أثير- تاريخ عمان
إعداد: د. محمد بن حمد العريمي
في مايو من عام 1997م تم افتتاح حصن الحزم بالرستاق تحت رعاية سعادة السيد قحطان بن يعرب البوسعيدي وكيل وزارة الداخلية وقتها بعد عملية ترميم استمرت أربع سنوات من قبل إحدى الشركات المغربية المتخصصة في مجال الترميم.
ويعد حصن الحزم من المعالم الأثرية المهمة وقام ببنائه الإمام سلطان بن سيف الثاني في القرن الثاني عشر الهجري، ويعد بأبراجه الحصينة ونقوشه وزخرفته أثرًا معماريًا عظيمًا، وتحفة فنية رائعة تتجلى من خلاله الهندسة المعمارية العمانية المميزة التي تطورت آنذاك في مجال الدفاع والهجوم.

ويقع الحصن في قرية الحزم الواقعة بين ساحل الباطنة ومدينة الرستاق على بعد (145) كيلو من مدينة مسقط، ويذكر المؤرخ الشيخ نور الدين السالمي أن الإمام سلطان بن سيف الثاني أنفق في بناء الحصن ما ورثه عن أبيه، واقترض كثيرًا من أموال المساجد والوقوفات.


ويمتاز الحصن عن غيره من القلاع والحصون العمانية بفخامة بنائه، وشكله الهندسي البديع، وهو مبني بالجص والصاروج، ويتكون من ثلاثة طوابق وبرجين أسطوانيين متصلين بالمبنى الرئيس. وشكل المبنى مربّع يبلغ مقياس أرضيته (1808) أمتار مربعة، وارتفاعه 17 مترًا. وقد خصّص الطابق الأرضي للمعدات الحربية والحراسة، ويوجد في هذا الطابق نفق تتخلله ممرات سرية يصعب الاهتداء إليها إلا بدليل، ويخترق هذا الطابق فلج ينساب فيه الماء من ينبوع يقع في سفح الجبال القريبة، كما توجد بالحصن بعض الآبار.
أما الطابقان العلويان فيحتويان على مرافق سكنية، وتوجد في الطابق الثالث مدرسة لتدريس العلوم الدينية، وقد صممت الغرف في هذين الطابقين بحيث يكون الهواء مكيّفًا تكييفًا طبيعيًا في الصيف والشتاء بطريقة تنم عن مهارة الصانع العماني.
ويضم الحصن خمسة مدافع برتغالية وإسبانية الصنع جلبت من مسقط والتي حصل عليها العمانيون في معاركهم الحربية البحرية. كما يحتوي على عدد من الغرف تم استخدامها لأغراض مختلفة للإدارة والسكن والتدريس وحفظ المؤن والذخائر، إضافة إلى الممرات السرية وقنوات المياه.


وبالحصن بابان خشبيان يبلغ ارتفاع كل منهما ثلاثة أمتار مزينة بنقوش جميلة، وتنتشر في سقوف القلعة وأقواسها نقوش هندسية بديعة من الفن الإسلامي، وكتابات عربية محفورة من الجص.




ويوجد في البرج الغربي ضريح الإمام سلطان بن سيف الثاني باني هذا الحصن.

وقد استغرق ترميم حصن الحزم قرابة أربع سنوات وبتكلفة بلغت ثمانمائة وثمانين ألف ريال عماني، وقام بتنفيذ أعمال الترميم فريق مغربي بناءً على اتفاق البروتوكول الثقافي الموقع بين حكومتي سلطنة عمان والمملكة المغربية.
المراجع
- مجلة آفاق الثقافة والتراث، السنة الخامسة، عدد 17، مايو 1997، ص 149
الصور: من مواقع وحسابات مختلفة على شبكة المعلومات العالمية.