طهران تتمسك بتخصيب اليورانيوم، وتؤكد: يدنا على الزناد وعيننا على الجواسيس
أثير - أحمد نجفي
إعلامي إيراني
تقدّم وكالة الأنباء الإيرانية تغطيات موسّعة للجوانب العسكرية والأمنية والسياسية المرتبطة بالحرب الأخيرة مع إسرائيل. وفي هذا التقرير، تستعرض “أثير” أبرز ما ورد في تلك التغطيات وما صاحبها من تطورات ميدانية واستخباراتية.
هل استخدمت إسرائيل اليورانيوم المنضب ضد إيران؟
نقلت وكالة إيرانية عن مصدر مطّلع – لم تُسمه – أن هناك احتمالاً بأن تكون إسرائيل قد استخدمت اليورانيوم المنضب في هجماتها على مراكز حيوية إيرانية خلال الحرب الأخيرة.
وأضاف المصدر أن التحاليل الأولية تشير إلى وجود آثار من هذه المادة، وهي مادة عالية الكثافة تُعد ناتجًا ثانويًا لعملية تخصيب اليورانيوم، وتُستخدم في تصنيع الذخائر الخارقة للدروع الثقيلة.
وأكد أن خبراء عسكريين يعملون حاليًا على تحليل العتاد المستخدم من قبل “العدو”، وأن النتائج النهائية قيد التحقيق، وسيتم الإعلان عنها عقب استكمال الدراسات التفصيلية.
حرب الجواسيس مستمرة
أصدرت وزارة الأمن الإيرانية بياناً، نشرته وسائل الإعلام، تحدثت فيه عن “مواجهة أمنية طاحنة” مع إسرائيل داخل إيران وعلى مستوى المنطقة والعالم، مستندة إلى شبكاتها المعلوماتية والأمنية وتعاونها مع أجهزة أمن في دول أخرى.
وأشار البيان إلى سلسلة عمليات ناجحة تمكّنت خلالها الأجهزة الأمنية من كشف عملاء إسرائيليين واعتقالهم، إضافة إلى إحباط مخططات إرهابية كانت تستهدف الداخل الإيراني. كما نوّه البيان بدور المواطنين في إفشال هذه العمليات، بفضل يقظتهم وتعاونهم المستمر مع الجهات المختصة.
وحذّرت الوزارة من أن “أبواب جهنم ستُفتح على العدو إذا أخطأ في حساباته مجدداً”.
جاسوس في مترو الأنفاق، وتحذيرات للمواطنين
ذكرت وسائل إعلام إيرانية أنه تم إلقاء القبض على جاسوس إسرائيلي في مترو الأنفاق بطهران، كان يقوم بتسجيل إحداثيات جغرافية لأماكن حساسة عبر أجهزة إلكترونية وإرسالها إلى خارج البلاد، وتلقي الأوامر بلغات أجنبية، من بينها العبرية.
ونشرت بعض وسائل الإعلام المحلية تحذيرات للمواطنين، نبهتهم فيها من بعض الأنشطة التي قد يستغلها العدو، مثل التعاملات المالية مع جهات غير معروفة، أو استئجار عقارات لأشخاص مجهولين، أو السماح لأطراف غريبة باستخدام الهاتف المحمول أو البطاقة المصرفية.
صيد سيبراني يكشف أدوات عسكرية إسرائيلية
أشارت وسائل إعلام مقربة من الحرس الثوري إلى نجاح هجمات سيبرانية استهدفت مراكز معلومات عسكرية وأمنية في إسرائيل، وكشفت عن وثائق تتعلق بنظامين عسكريين إسرائيليين هما:
• HattoriX: نظام لتحديد مواقع الأهداف بدقة عالية دون استخدام أجهزة إرسال، يعتمد على الذكاء الاصطناعي.
• SPIKE LR2: الجيل الخامس من صواريخ “سبايك” المضادة للدروع.
وقد أرفقت وسائل الإعلام صورًا ومخططات فنية تؤكد استخدام هذه الأنظمة من قبل إسرائيل في حروبها الأخيرة في غزة، ولبنان، وإيران.
قائد الحرس الثوري: يدنا على الزناد
أكد قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد باكبور، أن بلاده “لا ولن تثق بالعدو المتوحش”، مشدداً على أن القوات الإيرانية مستعدة للرد الفوري على أي اعتداء جديد، كما فعلت خلال “حرب الأيام الاثني عشر”.
وقال باكبور إن “يد القوات الإيرانية تبقى على الزناد، ولن تتردد في الدفاع عن البلاد قيد أنملة”.
خسائر الحرب تتكشف
نقل الإعلام الإيراني عن موقع “كيبا” العبري تصريحات للواء الاحتياط والخبير المالي الإسرائيلي رام أميناح، قدّر فيها أن تكاليف الحرب الأخيرة قد تدفع الميزانية الدفاعية الإسرائيلية لتتخطى 200 مليار شيكل (نحو 59 مليار دولار)، منها 10 مليارات شيكل (نحو 3 مليارات دولار) كتكاليف مباشرة.
وبحسب مصادر إيرانية، قد تصل الخسائر الإسرائيلية إلى نحو 35 مليار دولار، موزعة كما يلي:
• 15 إلى 18 مليار دولار: نفقات عسكرية ودفاع جوي
• 4 مليارات دولار: خسائر في البنية التحتية
• 120 مليون دولار: خسائر في صادرات الغاز
• 6 إلى 7 مليارات دولار: هروب رؤوس أموال
• 3 إلى 4 مليارات دولار: اضطراب سوق العمل والإنتاج
• أكثر من 2 مليار دولار: أضرار في قطاع التكنولوجيا
دعم عسكري مكثف لإسرائيل بعد وقف النار
ذكرت وكالات الأنباء الإيرانية، نقلاً عن مصادر عربية، أن 17 طائرة شحن عسكرية محملة بالعتاد دخلت الأراضي المحتلة بعد يومين فقط من دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين طهران وتل أبيب حيّز التنفيذ.
ويرى خبراء إستراتيجيون أن استمرار هذه التحركات قد يشير إلى هشاشة الهدنة القائمة.
حرب الروايات… فوردو لم تُدمّر
حللت وكالة الأنباء الإيرانية البيانات المتداولة حول تدمير منشأة فوردو، وخلصت إلى أن المنشأة لم تتضرر، نظرًا لوقوعها على عمق 90 متراً تحت الأرض، بينما تبلغ قدرة اختراق القنابل المستخدمة 60 متراً فقط.
واعتبرت الوكالة أن الحديث عن تدمير فوردو “دعاية سياسية للاستهلاك المحلي”.
المشروع النووي السلمي مستمر، وإعادة تقييم التعاون مع الوكالة
نقلت وسائل إعلام تصريحات للمتحدث باسم الخارجية الإيرانية أكد فيها استمرار طهران في برنامجها النووي السلمي، وفق المادة الرابعة من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية.
وأضاف أن البرلمان الإيراني يدرس إعادة تقييم التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بسبب ما اعتبره “فشلًا في إدانة الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية”، ومواقف مدير الوكالة التي رآها الإيرانيون “تمهيداً” للضربات الأخيرة.
لا عودة عن التخصيب
أكد نائب الرئيس الإيراني محمد رضا عارف تمسك بلاده بحقها في تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها لأغراض سلمية، مشددًا على أن هذا الملف “لم يعد قابلًا للنقاش”.
وأضاف أن فشل الحرب والعقوبات أظهر أن إيران اليوم تختلف تمامًا عن الصورة التي كانت في أذهان أعدائها قبل الحرب.
عودة جزئية للطيران المدني
أعلنت وزارة الطرق والنقل الإيرانية إعادة فتح المجال الجوي في النصف الشرقي من البلاد أمام الرحلات الداخلية والخارجية، بينما يستمر إغلاق مطاري طهران الدولي ومهرآباد حتى إشعار آخر.