مسقط-أثير
خلصت دراسة بحثية عُمانية إلى أن الخطاب السياسي العماني يوظف الإستراتيجيتين التلميحية والتصريحية في مختلف المواضع، ويأخذ شكلا رسميا؛ ليعطي لنفسه قداسة الهدف والتنفيذ. كما يخضع لإكراهات عامة وخاصة تضغط عليه ليستخدم التصريح أو التلميح تعود نسبة كبيرة منها إلى محددات السياسة العُمانية التي أُشير إليها في النظام الأساسي للدولة وأبرزها التعفف وتحاشي الاحتكاك، وتجنب عداء الآخر.
وأشارت نتائج الدراسة التي أعدها الباحث هيثم بن مسعود المقبالي للحصول على شهادة الماجستير إلى أن السياسة العُمانية كرست مبدأ الحياد كقاعدة سياسية أعلنتها دائما عبر إستراتيجيتي التصريح والتلميح، حيث يوجد العديد من الإكراهات التي فرضت على الخطاب السياسي العُماني توظيف الإستراتيجية التصريحية من أبرزها: الحياد، والأمن الوطني، وتبليغ المحتوى، وممارسة السلطة.
وأوضحت الدراسة أن الإستراتيجية التصريحية حققت مبدأ الوضوح والتعاون كمبادئ واضحة وثابتة في الخطاب السياسي العُماني، وذلك عبر آليات لغوية متعددة، أهمها: أفعال الكلام، وأسلوب الاستفهام، وأسلوب الأمر، وأسلوب التحذير، وأسلوب النهي، وأسلوب التأكيد، وذكر العواقب، مشيرةً إلى أن الإستراتيجيّة التصريحية هي الأكثر حضورًا في خطابات السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه-.
وأكدت الدراسة بأن السياسة العمانية تمكّنت من إرسال نقدها في قضايا سياسية عبر إستراتيجية التلميح في الخطاب، حيث يعتمد الخطاب السياسي العُماني كثيرًا على تمرير المعاني عبر الإستراتيجية التلميحية دون الإفصاح عنها لبلوغ مقاصده وغاياته التواصلية بهدف الإقناع والتأثير في الطرف الآخر، مستخدمًا آليات لغوية وغير لغوية أهمها: الكناية، وضمير المتكلم، والنفي، ومبدأ التعاون، والتورية، موضحةً الدراسة بأن إكراهات التلميح في الخطاب السياسي العماني عديدة منها: التعفف وتحاشي الاحتكاك، وتجنب عداء الآخر.
يُذكر أن مدونة الدراسة تمثلت في خطابات السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه- (1970م – 2010م)، وتغريدات وزارة الخارجية العمانية عبر حسابها في موقع التواصل الاجتماعي (X)، وأرشيف الوزارة الذي يَحفظ كلمات وزير الخارجية في المحافل الدولية والإقليمية.