رصد - أثير
إعداد: جميلة العبرية
تُعد المخللات من الأطعمة الشهية التي تحتل مكانة بارزة على الموائد العربية خاصة في بلاد الشام والبحر المتوسط، حيث تستهلك بكثرة كمقبلات تساعد على فتح الشهية؛ ومع ذلك، فإن تناولها يجب أن يكون بحذر ووعي، نظرًا لما تحمله من أضرار صحية، خصوصًا عند الإفراط فيها.
ترصد “أثير” معلومات عن القيم الغذائية، والفوائد، والأضرار، وكيفية التعرّف على فساد المخللات.
القيمة الغذائية للمخللات
تبرز القيمة الغذائية للمخللات في السعرات الحرارية وغيرها من القيم كما في الآتي:
•تُعد المخللات منخفضة في السعرات الحرارية، إذ تحتوي 100 غرام من مخلل الخيار مثلًا على 11 سعرة حرارية فقط.
•تحتوي على كميات عالية من الصوديوم، وقد تصل الحصة الواحدة إلى أكثر من 300 ملغ، أي ما يقارب نصف الحد اليومي الموصى به.
•بعض أنواع المخللات تحتوي على فيتامينات مثل أ، ك، ج، إلى جانب مضادات أكسدة.
فوائد المخللات
تُعد مصدرًا لعدد من الفوائد منها:
1. البروبيوتيك: عملية التخليل تُعد شكلًا من أشكال التخمير، مما يجعل المخللات غنية بالبكتيريا النافعة المفيدة لصحة الأمعاء والجهاز الهضمي.
2.تحافظ على مضادات الأكسدة: التخليل يحفظ مضادات الأكسدة الطبيعية في الخضراوات، مثل البيتا كاروتين، مما يُسهم في الوقاية من أمراض القلب والسرطان.
3.تنظيم السكر والأنسولين: يمكن أن تعزز المخللات من حساسية الأنسولين وتساعد على تنظيم مستوى السكر في الدم.
4.تخفيف التشنجات والقرحة: بعض أنواع المخللات تساعد على تخفيف تقلصات العضلات وقرحات المعدة الناتجة عن الحموضة العالية.
5.تعزيز صحة الكبد: تشير دراسات إلى أن المخللات قد تساعد في حماية الكبد من بعض الأضرار.
الأضرار المحتملة للمخللات
رغم فوائدها، إلا أن الإفراط في تناولها قد يؤدي إلى العديد من المشكلات الصحية، مثل:
•ارتفاع ضغط الدم: نظرًا لاحتوائها على نسبة عالية من الصوديوم، مما يزيد خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية.
•إجهاد الكلى: يُؤدي الصوديوم الزائد إلى احتباس السوائل وزيادة العبء على الكلى، مما قد يسبب حصوات أو فشلًا كلويًا.
•ارتفاع الكوليسترول: بعض المخللات تُحفظ بالزيت المهدرج، ما يزيد من الكوليسترول الضار ويقلل من الكوليسترول الجيد.
•أمراض الجهاز الهضمي: مثل التهابات المعدة والقولون والانتفاخ.
•زيادة الوزن والسمنة: بسبب احتباس السوائل الناتج عن الأملاح.
•ضعف العظام: يؤدي الصوديوم إلى ترشيح الكالسيوم من العظام.
•مخاطر على القلب والدورة الدموية: مثل الاستسقاء، وتورم الأطراف، وخلل في ضخ الدم.
•البواسير والجفاف: الأملاح الزائدة تسبب الجفاف، ما يُفاقم من أعراض البواسير.
•مخاطر للحامل: قد تؤدي المخللات إلى تسمم الحمل والتهابات مهبلية.
كيف تعرف أن المخلل فاسد؟
علامات فساد المخللات تظهر بعدة صور، أبرزها:
•الهري أو الطراوة: يدل على نشاط بكتيري يُضعف قوام الخضراوات.
•نمو غشاء أبيض (الميكودرما): خمائر ضارة تستهلك الحموضة وتحولها إلى ماء وثاني أكسيد الكربون.
•الجيوب الغازية: نتيجة نمو بكتيريا تُفرز غازات، خصوصًا في الزيتون الأخضر.
•اللزوجة: تدل على نمو بكتيريا تُنتج مواد مخاطية، خصوصًا على الخيار.
•اللون الأسود: بسبب تفاعل غاز كبريتيد الهيدروجين مع الحديد مكونًا بقعًا سوداء.
•المخلل الأجوف: نتيجة خلل في الثمار أو إنتاج غازات داخلها.
توصيات لتناول آمن للمخللات
تُعد الشهية سلاحًا دافعًا نحو استهلاكنا للمخللات ولكن يجب حينها الانتباه للآتي:
•عدم الإفراط: يُفضل تناول المخللات مرة واحدة يوميًا فقط.
•التحضير المنزلي: احرص على صنع المخلل في المنزل لضمان النظافة وعدم استخدام ألوان صناعية.
•المراقبة المنتظمة للضغط والصحة العامة عند تناولها باستمرار.
•شرب الماء بكثرة لتقليل تأثير الصوديوم على الجسم.
ختامًا، المخللات لذيذة ومحببة، ولها فوائد لا تُنكر، لكنها قد تتحول إلى خطر حقيقي إن لم نُحسن استخدامها، والمفتاح هو التوازن أي الاعتادل في تناولها، ومراقبة الصحة، والحرص على جودة المخللات وسلامتها دائمًا.
المصادر:
