خاص-أثير
يبدو أن شركة سابك السعودية اتجهت إلى تغيير “إستراتيجيتها للنمو وأهدافها الرامية إلى تطوير وتعزيز أعمال الصناعات التحويلية ومواجهة تحديات صناعة البتروكيماويات أبرزها تحقيق الحياد الكربوني وتوفير منتجات متنوعة ومستدامة” وهي تنسحب من تطوير مجمع البتروكيماويات في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم؛ فهذه الإستراتيجية كانت أحد الأسباب لاتجاه الشركة إلى توقيع اتفاقية المشروع مع الجانبين العُماني والكويتي، وذلك وفق تصريح للمهندس عبد الرحمن بن صالح الفقيه الرئيس التنفيذي لشركة “سابك” أثناء توقيع الاتفاقية في مسقط في ديسمبر 2022م، حيث كان من المقرر أن تمتلك الشركة السعودية حصة قدرها 40%، بينما تتقاسم الشركتان العمانية والكويتية الحصة الباقية بمقدار 30 في المائة لكلٍ منهما.
ورغم ما أثاره خبر إعلان انسحاب “سابك” من المشروع من تكهّنات حول توقّف العمل بالمشروع إلا أن الشريكين العُماني والكويتي ما يزالان يؤمنان به، ويطمحان إلى تطويره ليكون مشروعًا يتمتع بسمات فريدة تجعله منافسًا عالميًا ومربحًا لكل الشركاء، سواءً بوجود شريك ثالث يعوّض انسحاب الشركة السعودية، أم بعدم وجوده؛ فمعالي طارق الرومي وزير النفط الكويتي قد أشار اليوم الأحد إلى “أن بلاده تبحث عن شريك لمجمع البتروكيماويات المزمع إنشاؤه بالدقم، مؤكدًا في الوقت نفسه استعداد بلاده للمُضي قدما في مشروع مجمع البتروكيماويات مع سلطنة عمان؛ إذا لم يتم العثور على مستثمر ثالث”. كما أن أشرف المعمري الرئيس التنفيذي لمجموعة أوكيو قد قال في تصريحات سابقة لوكالة “رويترز” بأن المجموعة تجري محادثات مع شركاء محتملين جدد لمجمع البتروكيماويات في الدقم بعد انسحاب شركة سابك السعودية“، مشيرًا إلى أن المجموعة تجري محادثات أولية مع مستثمرين أجانب، بينهم شركات أمريكية وآسيوية حول شراكات محتملة واستثمارات في بعض مشروعاتها الرئيسية، خصوصًا مع ارتفاع ثقة المستثمرين نتيجة تحسن التصنيف الائتماني لسلطنة عمان.
وبدأت العلاقة بين أوكيو العمانية وسابك السعودية حول مشروع مجمع الدقم للبتروكيمياويات بسلطنة عمان تتشكّل في ديسمبر 2021م عندما وقعت الشركتان مذكرة تفاهم؛ بهدف تطوير المشروع، وذلك على هامش الزيارة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى سلطنة عمان، ليتم توقيع الاتفاقية بعد عام في مسقط بحضور الشريك الكويتي.
وفي تصريحات خاصة نشرتها صحيفة “الشرق الأوسط” الصادرة عن المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام في يناير 2023م قال معالي عبدالسلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العماني بأن اتفاقية تطوير مجمع بتروكيماويات في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم تُمثّل تجسيدا لاهتمام قيادات الدول الثلاث على أعلى المستويات في التكامل الاقتصادي، وأضاف بأن الاتفاقية تمثل أيضًا نموذجا حيّا لنجاح الدبلوماسية الاقتصادية العمانية وسعيها الحثيث إلى استثمار ما تزخر به سلطنة عمان من مقومات حيوية وثروات طبيعية في جلب الاستثمارات الخارجية، موضحًا بأن للمشروع جدوى اقتصادية وصناعية كبيرة خصوصًا وأن الدول الثلاث التي تشترك في المشروع تُعدّ مُنتجة للنفط ومصدّرة له، حيث سيفتح لها المشروع باب الاستفادة من صناعات الشق السفلي لهذا القطاع بدلا من الاكتفاء بتصدير النفط الخام فقط، وسيُساعدها على صناعة منتجات عديدة منه وتحقيق قيمة مضافة، وهو ما من شأنه تحقيق الأهداف الاقتصادية المرجوة للدول الثلاث“.
مصدر الصورة: العربي الجديد

