مسقط- أثير
بدأ وفد علمي عُماني، يمثل نخبة من الطلبة والباحثين من مختلف مؤسسات التعليم العالي في السلطنة، زيارته العلمية إلى مدينة هيوستن بولاية تكساس الأمريكية، في إطار مشاركته في “هاكاثون ناسا لتطبيقات الفضاء 2024”، ضمن برنامج علمي تنظمه سفارة الولايات المتحدة في سلطنة عمان بالتعاون مع جامعة التقنية والعلوم التطبيقية.
وجاءت الانطلاقة بجولة ميدانية ملهمة إلى مركز جونسون للفضاء التابع لوكالة ناسا، خلال الفترة من 16 إلى 17 يونيو 2025، حيث اطلع الوفد على مجموعة من المعالم الرئيسية التي تختزل تاريخًا عريقًا في استكشاف الفضاء. وشملت الجولة زيارة منصة مكوك الفضاء “إندبندنس” المثبتة على طائرة ناسا التاريخية، والتجول بين صالات العرض التي تضم مركبات فضائية أصلية، منها كبسولة مهمة “أبولو 17”.
كما تعرّف المشاركون على تفاصيل الحياة اليومية لرواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية، من خلال معارض تفاعلية حديثة، قبل حضور عرض سينمائي توثيقي بعنوان “The Moonwalkers”، يسلّط الضوء على بعثات أبولو ويربطها بطموحات برنامج أرتميس القائم.

وزار الوفد مركز التحكم التاريخي بمهمات أبولو، حيث دخل المشاركون الغرفة التي أديرت منها أول عملية هبوط بشري على سطح القمر، والتي أُعيد ترميمها لتجسد بدقة أجواء ستينيات القرن الماضي، بكل تفاصيلها الدقيقة من أدوات ومعدات أصلية، ما أضفى على الزيارة طابعًا واقعيًا نابضًا بالتاريخ.
واستكمل الوفد جولته بالاطلاع على معارض استكشاف المريخ وتجربة الواقع الافتراضي، إلى جانب استعراض تطور بدلات الفضاء ومواصفاتها التقنية.
وقالت رئيسة الوفد الدكتورة فاطمة بنت ناصر الحارثية: “تُجسد زيارة مركز جونسون لحظة مفصلية في هذه الرحلة العلمية، فهي لا تمنح المشاركين مجرد اطلاع على منجزات ناسا، بل تفتح أمامهم نوافذ على مستقبلهم العلمي، وتغرس فيهم شغف الابتكار والمعرفة”.
وعن هذه التجربة العلمية قال الطالب عزام بن يوسف الكلباني من الكلية العسكرية التقنية: “الوقوف داخل مركز تحكم أبولو أو الاقتراب من كبسولة سافرت إلى القمر لم يكن مجرد حلم، بل لحظة ستبقى في ذاكرتي. هذه الرحلة أكدت لي أن الإسهام في علوم الفضاء ليس حكرًا على أحد”.
وضم الوفد مشاركين من عدة مؤسسات أكاديمية، منها جامعة التقنية والعلوم التطبيقية، والكلية العسكرية التقنية، والجامعة الألمانية للتكنولوجيا، حيث أجمع المشاركون على أن هذه التجربة شكّلت مصدر إلهام عميق سيترك أثره في مساراتهم العلمية والمهنية.
وتأتي هذه الزيارة في إطار دعم سلطنة عُمان لمبادرات تمكين الشباب، وتعزيز حضورها العلمي دوليًا، انسجامًا مع توجهاتها نحو بناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار، ورفع مساهمة قطاعات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) في مسيرة التنمية الوطنية.