رصد – أثير
شارك معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي وزير الخارجية في الاجتماع المشترك بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في إطار أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأوكد معالي السيد الوزير في مداخلة على عمق العلاقات التاريخية الممتدة لأكثر من قرنين من الزمن بين سلطنة عمان والولايات المتحدة، وما حققته من إنجازات في مجالات حماية إمدادات الطاقة العالمية، ومكافحة الإرهاب، وتأمين الملاحة البحرية، ودعم مساعي السلام، مشيراً إلى أن هذه الشراكة تفرض التحرك العاجل لمواجهة التحديات الراهنة.
وأوضح معاليه أن أكبر تهديد يواجه المنطقة اليوم يتمثل في الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني جراء الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، وما خلفته من مجاعة ونزوح ودمار للمستشفيات والمدارس، مؤكداً أن هذه الممارسات غير مقبولة وتشكل خرقاً صارخاً للقانون الدولي.

وأضاف معاليه أن أفعال إسرائيل تنسف باستمرار مزاعمها المعلنة حول السلام، إذ لو كانت جادة فعلاً لما اغتالت المفاوضين أو قصفت الرهائن وجوعت المدنيين، الأمر الذي يبرهن بوضوح على التناقض بين أقوالها وأفعالها.
أشار معاليه إلى أن استضافة سلطنة عُمان خمس جولات من المباحثات بين الولايات المتحدة وإيران حول الملف النووي خلال الفترة من مارس إلى يونيو الماضي، مؤكداً أن الهجوم الواسع الذي شنته إسرائيل على إيران في يونيو أسهم في تقويض الجولة السادسة التي كان من المتوقع أن تكون حاسمة، مؤكداً أن مثل هذه الممارسات تعرقل مسارات التفاهم وتضر بأمن واستقرار المنطقة.

وشدد معاليه على أن رسالة سلطنة عمان واضحة: لا يمكن الاستمرار بالنهج المعتاد، ولا بد من دفع عملية سياسية موثوقة تظهر بجلاء أن التصعيد والعنف لن يُسمح بهما، وأكد أن إخفاق المجتمع الدولي في التحرك سيؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار وتداعيات خطيرة على النظامين الإقليمي والدولي.
واختتم معاليه بالتأكيد على التزام سلطنة عمان ودول مجلس التعاون بتعزيز الشراكة مع الولايات المتحدة، مشدداً على أن نجاح هذه الشراكة مرهون بوقف دوامة العنف والتمسك بالسلام العادل والدائم وبما يحقق العدالة والأمن والاستقرار للجميع.