رصد-أثير
نشرت حسابات رثاء باسم السيدة الجليلة حرم جلالة السلطان -حفظهما الله ورعاه- لوالدتها التي انتقلت إلى جوار ربها أمس الأول الاثنين.
ووفق رصد ”أثير“ فقد جاء نص الرثاء كالآتي:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةٌ، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ).
صدق الله العظيم
بهذا النداء الرباني، الذي يليق بصفوة الأرواح، أستودع الله تعالى روح أمي العزيزة خالصة بنت نصر بن يعرب البوسعيدي، التي ارتقت إلى جوار بارئها، في لحظةٍ امتزج فيها الفقد بالتسليم والحزن بالرجاء، مستبشرة برحمة الله تعالى التي وسعت كل شيء.
لقد كانت النية البيضاء التي يعلمها رب العباد ومد يد العون والخبايا الصالحة ساعيةً للجود والإحسان، سعي من يرجو فضل الله تعالى، تفيض بعطاء لا يُرى، وبدعوات لا تُسمع وتصل حيث يُرجى أثرها، ويُجزى عند الله سعيها.
لقد عاشت في بساطة متجردة من زخرف الترف، كأن أيامها نُسجت من خيوط الفطرة الأولى. لم تعرف روحها التكلف، بل مضت بخطى وئيدة يسندها الرضا، عالمها صفاء يعانق الروح واستقرار ينبع من صميم الإنسانية الخالصة، نفسها تأنس إلى البساطة أنس الطيور إلى فضائها.
كانت جبلا من الصبر، وركنا للثبات. لقد اختبرتها الحياة مرارًا، فكانت الجواب الجميل في كل امتحان والمثال الرفيع للصبر والجلد. وفي مرضها الأخير، ظلت
روحها كما عهدناها معطاءً، مطمئنةً، متوشحةً بالصبر، قريرةً بالرضا، مؤمنة بما كتب الله، لا تئنّ ولا تشتكي، بل تُسلّم وتُحمد وتشكر.
واليوم
أقف على أعتاب الدعاء، أطرق باب الكريم الذي لا يرد سائلاً، أتضرع إليه بعين الرجاء أن يجعل قبرها روضا من رياض الجنة وأن يفتح لها بابًا من نور لا يُغلق أبدًا وأن يجعل كل يد أعانتها وكل معروف أسدته وكل ابتلاء مرّت به شاهدًا لها لا عليها، وسببًا لرفعة درجتها وبلاغًا لمقامها عند ربّ رحيم وأن ينزلها منزلاً مباركاً، حيث لا ألم ، ولا فقد ولا فناء ، دار القرار ودار الأبرار، والمقام الآمن، الذي لا يعقبه فزع ولا يليه وداع .
اللهم اجعلها من صفوة أوليائك الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون، من السابقات إلى الخيرات ومن الفائزات المستبشرات بالرضوان.
ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون والحمد لله حمد الصابرين الشاكرين المحتسبين.
عهد بنت عبدالله البوسعيدي
21 مايو 2025م.