رصد – أثير
على مدار ما يزيد عن 20 شهراً من حرب الإبادة في غزة، حاول الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ سلسلة من الخطط العسكرية والعملياتية التي حملت عدة أهداف مختلفة فشلت أمام الصمود المتواصل لغزة.
وسعى الاحتلال الإسرائيلي من خلال الخطط المتعددة لتهجير غزة من سكانها، والقضاء على المقاومة وعسكرة توزيع المساعدات وتشجيع الفوضى الداخلية بدعم جماعات مسلحة خارجة عن الصف الوطني.
في هذا التقرير تستعرض ”أثير“ أبرز مخططات الاحتلال التي أعلن عن تنفيذها في عدة مراحل مختلفة وكانت على النحو التالي:
1. خطة تهجير شمال غزة
منذ الأسبوع الأول للحرب على غزة وجه الاحتلال الإسرائيلي كل السكان للنزوح إلى مناطق الجنوب، وبعد صمود ما يزيد عن 700 ألف مواطن شهور عديدة، استخدم الاحتلال أساليب الإبادة والمناطق المحروقة والمجاعة بهدف تفريغ الشمال نحو الجنوب لكنه لم تنجح، رغم أنه نزح للجنوب ما يزيد عن 400 ألف مواطن، لكنهم عادوا للشمال في شهر يناير 2025 مع بداية اتفاق وقف إطلاق النار الذي اخترقه الاحتلال ولم يلتزم به.
2. خطة التجويع الأولى
في أواخر عام 2023 وحتى فبراير 2024 سعت إسرائيل لاستخدام الحصار والتجويع كأداة لإخضاع المقاومة والمواطنين الصامدين في شمال غزة، حيث منع الاحتلال دخول المساعدات والغذاء والدواء لشمال غزة لفترة طويلة حتى اضطر الناس لطبخ الشعير وأكل الحيوانات وأوراق الشجر، لكن الاحتلال لم يحقق الأهداف العسكرية من هذه الخطة.
3. خطة الرصيف العائم
في أبريل 2024، أعلنت الولايات المتحدة عن بناء رصيف عائم قبالة سواحل غزة لتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية، لكن الخطة واجهت تحديات لوجستية وأمنية، حيث تعرضت لهجمات متكررة، مما أدى إلى تعليق تنفيذها، كما أثيرت شكوك حول أهداف الخطة الحقيقية، وعلى الرغم من أن الرصيف العائم تم تفكيكه وإعادة تركيبه أكثر من مرة لكن الخطة الأساسية لم تنجح وكان يُرجح أن أحد أهدافه هو تهجير الناس عن طريق البحر.
4. خطة الجنرالات
اقترحها الجنرال المتقاعد غيورا آيلاند، وهدفت إلى السيطرة على شمال قطاع غزة، وذلك بتهجير سكان المنطقة إلى الجنوب، ثم فرض حصار كامل على الشمال، بما في ذلك منع دخول الإمدادات والمساعدات الغذائية والماء والوقود، واستخدام التجويع وسيلة ضغط للتهجير.
5. خطة الفقاعات
في 2024 طفت على السطح الخطة الجديدة التي نشرت بعضَ ملامحها صحيفة ”وول ستريت جورنال“، والتي تهدف إلى عزل الفلسطينيين غير المؤيدين لحركة حماس وفصائل المقاومة في بقع إنسانية منفصلة، بينما يتم تقسيم القطاع بواسطة خطين عرضيين يخضعان لإدارة الاحتلال عسكريا، والذي سيسيطر أيضا على كامل الشمال والحدود الشرقية بالإضافة لمعبر صلاح الدين (فيلادلفيا).
6. خطة عربات جدعون
أقر الكابينت الإسرائيلي مطلع مايو 2025 خطة عملية ”عربات جدعون“ بهدف تحقيق حسم عسكري وسياسي في قطاع غزة، عبر عملية منظمة من 3 مراحل، مع استخدام 5 عوامل ضغط ضد حركة حماس في محاولة لإرغامها على القبول باتفاق لتبادل الأسرى، وتفكيك بنيتها العسكرية. وبدأ الجيش الإسرائيلي تنفيذها عبر استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، وهدفت العملية إلى احتلال قطاع غزة بالكامل حسب ما أوردته هيئة البث الإسرائيلية الرسمية في الخامس من مايو 2025.
عمليات المقاومة
واجهت خطط الاحتلال منذ بداية الحرب عمليات شرسة للمقاومة الفلسطينية أفشلت تطبيقها وتحقيق أهدافها، غير أن الحديث عن خسائر الاحتلال وقتل المزيد من جنوده لم يتوقف بعد إعلان الإعلام الإسرائيلي أن شهر يونيو 2025 كان الشهر الأكثر خسائر لتل أبيب بعد مقتل 20 جنديًا عسكرياً في عمليات المقاومة في غزة.
ومع مقتل الـ20 عسكريًا في غزة خلال شهر يونيو يرتفع عدد القتلى من الضباط والجنود الإسرائيليين منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023 إلى 880 من بينهم 436 قُتلوا منذ الاجتياح البري للقطاع في 27 من الشهر ذاته، وفقا لبيانات الجيش الإسرائيلي المنشورة على موقعه والتي أوردتها وكالة الأناضول.
ومنذ استئناف الاحتلال حرب الإبادة على قطاع غزة في مارس الماضي ارتفع إجمالي القتلى الإسرائيليين إلى 30 في المعارك التي نفذتها المقاومة الفلسطينية رغم الدمار الواسع خلال 20 شهرًا من استمرار الحرب.
المصادر:
الجزيرة – الأناضول – الرسالة نت