رصد - أثير
إعداد: ريما الشيخ
مع بداية العام الدراسي، تتحرك يوميًا مئات الحافلات المدرسية في مختلف محافظات السلطنة لنقل الطلاب بين منازلهم ومدارسهم، ما يجعل من السلامة أولوية قصوى للأسر والمدارس والجهات المشغّلة، ولتحقيق هذه الغاية، تُعتمد معايير دقيقة للسلامة تبدأ بتجهيز الحافلات، مرورًا بتأهيل السائقين، وانتهاءً بالرقابة المستمرة.
وتتجسد هذه المعايير في مجموعة من الجوانب الأساسية التي تشكل خط الدفاع الأول عن سلامة الطلاب، ويأتي في مقدمة هذه الجوانب تجهيزات الأمان داخل الحافلات، والتي تمثل العنصر الأبرز في ضمان رحلة مدرسية آمنة ومطمئنة.
تجهيزات الأمان داخل الحافلة
تشير وزارة التربية والتعليم في سلطنة عُمان إلى أن الحافلات المدرسية يجب أن تتوافر فيها تجهيزات أساسية لضمان سلامة الطلاب، من أبرزها:
-أحزمة أمان فردية لكل مقعد.
-مخارج طوارئ عبر الأبواب والنوافذ لتسهيل الإخلاء السريع عند الحاجة.
-طفايات حريق وأجهزة إنذار داخلية، مع تدريب العاملين على استخدامها.
-كاميرات مراقبة لمتابعة الانضباط داخل الحافلة وأداء السائق.
-مقاعد مجهزة لذوي الإعاقة توفر لهم الأمان والراحة أثناء الرحلة.
دور السائق في ضمان الرحلة الآمنة
يُعد السائق محور العملية في النقل المدرسي، إذ تقع عليه مسؤولية مباشرة عن سلامة الطلاب طوال الرحلة، ووفق إرشادات وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، تشمل مسؤوليات السائق:
-الالتزام الصارم بالسرعات المحددة خاصة قرب المدارس والمناطق السكنية.
-إجراء فحص يومي للحافلة قبل الانطلاق للتأكد من سلامة المكابح والإطارات والأنوار.
-التأكد من جلوس الطلاب وربط أحزمة الأمان قبل التحرك.
-التوقف في أماكن آمنة ومحددة مسبقًا للصعود والنزول.
-التواصل الفوري مع المدرسة أو المشرفين في حال حدوث أي طارئ.
إجراءات الصعود والنزول
تشدد الجهات المختصة في السلطنة على أهمية تنظيم لحظتي الصعود والنزول باعتبارهما من أكثر المراحل حساسية في الرحلة، وتشمل الإجراءات:
-وجود مشرف أو مشرفة لمرافقة الطلاب وضمان عبورهم بأمان.
-منع تحرك الحافلة قبل جلوس جميع الركاب وإغلاق الأبواب.
-التأكد من نزول الطلاب في نقاطهم الصحيحة وعدم ترك أي طالب دون مرافقة.
الصيانة والفحص الدوري
يجب إجراء صيانة دورية تشمل فحص المحرك والمكابح والإطارات وأنظمة الإنارة، بالإضافة إلى فحوصات فنية مفاجئة، كما تُزوّد الحافلات بأنظمة تتبع GPS لمراقبة السرعة وخط السير، ما يتيح متابعة الأداء والتدخل السريع عند الضرورة.
مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة
السلامة مسؤولية جماعية، حيث يقع على أولياء الأمور دور توعية أبنائهم بقواعد ركوب الحافلة وأهمية الالتزام بتعليمات المشرفين، كذلك يجب أن تنظم المدارس برامج وحملات توعية لتعزيز ثقافة الأمان بين الطلاب، وتنسق مع الجهات المعنية بالنقل المدرسي لضمان الالتزام بالمعايير.
نحو بيئة نقل أكثر أمانًا
إن الالتزام الصارم بمعايير السلامة من قبل شركات النقل والسائقين، إلى جانب وعي الأسر والمدارس، هو الضمان الحقيقي لرحلة مدرسية آمنة، ومع التطوير المستمر في تجهيزات الحافلات وبرامج التدريب، يمكن أن تتحول الحافلة المدرسية من مجرد وسيلة نقل إلى بيئة تعليمية آمنة ومريحة تعزز ثقة الأهالي في النظام التعليمي.
المصادر:
-وزارة التربية والتعليم – سلطنة عُمان
-وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات – سلطنة عُمان
-المنظمة العالمية للسلامة على الطرق (WHO)