العمانية-أثير
وجهت فلسطين ثلاث رسائل إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (بنما)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن التصعيد الإسرائيلي في كافة الأراضي المحتلة، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك لوقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة وتدمير فلسطين، بما في ذلك نشر قوة حماية دولية للشعب الفلسطيني.
وأشار رياض منصور المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، في هذه الرسائل، إلى مواجهة مليون فلسطيني تهديدًا وجوديًّا لحياتهم، بينما يواصل الاحتلال خططه لغزو غزة من دون أي اعتبار لمطالب وقف إطلاق النار أو لالتزامات القانون الإنساني الدولي، منوها إلى أن غياب التحرك الدولي أتاح للكيان الإسرائيلي الاستمرار في عرقلته القاسية وغير القانونية للمساعدات الإنسانية، بما في ذلك مؤسسات الأمم المتحدة الإنسانية، مما أدى إلى تسريع انتشار المجاعة والأمراض في غزة.
وأكد على أن التصنيف الدولي لانعدام الأمن الغذائي أعلن رسميًّا، في تقريره الصادر أمس الجمعة، وقوع المجاعة في غزة، فضلا عن تقرير منظمة “ميد غلوبال” الذي خلص إلى أن سوء التغذية الحادّ بين الأطفال قد ارتفع بنسبة 914 % منذ الحصار في مارس الماضي، وأن حدّ المجاعة قد تم تجاوزه بالفعل، مجددًا الدعوات الفلسطينية الدائمة إلى اتخاذ إجراءات دولية فورية لإنهاء الوضع البغيض واللاإنساني وغير القانوني، واستخدام جميع الأدوات والوسائل المشروعة، بما فيها اتخاذ مجلس الأمن إجراءات فورية بموجب الفصل السابع، لحماية الشعب الفلسطيني من هجوم الإبادة الجماعية الإسرائيلي ومؤامرة التدمير الإسرائيلية.
كما لفت إلى استمرار الاحتلال الإسرائيلي إعدام العاملين في المجال الإنساني والصحفيين وهم من ينقذون الأرواح ويكشفون فظائع الكيان الإسرائيلي للعالم، منوها إلى استهداف القوات الإسرائيلية المدنيين الفلسطينيين، أطفالاً ونساءً ورجالاً، بشكل متعمد، حيث بلغ عدد الضحايا حتى الآن 62122 شهيدًا، إضافة الى 156758 مصابًا، مع بقاء الآلاف في عداد المفقودين حتى يومنا هذا.
وذكر منصور أن اليونيسيف وثقت أنه خلال الأشهر الخمسة الماضية وحدها، قتلت قوات الاحتلال ما معدله 540 طفلًا فلسطينيًّا شهريًّا، وأصابت وشوهت الآلاف الآخرين بالصواريخ والمدفعية والنيران، وباستخدام التجويع كسلاح، مشددا على ضرورة تحرك المجتمع الدولي الفوري لفرض وقف إطلاق النار وحماية الشعب الفلسطيني، والتذكير بأن القانون الإنساني يحظر بشكل قاطع استهداف المدنيين والأعيان المدنية،.
وتطرق مندوب فلسطين الدائم في الأمم المتحدة إلى مخططات الضم الإسرائيلية في الضفة الغربية، مشيرا إلى إعلان الاحتلال المضي قدما في مخططه الذي يستهدف منطقة “1-E”، عبر خطط لبناء 3400 وحدة استيطانية من شأنها فصل شمال الضفة الغربية وجنوبها ووسطها، مما يعمق احتلالها غير الشرعي ويُعزز عزلة القدس الشرقية، وإلى تقديم الكيان الإسرائيلي منذ يوليو الماضي خططا لبناء أكثر من 20 ألف وحدة استيطانية بالتزامن مع تصاعد عنف المستعمرين وإرهابهم ضد المدنيين الفلسطينيين والمجتمعات الفلسطينية بدعم كامل من الحكومة والجيش.
وشدّد على ضرورة تحمّل مجلس الأمن مسؤولياته، بما في ذلك حماية السكان المدنيين واستقرار الوضع الكارثي الذي يهدّد السّلم والأمن الدوليين، مؤكدا على ضرورة قيام كل الدول، تماشيا مع القانون الدولي، بممارسة ضغط حقيقي وفوري على الاحتلال لوقف حرب الإبادة وجميع جرائمه في غزة وبقية الأرض الفلسطينية المحتلة، حيث يتطلب ذلك تحركًا جماعيًّا وفرديًّا من الدول، بما في ذلك حظر الأسلحة وفرض عقوبات، واتخاذ تدابير دبلوماسيّة وسياسيّة وقانونيّة، بما يشمل الاعتراف بدولة فلسطين.