الأولى

منها وفاة السيد محمود بن محمد: وثيقة تكشف تواريخ وفاة شخصيتين عُمانيتين وتضم أخبارًا سياسية وإدارية

وثيقة لها تاريخ

أثير- د. محمد بن حمد العريمي

عنوان الوثيقة: أخبار عامّة

المرسِل: السيد حمد بن فيصل بن تركي

المستقبِل: الشيخ حمود بن حمد بن حميد الحارثي

تاريخ الوثيقة: 7 شوال 1366هـ الموافق 24 أغسطس 1947م

مصدر الوثيقة: أرشيف هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية

فحوى الوثيقة:

تتناول الوثيقة رسالة مرسلة من السيد حمد بن فيصل بن تركي، والي صحار ثم مطرح خلال عقدي العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين، والمُتوفى في عام 1950م إلى الشيخ حمود بن حمد بن حميد الحارثي أحد أعيان الحرث، في 7 شوال 1366هـ الموافق 24 أغسطس 1947م.

السيد حمد بن فيصل بن تركي، والي صحار ثم مطرح و الشيخ حمود بن حمد بن حميد الحارثي أحد أعيان الحرث

يحمل نص الرسالة عددًا من الأخبار والأحداث التي شهدتها تلك الفترة، من أهمها: وفاة السيد محمود بن محمد بن تركي ليلة 10 رمضان 1366هـ الموافق 28 يوليو 1947م، ووفاة السيد حمد بن هلال السمار الذي تولى الولاية في عدد من الولايات والمقاطعات العمانية كصور التي ولي فيها لمرتين إحداهما في العشرينيات من القرن الماضي والأخرى في منتصف الأربعينيات، وتولى منصب والي جوادر خلال الفترة من آخر يناير 1941 حتى عام 1945، وولاية قريات، وبركاء، وصحار التي أصبح واليًا لها حتى وفاته في 26 رمضان 1366هـ الموافق 13 أغسطس 1947م كما ورد في الرسالة.

كما يتطرّق السيد حمد بن فيصل بن تركي في رسالته إلى مجموعة من الأخبار السياسية والإدارية التي كانت تشغل المنطقة في تلك الفترة، ومن أبرزها: انتظار وصول السلطان سعيد بن تيمور إلى مسقط خلال شهر ذي القعدة من عام 1366هـ، وهو ما يعكس طبيعة المتابعة الإدارية الدقيقة لحركة السلطان وتنقلاته داخل البلاد.

ومنها خبر استقلال الهند وانقسامها إلى دولتين، والذي وقع في 27 رمضان 1366هـ الموافق 14 أغسطس 1947م، حيث يشير في رسالته إلى: قيام دولة للمسلمين سُمّيت “حكومة باكستان”، واتُّخذت مدينة كراتشي عاصمة لها، وقيام دولة للهند عاصمتها دلهي. كما ذُكر أن مدينة بومباي أُلحقت بالدولة الهندية.

ويعكس هذا الخبر سرعة تداول الأحداث الدولية الكبرى في عمان آنذاك، وكيف كانت تصل إلى المسؤولين المحليين في وقتٍ مبكّر نسبيًا رغم محدودية وسائل الاتصال مقارنة بالوقت الحاضر.

كما يورد السيد حمد في رسالته أن عيد الفطر المبارك صادف وقوعه لديهم في يوم الاثنين، وهو اليوم ذاته الذي احتُفل به في الهند، في إشارة إلى التوافق في رؤية الهلال بين المناطق المتباعدة جغرافيًا.

الوثيقة

دلالات الوثيقة:

تكشف هذه الرسالة، الموجّهة من السيد حمد بن فيصل بن تركي إلى الشيخ حمود بن حمد الحارثي في أغسطس 1947م، عن صورة دقيقة لطبيعة الحياة الإدارية والاجتماعية والسياسية في عُمان خلال منتصف القرن العشرين، فهي تُعد وثيقة تجمع بين الرسمي والإنساني، وتبرز الدور المحوري للولاة والأعيان في إدارة شؤون البلاد ونقل المستجدات، وتعكس عمق التواصل بين الشخصيات الحاكمة والرموز القبلية ذات التأثير. كما تُظهر استمرار اعتماد الدولة على المراسلات المكتوبة كوسيلة مركزية لتداول المعلومات، وتُبرز متابعة العُمانيين للأحداث العالمية الكبرى مثل استقلال الهند، تأكيدًا لامتداد الروابط التاريخية والاقتصادية بين الطرفين.

وينعكس في هذه الوثيقة كذلك مدى الترابط داخل الهرم الإداري العُماني، من خلال الإشارة إلى وفيات رجال بارزين شغلوا مناصب حساسة في عدة ولايات؛ ما يوضح أهمية هذه الشخصيات في تسيير الجهاز الإداري للدولة. كما تكشف الرسالة عن مكانة السلطان سعيد بن تيمور وتحركاته في الداخل، والتي كانت تُعد أحداثًا محورية تتابعها الولايات باهتمام. وبذلك تقدم الوثيقة نموذجًا حيًا لطريقة انتقال الأخبار وتسجيل الوقائع؛ ما يجعلها مصدرًا غنيًا لفهم بنية الإدارة العُمانية وأولوياتها، وأساليب التواصل السياسي والاجتماعي في تلك الحقبة التاريخية.

المرجع

  • أرشيف هيئة الوثائق والمحفوظات العمانية.
Your Page Title