أخبار

سعر القيراط منه يتجاوز 700 ريال: قصة حجر التنزانيت من الاكتشاف إلى العالمية

حجر التنزانيت

رصد – أثير

من أعماق جبال ”ميريلاني“ في شمال تنزانيا، وتحديدًا على بُعد أميال من سفوح جبل كليمنجارو الشهير، يُستخرج حجر كريم نادر لم يكن معروفًا للعالم قبل ستينيات القرن الماضي، لكنه سرعان ما أصبح من أكثر الأحجار الكريمة طلبًا في سوق المجوهرات العالمية، ومن قبل الهواة حتى في سلطنة عُمان.

يتميّز هذا الحجر بلونه الأزرق البنفسجي الساحر، وندرته الفائقة التي جعلته أغلى من الياقوت في بعض الأحيان، حتى إن البعض وصفه بـ ”جوهرة جيلٍ واحد“، فماذا تعرف عن حجر ”التنزانيت“؟

كيف اكتُشف الحجر؟

وفقًا لـ National Geographic، تعود بداية قصة التنزانيت إلى عام 1967، حين عثر راعٍ محلي يُدعى ”علي جويو“ على بلورات زرقاء لامعة ظنّ أنها ياقوت، فسلّمها لأحد الحرفيين المحليين، قبل أن تصل إلى خبير الجواهر ”مانويل دي سوزا“، الذي قام بتحليلها في نيويورك، وهناك تبيّن أنها نوع جديد من معدن الزويزيت.

وقد تبنّت شركة Tiffany & Co هذا الاكتشاف، وسوّقته باسم ”تنزانيت“ تكريمًا لموطنه الحصري، تنزانيا، لتبدأ رحلته العالمية كأحد أجمل وأندر الأحجار الكريمة.

حجر التنزانيت

ما الذي يجعل التنزانيت مميزًا ومختلفًا عن غيره من الأحجار؟

بحسب ما ورد في تقارير المعهد الأميركي للأحجار الكريمة (GIA)، يتميّز التنزانيت بخاصية التلون الثلاثي (Trichroism)، حيث تتغير ألوانه من الأزرق إلى البنفسجي إلى البني، تبعًا لزاوية النظر والإضاءة.

وندرة هذا الحجر الجغرافية تُضفي عليه قيمة استثنائية، إذ لا يُستخرج سوى من منطقة واحدة في العالم لا تتجاوز مساحتها 14 كيلومترًا مربعًا، تقع في شمال تنزانيا، مما يجعله حجرًا فريدًا بحق.

كيف تعاملت الحكومة التنزانية مع هذه الثروة النادرة؟

وفقًا لـ BBC Africa والتقارير الحكومية الرسمية، تعاملت الحكومة التنزانية مع حجر التنزانيت باعتباره ثروة وطنية يجب الحفاظ عليها وتنميتها محليًا. ففي عام 2010م، أقرّت الدولة قانونًا يمنع تصدير التنزانيت الخام الذي يتجاوز وزنه 1 غرام، في خطوة تهدف إلى تحفيز الصناعة المحلية وإنشاء ورش الصقل والقطع داخل البلاد، بدلًا من تصديره خامًا والاستفادة منه خارجيًا.

وفي عام 2020م، تصدّر التنزانيت العناوين العالمية بعد أن عثر عامل منجم محلي يُدعى ”سانينيو لايزر“ على حجرين نادرين بلغ وزنهما الإجمالي نحو 15 كغم، باعهما للحكومة التنزانية مقابل 3.4 مليون دولار، ليُصبح مليونيرًا بين ليلةٍ وضحاها، وقد استُقبل حينها رسميًا من قبل رئيس الدولة، في مشهد يعكس البُعد الرمزي والاقتصادي للحجر في تنزانيا.

حجر التنزانيت

كم يبلغ سعر قيراط التنزانيت في الأسواق العالمية؟

بحسب منصة Gemval المتخصصة في تقييم الأحجار الكريمة، يتراوح سعر القيراط الواحد من التنزانيت عالي الجودة ما بين 300 و1,200 دولار أميركي (أي ما يعادل نحو 115 إلى 462 ريالًا عُمانيًا)، وقد يتجاوز 2,000 دولار (أكثر من 770 ريالًا عُمانيًا) للقطع النادرة التي تتميز بلون أزرق ملكي صافٍ وخلوّ من الشوائب.

وقد ساهم ارتفاع الطلب العالمي، لا سيما من الولايات المتحدة واليابان والهند، في رفع قيمته السوقية خلال السنوات الأخيرة، مما جعله هدفًا للمستثمرين وهواة الاقتناء الفاخر.

حجر التنزانيت

هل التنزانيت في طريقه إلى الانقراض؟

وفقًا لتقديرات المعهد الجيولوجي الأميركي وبيانات GIA، فإن الموارد الجيولوجية من التنزانيت في منجم ”ميريلاني“ قد تنضب خلال العقود القادمة، ودفعت هذه المخاوف بعض الجيولوجيين إلى وصفه بـ ”جوهرة الجيل الواحد“، لافتين إلى أن من يولد في هذا الجيل قد يكون آخر من يرى هذا الحجر متوفرًا بكميات تجارية.

هذا التحذير الجيولوجي زاد من قيمته الاستثمارية، ورفع من الإقبال عليه في المزادات والأسواق الفاخرة.

كيف أصبح التنزانيت رمزًا ثقافيًا وتنمويًا؟

بحسب أرشيف Tiffany & Co وتقارير الحكومة التنزانية، أصبح التنزانيت جزءًا من الهوية الوطنية، يُستخدم في الهدايا الدبلوماسية، ويُمنح بشهادات منشأ رسمية صادرة عن الحكومة.

وقد دفع تصنيعه المحلي إلى تأسيس ورش صقل وتقطيع ساعدت في تدريب مئات الحرفيين وخلق فرص عمل جديدة، أما في عالم المجوهرات، فقد دخل هذا الحجر في تصاميم أشهر الدور العالمية مثل ”بولغاري“ و”كارتييه”، اللتين أدرجتاه ضمن مجموعات نادرة لا تُطرح إلا في مناسبات خاصة.

مصدر الصور: the tanzanite experience

Your Page Title