الأولى

الرمان: متى يصبح علاجًا ومتى يتحول إلى خطر؟

الرمان

رصد – أثير

إعداد - ريما الشيخ

مع حلول موسم الرمان الذي يزين الأسواق المحلية بثماره الحمراء المتلألئة، يتزايد إقبال المستهلكين على هذه الفاكهة لما تحمله من فوائد غذائية وصحية متعددة.

غير أن الأطباء وخبراء التغذية يشددون على أن الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى آثار جانبية لدى بعض الفئات، وهو ما يستدعي التوازن في استهلاكه.

الرمان.. كنز من الفوائد

يُوصف الرمان بأنه “فاكهة خارقة” نظرًا لما يحتويه من مركبات فعالة، أبرزها مضادات الأكسدة من نوع البوليفينولات مثل Punicalagin وEllagic acid، والتي تمنحه القدرة على مكافحة الجذور الحرة المسببة للشيخوخة والأمراض المزمنة، وتشير أبحاث منشورة في Harvard Health وAmerican Heart Association إلى أن الرمان يسهم في:

• تعزيز صحة القلب: يقلل من تراكم الكوليسترول الضار في الشرايين ويخفض ضغط الدم المرتفع.

• تحسين الذاكرة: أظهرت دراسات أن تناول عصير الرمان بانتظام قد يعزز من القدرات الإدراكية والذاكرة، خاصة لدى كبار السن.

• مكافحة الالتهابات: يحتوي على مركبات طبيعية تقلل الالتهابات المزمنة المرتبطة بأمراض مثل السكري والتهاب المفاصل.

• الوقاية من السرطان: أبحاث أولية نشرتها National Cancer Institute تشير إلى أن مستخلصات الرمان قد تبطئ نمو بعض الخلايا السرطانية.

• تعزيز الهضم: بفضل محتواه من الألياف التي تنظم حركة الأمعاء وتحمي من الإمساك.

• تقوية المناعة: غناه بفيتامين C يساعد الجسم على مقاومة العدوى وتحسين عمل جهاز المناعة.

• تحسين الأداء الرياضي: بعض الدراسات أوضحت أن شرب عصير الرمان قبل التمارين قد يقلل من الشعور بالإجهاد العضلي ويساعد في سرعة التعافي.

• الحفاظ على البشرة والشعر: مضادات الأكسدة الموجودة فيه تقي البشرة من التجاعيد وتدعم نمو الشعر.

الآثار الجانبية للإفراط

رغم الفوائد العديدة، فإن تناول الرمان بكثرة قد يسبب مشكلات مثل آلام المعدة أو الغثيان أو الإسهال، كما أن بذوره الكثيفة بالألياف قد تؤدي في حالات نادرة إلى انسداد الأمعاء عند من يعانون من إمساك مزمن.

وبحسب موقع Healthline، فإن بعض الأشخاص قد يواجهون انتفاخًا عند الإفراط، خاصة إذا كانوا حساسين للكربوهيدرات المعقدة.

الحساسية والتداخلات الدوائية

يحذر الأطباء من أن بعض الأشخاص قد يتعرضون لحساسية مفرطة تجاه الرمان، وتظهر بأعراض مثل الحكة أو تورم الحلق أو صعوبة التنفس.

كما أن الرمان قد يتداخل مع أدوية مثل مسيلات الدم (الوارفارين) وأدوية الكوليسترول (الستاتينات)، ما يستدعي استشارة الطبيب قبل تناوله بكثرة.

ضغط الدم والحالات الخاصة

يسهم الرمان في خفض ضغط الدم، وهو أمر مفيد للمصابين بارتفاع الضغط، لكنه قد يسبب هبوطًا حادًا لمرضى الضغط المنخفض.

أما بالنسبة لمرضى الكلى، فإن غناه بالبوتاسيوم قد يمثل عبئًا إذا كانت الكلى غير قادرة على تنظيم نسبته، خصوصًا لدى مرضى الفشل الكلوي أو من خضعوا لزراعة كلى، بحسب توصيات National Kidney Foundation.

الفئات التي عليها الحذر

بحسب تقرير نشرته صحيفة Times of India، يُنصح خمس فئات بتجنّب الإفراط في تناول الرمان:

1. أصحاب ضغط الدم المنخفض.

2. المرضى الذين يتناولون أدوية حساسة للتداخل مع الرمان.

3. المقبلون على عمليات جراحية.

4. من يعانون من مشاكل هضمية مزمنة.

5. من لديهم حساسية معروفة.

بين الاعتدال والاستفادة

يبقى الرمان فاكهة آمنة وذات قيمة عالية إذا استُهلك باعتدال، إذ يوصي الخبراء بتناول ثمرة واحدة أو كوب من عصيره يوميًا للحصول على فوائده دون التعرض لآثاره الجانبية.

موسم الرمان لا يقتصر على جمال الثمرة أو طعمها الفريد، بل يفتح نافذة على أهمية الاعتدال في الغذاء، فهو فاكهة يمكن أن تكون سلاحًا طبيعيًا ضد أمراض القلب والالتهابات والشيخوخة، لكنه قد يصبح مصدرًا للمشكلات عند الإفراط أو عند فئات معينة.

التوازن، إذن، هو القاعدة الذهبية للاستمتاع بثمار الرمان.

المصادر

‏ • Harvard Health

‏ • American Heart Association

‏ • National Cancer Institute

‏ • Healthline

‏ • Verywell Health

‏ • National Kidney Foundation

‏ • Times of India

Your Page Title