أخبار

”لا مجال للتهاون في السلامة“.. تفاعل واسع مع تسجيل نقاش مراقب عماني وطيار تركي

مراقب جوي

مسقط - أثير

شهد مطار مسقط الدولي نقاشا مهنيًا بين طيار تابع للخطوط الجوية التركية ومراقب جوي عماني خلال مرحلة الاقتراب للهبوط، تمحور حول تعليمات الارتفاع الآمن للطائرة. الحادثة، التي وثّقها تسجيل صوتي متداول، لم تشكل خطرا فعليًا على الرحلة، لكنها أثارت اهتماما واسعا في أوساط المهتمين بالطيران المدني لما تعكسه من تداخل بين مرجعيات السلامة المختلفة.

الطائرة، من طراز إيرباص A321neo والقادمة من إسطنبول، تلقت تعليمات بالنزول إلى ارتفاع 2200 قدم، وهو ما أكده المراقب الجوي بوصفه الحد الأدنى الآمن وفق الإجراءات المحلية المعتمدة لدى هيئة الطيران المدني ، مع التشديد على عدم التساهل في معايير السلامة. في المقابل، أوضح الطيار أن خرائط شركته التشغيلية تحدد الحد الأدنى الآمن في تلك المنطقة عند 3600 قدم، مفضلا الالتزام بإجراءات الشركة لضمان سلامة الركاب والطاقم، ومقترحًا مسارا بديلًا للاقتراب.

هذا الاختلاف وجد صداه على منصة إكس، حيث كتب الطيار راكان العبيد:

“الطيار اتبع تعليمات الشركة، وهو المسؤول عن السلامة ولا يتلقى أوامر. المراقب رفض الطلب ورفع الحدة، رغم أن الطيار وفّر حلًا. بدل الجدل في مرحلة حرجة تمنيت أن المراقب تعاون مع الطيار ثم يرفع تقريرًا بالحالة.”

في المقابل، قدّم منيف الحربي قراءة مغايرة حين قال:

“في رأيي أن المراقب الجوي على حق، وليس ذنبه أن تُقصّر شركة الطيران بتزويد طياريها بالخرائط. لكن هل يعني هذا أن الكابتن على خطأ؟.. لا.”

استمر الحوار لدقائق ضمن إطار مهني واضح، وانتهى بهبوط آمن للطائرة دون تسجيل أي مخاطر. ويُظهر التسجيل المنشور عبر قناة VASAviation أن الطرفين انطلقا من أولوية مشتركة هي السلامة، رغم اختلاف التقييمات المبنية على مراجع تشغيلية مختلفة.

تعكس هذه الواقعة توازنا دقيقا في منظومة الطيران الدولي بين السلطة النهائية لقائد الطائرة في اتخاذ قرارات السلامة، كما تنص عليه معايير منظمة الطيران المدني الدولي، وبين دور المراقبين الجويين المعتمدين على معرفة دقيقة بالتضاريس والإجراءات المحلية. ويرى مختصون أن مثل هذه الحالات تمثل فرصة لتعزيز التنسيق وتحديث الخرائط وتبادل البيانات لتقليص فرص الاختلاف مستقبلًا.

Your Page Title