أثير – ريما الشيخ
في ظل تصاعد التحذيرات الدولية بشأن منصة “روبلوكس” الإلكترونية، وما يُثار حولها من قضايا تتعلق بمحتوى غير مناسب للأطفال واحتمالات الاستغلال، تتزايد التساؤلات حول ما إذا كانت بعض الدول، قد حظرت هذه المنصة التي تُعد من أكثر بيئات الألعاب شهرة وانتشارًا بين الأطفال والمراهقين على مستوى العالم.
ورغم تداول شائعات عبر بعض المنصات الرقمية حول حجب “روبلوكس” في سلطنة عُمان، إلا أن نتائج البحث والتجربة تؤكد أن الوصول إلى المنصة محليًا متاح بسهولة، دون صدور أي بيان رسمي من الجهات المختصة يفيد بوجود حظر عليها.
ما هي “روبلوكس”؟
منصة ألعاب تفاعلية تمكّن المستخدمين من إنشاء ألعابهم الخاصة باستخدام أدوات تصميم ثلاثية الأبعاد، أو الانضمام إلى ملايين الألعاب التي أنشأها لاعبون آخرون. وتستهدف المنصة بشكل رئيسي الفئة العمرية من 8 إلى 18 عامًا، وقد أصبحت واحدة من أكثر التطبيقات تحميلًا وانتشارًا عالميًا، خاصة بين فئة الأطفال.
ورغم هذا النجاح الواسع، إلا أن المنصة واجهت مؤخرًا موجة من الانتقادات بسبب ما تحتويه من ألعاب ذات محتوى عنيف، أو تنطوي على تحرّش أو إيحاءات غير لائقة، إلى جانب ضعف أنظمة الحماية الرقمية للأطفال.
هل “روبلوكس” محجوبة في سلطنة عُمان ؟
أكد المعنيون في هيئة تنظيم الاتصالات لـ “أثير” أن منصة “روبلوكس” محظورة رسميًا في سلطنة عُمان، وذلك بعد تواصل الصحيفة مع الهيئة للوقوف على حقيقة ما يُتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومنتديات الألعاب بشأن إمكانية الوصول إلى المنصة.
كيف يتجاوز المستخدمون العقبات التقنية؟
يلجأ عدد كبير من مستخدمي “روبلوكس” إلى إنشاء حساباتهم باستخدام بيانات تسجيل لدول أخرى مثل خليجية أو اجنبية، وهو ما يتيح لهم الدخول الكامل إلى المنصة دون الحاجة إلى أدوات تجاوز الحجب أو شبكات VPN، ويُذكر أن هذه الطريقة تُستخدم عادة عند التسجيل عبر أجهزة الألعاب مثل “البلايستيشن”، وأصبحت ممارسة شائعة بين المهتمين باللعبة.
ما مخاطر اللعبة؟
أثارت اللعبة قلقًا بين أولياء الأمور وحتى بعض المنظمات الدولية، بسبب تحديات تم رصدها:
-محتوى غير مناسب: أشارت تحقيقات دولية إلى أن بعض الألعاب على المنصة تتضمن مشاهد عنف، وسلوكيات غير ملائمة، ولغة لا تناسب الفئة العمرية المستهدفة.
التحرّش والاستغلال: تم تسجيل حالات في عدة دول، منها الولايات المتحدة، حيث استُخدمت المنصة كوسيلة للتواصل مع الأطفال من قِبل بالغين لأغراض غير مشروعة.
-الإدمان السلوكي: تفيد تقارير صحفية بأن “روبلوكس” قد تؤدي إلى الإدمان بسبب نظام المكافآت والتفاعل الجماعي، مما يؤثر على الأداء الدراسي والحالة النفسية للأطفال.
-المشتريات المفتوحة: أبلغ عدد من أولياء الأمور عن إنفاق أطفالهم مبالغ مالية كبيرة داخل اللعبة، سواء في شراء “روبوكس” (العملة الافتراضية) أو عناصر رقمية دون إدراك كافٍ لقيمة المال.
الشركة المطورة توضح وتتحرك
في مواجهة هذه الانتقادات، أعلنت شركة Roblox Corporation عن مجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى تعزيز الأمان داخل المنصة، ومن أبرزها:
-تطوير أدوات الرقابة الأبوية.
-تصنيف الألعاب وفق الفئة العمرية.
-الحد من خاصية الدردشة للمستخدمين دون 13 عامًا.
-إيقاف بعض ألعاب “الطرف الثالث” التي تتضمن انتهاكات للمعايير.
بيئة محفوفة بالمخاطر.. والرقابة الأسرية ضرورة
“روبلوكس” ليست مجرد لعبة رقمية، بل تمثل بيئة افتراضية متكاملة يتفاعل فيها الأطفال مع محتوى رقمي واسع، هذه البيئة، رغم ما تحمله من جوانب محفزة على الإبداع والتعاون، قد تنطوي أيضًا على مخاطر حقيقية تتطلب وعيًا ورقابة.
وفي سلطنة عُمان، لا تزال المنصة متاحة، لكن انتشار طرق غير رسمية لتسجيل الحسابات يدعو إلى تعزيز التوعية الأسرية، فالتعامل المسؤول مع مثل هذه المنصات لا يُبنى على المنع وحده، بل على التوجيه، والمراقبة، وفتح الحوار مع الأبناء لضمان بيئة رقمية آمنة وسليمة.
المصادر:
- موقع بلايبايت (Playbite)
- منصة ريديت – منتدى سلطنة عُمان (r/Oman)
- غرفة أخبار روبلوكس – الموقع الرسمي (Roblox Newsroom)
- صحيفة ذا غارديان البريطانية (The Guardian)