الأولى

هديةٌ من السلطان قابوس للعرب: موسوعة ومعجم إحصائي ولغوي واجتماعي

موسوعة السلطان قابوس لأسماء العرب

أثير- تاريخ عمان

إعداد: د. محمد بن حمد العريمي

افتُتح مشروع السلطان قابوس للأسماء العربية في الثامن من أكتوبر عام 1985م، بفندق الخليج، تحت رعاية سمو السيد فيصل بن علي بن فيصل، وزير التراث القومي والثقافة آنذاك، وبحضور معالي محمد بن الزبير، مستشار جلالة السلطان لشؤون التخطيط الاقتصادي والمشرف على المشروع، وعدد من أصحاب المعالي والسعادة وأعضاء السلك الدبلوماسي، إلى جانب الباحثين المشاركين في المشروع.

تغطية صحيفة عمان لحفل الافتتاح. الأربعاء 9 أكتوبر 1985

حفل الافتتاح

في مستهل الاحتفال، ألقى سعادة مال الله بن علي بن حبيب، وكيل وزارة التراث القومي والثقافة وقتها، كلمة تناولت أهمية المشروع، ومعطيات النهضة المباركة، واهتمام جلالة السلطان بالإنسان العماني، وأكد أن المشروع يعكس بعد نظر جلالة السلطان ورؤيته الصائبة في قيادة سلطنة عمان نحو مصاف الدول المتقدمة في الفكر والعلم.

وأشار إلى تشكيل لجان من مختلف الأقطار العربية لتنفيذ المشروع، على أن يكون المقر الرئيس في سلطنة عمان، إلى جانب لجنة وطنية عمانية تتعاون مع الكوادر الأخرى.

ثم ألقى الدكتور علي الدين هلال، أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد بجامعة القاهرة، كلمة تحدث فيها عن مراحل العمل في المشروع، ومنهج البحث الذي ستتبعه اللجنة في إنجاز المشروع وإخراجه إلى حيز التنفيذ.

كما تحدث الشاعر فاروق شوشه عن أصول الأسماء العربية من الناحية اللغوية، مركزًا على الصلة بين الاسم والبيئة المحيطة، والدوافع التي كانت تقود العرب في الصحراء لاختيار أسمائهم وربطها بمعانيها البيئية والاجتماعية.

تغطية صحيفة عمان لحفل الافتتاح. الأربعاء 9 أكتوبر 1985

أهمية المشروع

أوضح معالي محمد بن الزبير أن الهدف من المشروع هو مواكبة النهضة العمرانية التي تشهدها البلاد من خلال نهضة ثقافية ترتبط بأصول التراث العربي العريق، وأكد أن المشروع يعكس اهتمام السلطان قابوس ببناء جسور بين النهضة الثقافية والحضارية في سلطنة عمان والدول العربية، ويربط الحاضر العربي بالتراث.

صحيفة عمان، الخميس 10 أكتوبر 1985

وأشار معاليه إلى أن الدراسة الاستكشافية للمشروع تجري على عينات متنوعة من الوطن العربي، تليها دراسة شاملة تشمل جميع الأقطار العربية دون استثناء، وستكون اللجنة الوطنية العمانية هي المرتكز الأساسي لهذه الدراسة، بمشاركة عدد من العلماء والأدباء بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس، مع الحفاظ على اتصال وثيق مع فريق العمل في القاهرة الذي تشرف عليه جامعة القاهرة.

جانب من أعضاء مشروع موسوعة السلطان لأسماء العرب
صحيفة الرياض السعودية. 8 أكتوبر 1985

موسوعة السلطان قابوس لأسماء العرب

دشّنت الطبعة الأولى من الموسوعة في عام 1991م كنتاج أبحاث مكثّفة من قبل 150 باحثًا، وضمت الموسوعة ما يقارب من 7 ملايين اسم عربي، شارك في جمعها باحثون من مختلف الدول العربية متخصصون في مجالات مختلفة ضمّت التحليلات الاجتماعية، واللغوية، والتاريخية، والسياسية، والأدبية.

موسوعة السلطان قابوس لأسماء العرب

وجاء معجم أسماء العرب، الذي يشغل المجلدين الأولين من مجلدات الموسوعة، ليكون أولى ثمار العمل الدؤوب وركنها الأساسي، وقد أُعد المعجم بأسلوب لم يسبق له مثيل في المعاجم العربية أو الأجنبية، بفضل منهجه المتكامل وشموله الواسع.

فهو معجم إحصائي ولغوي واجتماعي وموسوعي، يضم الأسماء الشائعة التي يُطلقها الناس في معظم الأقطار العربية، وتم اختيارها بناءً على بحث ميداني إحصائي استخدم فيه الحاسب الآلي لأول مرة في هذا النوع من الدراسات.

موسوعة السلطان قابوس لأسماء العرب

وتضم الموسوعة بالإضافة إلى هذا المعجم؛ سجل أسماء العرب، ويحتوي على جميع الأسماء التي ظهرت في العيّنة التي تم جمعها ميدانيًا وارتكز عليها العمل في المشروع كله حتى ولو كان ظهورها مرة واحدة، مما يجعل منه أضخم سجل معروف في العربية وغيرها من اللغات يضم عشرات الألوف من الأسماء موزعة على أربع مجلدات.

موسوعة السلطان قابوس لأسماء العرب
سجل أسماء العرب

أما المجلد الثامن من مجلدات هذه الموسوعة فقد حمل عنوان (منهج البحث في أسماء العرب)، وينقسم إلى بابين رئيسين: يتناول أولهما دراسة أسماء العرب وأهميتها وأصول دراسة أسماء الأعلام في التراث اللغوي العربي، وعلم أسماء الأعلام في ضوء الدراسات الأوروبية الحديثة والدراسات الأوروبية المقارنة لأسماء الأعلام الغربية، ومنهج البحث ومصادر الدراسة، ويتناول ثانيهما نظم التسمية في البلاد العربية التي شملها البحث.

سج أسماء العرب
موسوعة السلطان قابوس لأسماء العرب

وفي عام 1995 وفي احتفالٍ أقيم في باريس، تم إهداء منظمة اليونسكو نسخة من الموسوعة لتودع في المكتبة العامة للمنظمة العالمية.

وقد لاقت الموسوعة صدىً طيباً لدى القارئ العربي، وكذلك المهتمين والباحثين في مختلف العلوم الإنسانية، كما أفردت لها بعض الإذاعات العربية حيزاً في دوراتها البرامجية، كما أصدر “بريد عمان” طابعًا تذكاريًا احتفاءً بهذه الموسوعة وأهميتها الفكرية والإنسانية.

موسوعة السلطان قابوس لأسماء العرب

أهمية الموسوعة

تُعد موسوعة السلطان قابوس للأسماء العربية مشروعًا ثقافيًا وعلميًا رائدًا، يعكس الاهتمام بالتراث العربي والهوية الثقافية العمانية. وتكمن أهميتها في عدة محاور:

تعزيز الهوية الثقافية: تربط بين التراث العربي العريق والحياة المعاصرة، وتساهم في توثيق الأسماء، ودلالاتها اللغوية، والاجتماعية، والبيئية.

مرجع علمي للباحثين: تشكل مصدرًا موثوقًا للباحثين في مختلف العلوم الإنسانية، بما في ذلك اللغة، التاريخ، الاجتماع، وعلم الاجتماع الثقافي.

تبادل ثقافي عالمي: من خلال إهداء نسخة منها إلى منظمة اليونسكو، وسلط الضوء عليها الإعلام العربي والدولي، مما ساهم في التعريف بالثقافة العمانية والعربية على مستوى عالمي.

أثر إنساني وفكري: تعكس الموسوعة الرؤية الفكرية للنهضة العمانية، وتبرز اهتمام السلطان قابوس بربط الإنسان العماني بالتراث والقيم الثقافية.

احتفاء رسمي وشعبي: تم إصدار طابع تذكاري لها من قبل “بريد عمان”، كما خصصت بعض الإذاعات العربية برامج للتعريف بها، مما يدل على قيمتها الفكرية والإنسانية.

المراجع

  • صحيفة عمان. عددي 9، 10 أكتوبر 1985.
  • صحيفة الرياض، السعودية، عدد 8 أكتوبر 1985.
  • موسوعة السلطان قابوس للأسماء العربية، مكتبة لبنان، بيروت، 1991
Your Page Title