الأولى

أكثر من 1000 بلاغ لحوادث زراعية خلال 2024 والدفاع المدني يوضح الأسباب


حرائق المزارع

أثير - ريما الشيخ


تُسجَّل في سلطنة عُمان سنويًا حوادث متعددة لحرائق المزارع والأشجار والمخلفات الزراعية، نتيجة عوامل طبيعية وبشرية متباينة، وهو ما يجعل هذه الحوادث مصدر قلق للمزارعين والمجتمع لما لها من أضرار مادية واجتماعية.

حاورت “أثير” النقيب الجلندى بن محمد البلوشي، رئيس قسم العلاقات العامة في هيئة الدفاع المدني والإسعاف لمعرفة تفاصيل هذه الحوادث، وأسبابها، والتحديات المرتبطة بها، والإجراءات الممكنة لتفاديها.

مسببات الحرائق

أوضح النقيب الجلندى أن المساحات الزراعية في سلطنة عُمان واسعة، وهي عُرضة للاشتعال خاصة في مواسم محددة مثل فصل الصيف أو موسم “الصرب” الذي يلي الخريف، حيث تجف الأشجار وتصبح قابلة للاشتعال بفعل الحرارة.

وبيّن أن هناك أسبابًا أخرى تؤدي إلى نشوب الحرائق، من بينها:

  • الإهمال عند حرق المخلفات الزراعية بطرق غير آمنة.
  • التدخين ورمي أعقاب السجائر في المزارع.
  • الشوي أو الطهي بالقرب من المناطق الزراعية.
  • قابلية بعض المبيدات والأسمدة للاشتعال عند سوء تخزينها.
  • عبث الأطفال بالنار بالقرب من المزارع.
  • استخدام المعدات الزراعية مثل الجرارات وأجهزة القص، التي قد ترتفع حرارتها وتؤدي إلى اشتعال الحرائق.

خسائر مادية واجتماعية

قال النقيب إن الحرائق الزراعية لا تُسبب خسائر مادية فحسب، بل قد تكون لها أبعاد اجتماعية ومعنوية، إذ إن بعض الأشجار تمثل قيمة تاريخية ارتبطت بالآباء والأجداد، وبعض المزارع لها مكانة خاصة في حياة العائلات.

إحصائيات البلاغات

أشار البلوشي لـ “أثير” إلى أن هيئة الدفاع المدني والإسعاف تعاملت خلال عام 2024 مع 1046 بلاغًا لحوادث زراعية شملت حرائق مزارع وأشجار ومخلفات زراعية، أما في عام 2023م، تم التعامل مع 947 بلاغًا، أي بفارق كبير وصل إلى 10.46%، وأعرب عن أمله في أن تستمر هذه الأرقام في الانخفاض خلال الأعوام القادمة بفضل وعي المجتمع وأصحاب المزارع.

تحديات الاستجابة

بيّن النقيب الجلندى أن سرعة الاستجابة لأي بلاغ تخضع لعدة عوامل، أهمها:

  • المسافة بين مركز الهيئة وموقع الحريق.
  • حالة الطرقات والازدحام المروري.
  • سرعة إيصال البلاغ.

وأشار إلى أن بعض المزارع تكون محاطة بسياج من مخلفات الأشجار أو طرق ضيقة، وهو ما يصعّب وصول آليات الدفاع المدني الكبيرة إلى الموقع، مما يضطر الفرق أحيانًا للبحث عن طرق بديلة قد تكون أطول.

آليات الإطفاء

أوضح أن لكل نوع من الحرائق الزراعية طريقة خاصة في الإطفاء، حيث يتم الاعتماد أساسًا على المياه بكميات كبيرة، إضافة إلى استخدام الجرافات لعزل النيران ومنع امتدادها إلى مناطق أخرى، وبيّن أن الهيئة وفرت ناقلات مياه بأحجام مختلفة لضمان الاستجابة الفعالة.

دور أصحاب المزارع والعمالة

أكد النقيب أن مسؤولية الوقاية تبدأ من أصحاب المزارع أنفسهم، خاصة أن معظم العمالة في المزارع من الوافدين، ما يستدعي تدريبهم على أساليب السلامة والتصرف الصحيح عند حدوث أي طارئ.

وأشار إلى أهمية تعليم العمال كيفية التخلص من المخلفات الزراعية بطرق آمنة بعيدًا عن الحرق العشوائي، وتوعيتهم بعدم إشعال النار في أوقات الرياح، وشدد على ضرورة تنظيف المعدات الزراعية وتخزين المبيدات والأسمدة في أماكن بعيدة عن أشعة الشمس المباشرة.

رسالة للمزارعين

وفي ختام حديثه مع ”أثير“، وجه النقيب الجلندى البلوشي رسالته لأصحاب المزارع بضرورة معرفة مسببات الحرائق لتفاديها، وتدريب العمال على كيفية التعامل عند وقوعها، وتوفير مصادر مياه كافية في المزارع لاستخدامها عند الحاجة، كما دعا إلى مراقبة الأطفال في حال تواجدهم داخل المزارع، والالتزام الدائم باشتراطات السلامة لتقليل هذه الحوادث وحماية الأرواح والممتلكات

Your Page Title