ الاستبداد، وكيف تسلل إلى هذه الأمة، وقد تزامن تأليف الكتاب مع
أحداث ما عرف بالربيع العربي، وهذا الكتاب ينفد في كل معرض، حيث تناول الكتاب هذه القضية الحساسة المهمة، التي ترجع أصولها إلى زمن الفراعنة، والرومان، وتلك الحقبة التي شاع فيها تقديس البشر، وتلاه كتاب “صيحة إنذار وصرخة استنفار يا أمة القرآن”، بيّن فيه سماحته أهمية اللغة في حياة الأمم؛ باعتبارها وسيلة للتفاهم، وبها ترتبط الشعوب، وحث على ضرورة المحافظة على اللغة العربية، وحذر المسلمين من إهمالها، والكتاب يتعرض لبعض الأخطاء اللغوية الشائعة لدى بعض المتحدثين، وشدد على استعمال الكلمات التي ذكرها الله في كتابه العزيز؛ فقد تكون الكلمة فصيحة، ولكن القرآن لم يستعملها، فالأولى استعمال ما ورد في القرآن الكريم.
وحاز كتاب “مصرع الإلحاد ببراهين الإيمان” - الذي يقع في مجلدين- القبول والطلب المباشر لشهرته؛ وهو كتاب تحدث فيه سماحته عن الإلحاد، ومعناه، وأسبابه، وعلاجه، وسرد الأدلة، والبراهين الدالة على وجود الخالق، بأسلوب مختلف عن الطرق المعتادة في نقاش هذه القضية؛ وهذا الكتاب يعد الحرز المنيع للعقل؛ حتى لا تتسلل إليه الأفكار الإلحادية الهدامة، وإن غلفها مروجوها بمعسول الكلام، ودسها بين أطايب الحوار، والكتاب يكسب القارئ حجة في ردها حال الوقوف عليها، أو حال عرضها عليه؛ فأحبذ أن يكون هذا الكتاب في كل بيت؛ حتى تستطيع الأسرة أن تتصدى لكل فكرة هدامة، وٱراء دخيلة على الشريعة، والدين."
واتسمت أجواء المشاركة بروحٍ من الألفة والتفاعل البنّاء، عكست ما تحمله رسالة الكلمة الطيبة من مضامين سامية تدعو إلى الحوار، والإصلاح، وبناء الوعي القائم على العلم والإيمان، وقد أكّدت الدار من خلال وجودها في هذا المعرض الكبير استمرارها في أداء رسالتها العلمية في خدمة القرآن والفكر والدعوة، وتعزيز حضور الكلمة العُمانية المضيئة في المحافل الثقافية العربية والدولية.