مسقط – أثير
أكّد سعادة الدكتور مجيد تخت روانجي، وكيل وزارة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية للشؤون الدبلوماسية أن قضية تلوث المياه ما تزال قيد التحقيق، مشيرًا إلى أن بلاده تتابع الموضوع مع الجانب العُماني.
وقال سعادته خلال مؤتمر صحفي عُقد اليوم في مسقط على هامش الجلسة الحادية عشرة للجنة التشاور الإستراتيجي بين سلطنة عُمان والجمهورية الإسلامية الإيرانية إن القائم بالأعمال العُماني في طهران تم استدعاؤه إلى وزارة الخارجية الإيرانية، وجرى تبادل وجهات النظر حول القضية.
وأوضح أن التحقيقات في مراحلها الأخيرة، مضيفًا: “أبلغنا أصدقاؤنا في عُمان أنهم سينشرون نتائج التحقيق، ونحن الآن ننتظر استلام النتائج، ويبدو مما سمعناه أن سبب وفاة شخصين قبل أسابيع لم يكن بسبب المياه الملوثة، لكننا سننتظر نتائج التحقيق الرسمية.”
وأشار المسؤول الإيراني إلى أن بلاده تطبق لوائح صارمة بشأن تصدير المواد الغذائية والمنتجات إلى الخارج، مؤكّدًا أن إيران تعتمد معايير عالية في هذا الشأن، وقال: “نحن متأكدون تمامًا أن منتجاتنا آمنة، ومع مرور الوقت ثبت ذلك فعلاً.”
من التسمم إلى قرار الحظر: كيف تعاملت سلطنة عمان مع حادثة المياه الإيرانية؟
وكانت وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه قد أصدرت قرارًا وزاريًا بحظر استيراد المياه المعبأة ومنتجاتها من الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى حين زوال سبب الحظر وصدور قرار بهذا الشأن.
وجاء هذا القرار بعد تداعيات حادثة التسمم الغذائي التي حدثت بتاريخ 29 سبتمبر 2025م لأسرة عمانية في ولاية السويق بمحافظة شمال الباطنة، نتيجة شرب مياه معبأة منشأها الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتحمل العلامة التجارية “أورانوس استار” ما أدى إلى وفاة مواطن ووافدة، حسب ما أفادت حينها شرطة عُمان السلطانية التي أهابت بكافة المواطنين والمقيمين إلى عدم استخدام هذه المياه والإبلاغ الفوري عن أي شكوك تتعلق بها أو بمنتجات مماثلة.
للمزيد من التفاصيل عن الحادثة:
وبادر مركز سلامة وجودة الغذاء، حينها، بالتعاون مع الجهات الحكومية المختصة بمتابعة الحالة واتخاذ الإجراءات اللازمة، واستدعاء المنتج محل الاشتباه والتحفظ على الكميات المتوافرة منه، إضافة إلى سحب عينات للفحوصات المخبرية.
وفي 2 أكتوبر الجاري، ذكر مركز سلامة وجودة الغذاء بأن نتائج التحاليل كشفت عن احتواء المنتج على مادة “الأمفيتامين”، التي جرى إدخالها عمدًا في بعض العبوات. ونظرًا لخطورة هذه المادة على صحة المستهلك، قام المركز بإتلاف جميع الكميات بمختلف دفعاتها التشغيلية وتواريخ إنتاجها، كما أصدر تحذيرًا رسميًا للمستهلكين.
وأعربت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في سلطنة عُمان عن أسفها العميق لوفاة شخصين في ظروف غامضة، نتيجة استخدام مياه معدنية منسوبة إلى شركة إيرانية، وأكدت متابعة الأمر من قِبَل الجهات المعنية في البلدين، والتحقيق في أسباب الحادث وتفاصيله الفنية.
بيان من السفارة الإيرانية في مسقط بشأن الوفاتين بسبب مياه الشرب
ونتيجة لذلك، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية يوم الأحد 12 أكتوبر القائم بالأعمال في سفارة سلطنة عمان في طهران على خلفية “شائعة وفاة شخصين” بسبب شرب مياه معدنية مستوردة من إيران.
وحسب ما أفادت وكالة “تسنيم الإيرانية”، أعربت وزارة الخارجیة الإيرانية خلال الاستدعاء عن “الاحتجاج الرسمی الإیرانی تجاه الحملات الإعلامیة السلبیة فیما یتعلق بالمیاه المعبأة المستوردة من إیران”، مطالبة بالإسراع فی توضیح حقیقة الموضوع.
جدير بالذكر أن “أثير” نشرت خبرًا، نقلًا عن “سجل المخاطر الوطنية”، عن كيفية استعدادات سلطنة عمان لأي تلوث غذائي، للمزيد من التفاصيل:
حادثة السويق نموذجًا: كيف نتعامل مع أي تلوث غذائي قد ينشأ في مجتمعنا؟
