رصد- أثير
قال خبراء إسرائيليون لوكالة الاناضول إن عزلة بلادهم في المجتمع الدولي ستزداد طالما استمرت هجماتها على قطاع غزة، وتواصلت المأساة الإنسانية في القطاع.
ويأتي ذلك تزامنًا مع ما كشفه استطلاع لمركز “بيو” للأبحاث شمل 24 دولة، الذي كشف عن تصاعد الصورة السلبية بشكل كبير في أغلب دول العالم ضد إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو.
وبلغ متوسط الصورة السلبية لإسرائيل في 24 دولة حوالي 62% مقابل الصورة الإيجابية بنسبة 29%.
وكشفت التفاصيل عن أن نسبة الصورة السلبية مرتفعة جدًا في دول مثل تركيا 93%، وإندونيسيا 80%، واليابان 79%، وهولندا 78%، وإسبانيا والسويد بـ 75% لكل منهما، واليونان 72%. وعلى الرغم من أن الصورة الإيجابية لإسرائيل بلغت 45% في الولايات المتحدة، إلا أن السلبية تجاوزتها لتصل إلى 53%.
وقال القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية السابق لدى أنقرة وسكرتير وزارة الخارجية السابق، ألون لييل للأناضول، إن اعتراف دول غربية بفلسطين هو رد فعل على هجمات إسرائيل في غزة، حيث فضّلت هذا الخيار لأنها لا تملك الجرأة لفرض عقوبات على إسرائيل، لكونه حسب وصفه “أمرا محفوفا بالمخاطر بالنسبة لها من حيث الأمن والاستخبارات والاقتصاد”.
واعتبر أن الاعتراف بدولة فلسطين قد لا يكون له تأثير على الأرض، لكنه “سيرفع من معنويات الفلسطينيين وسيوجه ضربة للشعب الإسرائيلي”. مؤكدًا أن “السفر خارج إسرائيل بالنسبة لهم هو صعب جدا الآن” بسبب ردود الفعل الغاضبة التي يواجهونها في جميع أنحاء العالم، مشيرًا إلى أن المجتمع الإسرائيلي بدأ يدرك أن ما يفعله في غزة غير مقبول دوليا، وأن ثمن ذلك باهظ جدا، موضحًا “بالنسبة للإسرائيليين، قد يكون لهذا الوضع كلفة باهظة من حيث خيارات السفر، وعزلة البلاد، وربما حتى اقتصاديا. لذلك، أعتقد أن موجة ردود الفعل الدولية مهمة لكي يفهم الإسرائيليون أنه لا يمكنهم فعل ما يشاؤون في غزة”.
وأشار أنه مع استمرار انتشار مشاهد الأطفال الذين يعانون بسبب المجاعة في غزة واستمرار الإبادة، فإن موجة ردود الفعل الدولية ستزداد ويزيد معها عزلة إسرائيل.
وأوضح ناداف تامير الدبلوماسي المتقاعد ومستشار الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز للأناضول، بأن فرنسا تفضل طرح قرار الاعتراف بفلسطين في مجلس الأمن الدولي، وأن الولايات المتحدة لن تتمكن من استخدام سلطة النقض (الفيتو) إذا أيد هذا القرار 14 من أصل 15 عضوا دائما ومؤقتا، مشيرا إلى أن “قرار اعتراف الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن مثل فرنسا والمملكة المتحدة سيكون له تأثير أكبر”.
وأوضح أن إسرائيل أصبحت معزولة بسبب هجماتها المتواصلة على غزة والكارثة الإنسانية التي تسببت فيها، كما إن سمعتها تتدهور يوميا بسبب استمرار المأساة في غزة والحرب الإسرائيلية العبثية عليها.
يذكر أن ردود ردود الفعل الغاضبة من السياح الإسرائيليين اتسعت في الكثير من الدول، وكان أخرها عدم سماح الأهالي في جزيرة سيروس اليونانية، لسفينة تقل سياحا إسرائيليين بالرسو في مينائهم، للتعبير عن تضامنهم مع فلسطين، وتنتشر مشاهد كثيرة في وسائل التواصل الاجتماعي حول ردود الفعل الغاضبة من المدنيين في الكثير من الدول إزاء السياح الإسرائيليين خلال زيارتهم بلدانهم.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 203 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
المصدر: الأناضول.
