أخبار

الفوسفور الأبيض والركام السام: الغارديان تكشف الوجه الخفي للحرب على غزة

قصف عنيف في غزة

رصد - أثير

قال الكاتب البريطاني جورج مونبيوت، في مقال نشرته صحيفة الغارديان، إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لا يقتصر على قتل المدنيين وتهجيرهم، بل يتعداه إلى تدمير الأنظمة البيئية والموارد الطبيعية، في ما وصفه بـ“الإبادة البيئية” (إيكوسايد)، إلى جانب جريمة الإبادة الجماعية المستمرة.

وأوضح مونبيوت أن نحو 40% من أراضي غزة كانت مزروعة قبل السابع من أكتوبر، وأن القطاع كان مكتفياً ذاتياً في الخضروات والدواجن إلى حد كبير، إلا أن تقارير أممية حديثة كشفت أن 1.5% فقط من الأراضي الزراعية ما زالت صالحة وممكنة للاستعمال.

وأرجع ذلك إلى التدمير الممنهج الذي مارسه الجيش الإسرائيلي عبر تجريف orchards، تدمير البيوت البلاستيكية، رش المبيدات بالطائرات، وتوسيع “المنطقة العازلة” التي تضم الجزء الأكبر من الأراضي الزراعية.

وأشار المقال إلى أن الاحتلال دمّر مصادر الحياة في غزة بشكل متعمد، من خلال قطع أشجار الزيتون القديمة التي تشكّل 14% من الاقتصاد الفلسطيني، وحرمان السكان من مصدر رزقهم ورمز صمودهم.

وأضاف أن انهيار أنظمة الصرف الصحي وإدارة النفايات أدى إلى تلوث الأراضي والمياه الجوفية والساحلية، فيما انخفض متوسط استهلاك الفرد من المياه من 85 لتراً يومياً قبل الحرب إلى أقل من 6 لترات في فبراير الماضي.

ولفت مونبيوت إلى تقديرات برنامج الأمم المتحدة للبيئة، التي أشارت إلى أن كل متر مربع في غزة يحتوي على نحو 107 كيلوغرامات من الركام الممزوج بالأسلحة السامة والذخائر غير المنفجرة. كما نُشرت تقارير عن استخدام إسرائيل للفوسفور الأبيض، ما فاقم التلوث والتأثيرات الصحية الخطيرة على السكان.

وإلى جانب الخسائر البشرية والدمار المادي، أكد الكاتب أن الانبعاثات الكربونية الناتجة عن الحرب وإعادة الإعمار المحتملة ستكون “فلكية”، إذ إن إعادة بناء غزة وحدها قد تولّد انبعاثات تعادل ما تنتجه سنوياً دولة متوسطة الحجم.

وختم مونبيوت بالقول إن ما يجري في غزة يمثّل محاولة إسرائيلية لمحو الشعب الفلسطيني وأرضه معاً، معتبراً أن “التدهور البيئي ليس عرضياً، بل متعمد ويهدف إلى كسر الصمود البيئي للفلسطينيين”. ودعا إلى مساءلة إسرائيل على هذه الجرائم باعتبارها انتهاكاً صارخاً لنظام روما الأساسي وامتداداً لجريمة الإبادة الجماعية.

Your Page Title