أثير - مازن المقبالي
مع اقتراب عيد الأضحى، أكدت الدكتورة منى سعيد الشكيلية، استشارية الطب النفسي للأطفال والمراهقين وخبيرة القضايا الأسرية الجنائية، أن مشاهدة الأطفال لمشهد ذبح الأضحية قد تحمل آثارًا نفسية سلبية إذا لم تُقدَّم لهم التهيئة المناسبة، مشيرة إلى أن مدى تأثير المشهد يختلف بحسب عمر الطفل ونضجه النفسي والتربوي.
وقالت الدكتورة منى في حديثها لـ”أثير“ إن الأطفال دون سن السابعة لا يُنصح بتعرّضهم لمشهد الذبح، موضحة أن مفهوم الموت ما يزال غامضًا لديهم، مما قد يسبب حالة من الخوف أو القلق، أو يدفعهم إلى تقليد المشهد بطريقة خاطئة وخطيرة. أما الأطفال بين 8 و12 عامًا، فيمكن أن يشاهدوا الأضحية بشروط تربوية ونفسية محددة، تتضمن التمهيد المسبق والشرح الديني الهادئ، في حين يعد من هم فوق 12 عامًا أكثر قدرة على استيعاب الشعيرة وفهم أبعادها الدينية والرمزية.
وحذرت الشكيلية من أن مشاهدة الذبح دون تمهيد قد تؤدي إلى مشاعر سلبية متعددة، من أبرزها الخوف من الدم أو الحيوانات، اضطرابات النوم، أو حتى الإحساس بالحزن والذنب. لكنها أكدت في الوقت ذاته أن تقديم الشعيرة بطريقة تربوية صحيحة يمكن أن يُحدث أثرًا إيجابيًا في نفس الطفل، إذ تُعد فرصة لغرس مفاهيم مثل الطاعة لله، الشكر على النعم، وأهمية العطاء ومساعدة المحتاجين.
ودعت الدكتورة الأسر إلى اتباع خطوات واضحة لتهيئة الأطفال، تبدأ بالحديث عن قصة نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل بلغة مبسطة، وتوضيح البعد الديني للأضحية، مع احترام مشاعر الطفل وعدم إجباره على المشاهدة. وأضافت أنه في حال قرر الطفل المشاهدة، يجب أن يكون المشهد بعيدًا عن التفاصيل القاسية وفي أجواء هادئة، مع أهمية إجراء حوار بعدي لمناقشة ما رآه والتأكد من استيعابه وفهمه الصحيح.
واختتمت الشكيلية حديثها بالتأكيد أن عيد الأضحى فرصة تربوية مهمة، تتطلب من الأسر وعيًا في تقديم الشعائر الدينية بطريقة تراعي الجانب النفسي والعاطفي للأطفال، بما يعزز من مفاهيم الرحمة والطاعة والوعي الديني لديهم.