أثير - ريما الشيخ
ضمن إطار المبادرات الوطنية لتعزيز قيم التطوع وإبراز دور الشباب في خدمة المجتمع، شارك فريق “مِداد”، في مشروع جواز التطوع، وهو مشروع وطني لميناء صحار والمنطقة الحرة، يُنفذ بالشراكة الإستراتيجية مع الشبكة العُمانية للمتطوعين “تعاون”، وبالتنسيق مع المديرية العامة للتنمية الاجتماعية بمحافظة شمال الباطنة.

وانطلاقًا من هذه المشاركة، عمل الفريق على رسم ملامح واضحة لرؤيته ورسائله، ساعيًا إلى تكريس قيم العطاء والاستدامة من خلال مبادرات نوعية تعكس هويته الخاصة وتستهدف فئات مجتمعية متعددة.

حول هذا الجانب، أوضحت فجر بنت بدر بن عبدالله المالكية، نائبة رئيس الفريق، خلال حديثها مع ”أثير“، أن رؤية “مِداد” تقوم على أن يكون نموذجًا وطنيًا رائدًا في التطوع المستدام، يجمع بين الأصالة والحداثة، ويرسخ قيم العطاء في المجتمع.

وأضافت: أن رسالة الفريق للشباب تتمثل في أن التطوع ليس مجرد عمل مؤقت، بل أسلوب حياة يفتح الأبواب للتعلم واكتساب الخبرات وصناعة الأثر، فيما يوجه الفريق رسالته للمجتمع بأن قوة العطاء تكمن في استمراره، وأن المساهمات مهما بدت صغيرة قادرة على إحداث فرق كبير حين تتكامل مع جهود الآخرين.

وبيّنت المالكية أن الفريق اختار فئة الأطفال ليكونوا محور المبادرات لأنهم “البذرة الأولى لبناء المجتمع”، مؤكدة أن توفير بيئة داعمة مليئة بالحب والوعي يسهم في صناعة جيل أكثر تقبّلًا ورحمة.

أما عن تخصيص المبادرات لفئة أطفال طيف التوحد، فقالت: اخترناهم لأنهم فئة غالية تستحق تسليط الضوء والدعم لدمجهم في المجتمع وإبراز قدراتهم بدل التركيز على التحديات، خصوصًا وأنهم من أقل الفئات حصولًا على المبادرات المجتمعية وغالبًا ما يكونون مظلومين في هذا الجانب.
فعالية “طيف طيف مِداد”
ومن أبرز الجهود التي نفذها الفريق في هذا الإطار، تنظيم فعالية “طيف مِداد”، التي جاءت لتفتح نافذة للتواصل مع هذه الفئة العزيزة، وتُبرز إمكاناتهم، وتمنحهم مساحات من المشاركة والفرح.
وأكدت المالكية أن أجمل اللحظات التي عاشها الفريق كانت لحظات التواصل الصادق مع الأطفال، مثل ابتسامة طفل بعد نجاحه في نشاط بسيط، أو حين يمد يده للمشاركة، معتبرة أن هذه التفاصيل الصغيرة تحمل أثرًا عميقًا يعكس قيمة العطاء مهما كان بسيطًا.

تطلعات مستقبلية
وفيما يتعلق بالمرحلة المقبلة، أوضحت المالكية أن فريق “مِداد” يخطط للاستمرار بعد انتهاء مبادرة جواز التطوع كفريق شبابي مستقل يحمل الهوية نفسها “عطاء ممتد”، مضيفة أن الفريق سيعمل على تطوير برامج جديدة موجهة إلى مختلف الفئات المجتمعية، مع التركيز على استدامة المبادرات من خلال الشراكات مع المؤسسات الرسمية والقطاع الخاص، إلى جانب الاستفادة من الخبرات المكتسبة خلال فترة المبادرة.

وختمت حديثها مع “أثير” بالتأكيد على أن الهدف الأسمى للفريق هو أن يكون حاضرًا بشكل دائم في المجتمع، مسهمًا في بناء مجتمع واعٍ وداعم للتطوع، يرسخ قيم العطاء ويمتد أثره الإيجابي باستمرار.

جدير بالذكر أن فريق “مِداد” جاء اسمه بمعنى الامتداد المستدام للأثر الإيجابي في المجتمع، مستلهمًا من التدفق والاستمرارية ليعكس مزيجًا من الأصالة والحداثة، ويحمل شعار “عطاء ممتد” الذي يقوم على مبدأ التواصل والانتشار في مختلف مجالات التطوع بما يحقق أثرًا ملموسًا على الأفراد والمجتمع.
