مسقط-أثير
إعداد: د. محمد بن حمد العريمي
نظّمت سلطنة عمان ممثّلةً بمركز عُمان للموسيقى التقليدية خلال الفترة من السادس إلى السادس عشر من أكتوبر عام 1985م فعاليات الندوة الدولية للموسيقى العمانية التقليدية بمشاركة حوالي 40 من الباحثين والإعلاميين المعنيّّين بالفنون التقليدية في أول ملتقى من نوعه في منطقة الخليج العربي، بهدف جمع وتوثيق الموسيقى التقليدية العُمانية.


أهمية الندوة
بحسب الباحث مسلّم الكثيري الذي عمل مديرا لمركز عمان للموسيقى التقليدية، فإن أهمية تلك الندوة تقع ليس فقط في مكانتها كحدث تاريخي فحسب، بل إنها وضعت الموسيقى العُمانية ولأول مرة موضع البحث والتحليل من منظور علم الموسيقى وعلم موسيقى الشعوب، ومنذ ذلك التاريخ أيضاً بدأ اهتمام المركز بتنظيم الفعاليات الموسيقية كالندوات والملتقيات والمحاضرات، إلى جانب إعداد المقالات والبحوث التعريفية والتحليلية ونشرها، وتنوعت موضوعاتها لتشمل الموسيقى العربية وبعض العلوم ذات الصلة كالفلسفة على سبيل المثال.

كما ناقشت الندوة بشكل أساسي نتائج الجمع والتوثيق الميداني للموسيقى التقليدية العُمانية الذي أشرف عليه الدكتور يوسف شوقي مصطفى.
بل إن تلك الندوة كما كتب الدكتور عصام الملاح في مقدمة كتاب “الوثائق الكاملة للندوة الدولية لموسيقى عُمان التقليدية” المنشور عام 1994 تعد “أول عمل علمي من هذا النوع في دول شبه الجزيرة العربية.. جاءت لتقدم خلاصة مشروع فريد للبحث الميداني الموسيقي”.

موائد مستديرة
خصّصت الندوة ثلاث موائد مستديرة ناقشت ثلاث قضايا مهمة متعلقة بالموسيقى التقليدية العمانية، الأولى كتابة اللغة العربية بالحروف اللاتينية انطلاقًا من عمل أرشيف للموسيقى التقليدية العربية لأن هذه الكتابة كما يراها المتخصصون في هذا المجال ضرورية عندما ينشر الباحث نتائج بحوثه في الموسيقى العربية، والمائدة الثانية خصصت لمناقشة المؤلفات السيمفونية العمانية. أما المائدة الثالثة فقد ركّزت على كيفية استخدام الكمبيوتر في تخزين حركة الرقص.

توصيات الندوة
في ختام عشرة أيام من البحث والدراسة أعلنت الندوة الدولية لموسيقى عمان التقليدية توصياتها ومقترحاتها لرعاية الفن التقليدي العماني، حيث بلغ عدد التوصيات 23 توصية جاءت كحصاد لـحوالي 28 دراسة وبحثًا متعمقًا في فنون التراث التقليدي، ومن أبرز هذه التوصيات: أن يتابع مركز عمان للموسيقى التقليدية العمل الميداني الذي بدأه في جمع وتوثيق فنون عمان التقليدية، وأن يستقبل المركز الأساتذة المعنيين بالموسيقى التقليدية وتلاميذهم من طلاب الدراسات العليا الذين يحضّرون لدرجتي الماجستير والدكتوراه لإجراء البحوث والدراسات المتقدمة.
ومن ضمن التوصيات: متابعة المركز لتدريب الكوادر العمانية المؤهلة على الأصول العلمية والفنية في مجال الفنون التقليدية، وأن يعنى المركز بإنشاء مكتبة علمية تضم المراجع الأساسية، والكتب، والدوريات والبحوث في مجال الفنون التقليدية باللغات المختلفة.
ومن ضمن التوصيات كذلك: أن تعنى وزارة الإعلام بنشر التقرير النهائي للمرحلة التي تمت من مشروع جمع وتوثيق الموسيقى التقليدية العمانية، وأن تعني الوزارة كذلك بنشر كراسة التدوينات الموسيقية التي تم إعدادها في مركز عمان للموسيقى التقليدية، تعني السلطات المعنية بسلطنة عمان بالنظر في إدخال مادة الفنون التقليدية كمادة أصيلة في تكوين المناهج الدراسية، تنظم سلطنة عمان برنامجًا شاملًا للبحث في تاريخ عمان الموسيقي، وتقديم وزارة الإعلام للفنون التقليدية العمانية في برامج الإذاعة والتلفزيون
ومن بينها أيضًا: تقوم وزارة الإعلام بتبادل التسجيلات التلفزيونية والصوتية لفنون عمان التقليدية مع نظيراتها من وزارات الإعلام العربية والعالمية، وأن يقوم مركز عمان للموسيقى التقليدية بوضع معجم مصطلحات موسيقى عمان التقليدية، وأن تعني سلطنة عمان بدراسة إنشاء فرقة للفنون التقليدية في كل واحدة من مناطق سلطنة عمان، وأن تعني وزارة الإعلام بطبع حصاد هذه الندوة باللغتين العربية والانجليزية.


طابع بريدي
أصدر بريد عمان في السادس من أكتوبر 1985م طابعًا تذكاريًا بمناسبة انعقاد الندوة الدولية للموسيقى التقليدية العمانية التي نظمتها وزارة الإعلام من خلال مركز عمان للموسيقى التقليدية خلال الفترة من 6 إلى 16 أكتوبر 1985م، بهدف وترسخ الاهتمام بالموسيقى التقليدية العُمانية والمحافظة عليها باعتبارها " سجلا حيا لأهل عُمان“.

المراجع
- الكثيري، مسلم بن أحمد. أول ندوة علمية للموسيقى في الجزيرة العربية (1).. هل تتكرر مرة أخرى؟، موقع صحيفة عمان الإلكتروني، 25 ديسمبر 2022.
- مركز عمان للموسيقى.. 35 سنة في خدمة الموسيقى التقليدية العُمانية، مقال منشور في موقع الصحوة الإلكتروني، 19 يناير 2019، https://alsahwa.om/?p=28677
- جريدة عمان. عدة أعداد تغطي وقائع الندوة خلال شهر أكتوبر 1985