أخبار عالمية

الشعراء الفرنسيون الملعونون في كتاب فني

الشعراء الفرنسيون الملعونون في كتاب فني
الشعراء الفرنسيون الملعونون في كتاب فني الشعراء الفرنسيون الملعونون في كتاب فني

باريس – الطيب ولد العروسي

الغوص في باريس الشعراء الملاعنة، بهذا العنوان تقدم منشورات “لا مارتينيار” الفرنسية كتابا جديدا ألفه الكاتب الإيطالي ستيفانو بيولشيني، ترجم إلى اللغة الفرنسية عام 2015  . كتاب فني راق يلتقي فيه شارل بودلير، ستيفان مالارميه، رامبو وفيرلين بول، وهو كتاب ذو حجم كبير بالألوان، ويتشكل من سحنات للشعراء الملاعنة، وهو شكل من أشكال رد الجميل لمبدعين فرنسيين كبار، قدم هذا الكتاب على نفس شاكلة الطباعة الفرنسية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر .

يشتمل الكتاب إلى جانب القصائد والصور على  لوحات لرسامين كبار مثل مونيه، و فالوتان غوغان،  ومانيه، ورينوار، أو ديلاكروا. مه نظرة وجيزة عن حياة كل شاعر  تتبعها رسوم توضيحية جنبا إلى جنب مع بعض من القطع الشعرية الأكثر شهرة لهؤلاء الشعراء الملعونين، كونهم ماتوا صغارا وعاشوا ظروفا صعبة، ويشتركون في كونهم عاشوا يتامى الآباء، وأنهم تمردوا على كل شيء وهم بعد صغار، كما أنهم اختاروا أن يعيشوا حسب أمزجتهم وطقوسهم، غير مراعين المعطيات الاجتماعية والسياسية للحقبة التاريخية  التي عاشوا فيها، وأن السفر والتنقل الدائم سواء في المدن الفرنسية، أو الأوروبية، أو حتى العربية مثلما فعل رامبو، كان هاجسهم الدائم، وهو تنقل يعبر عن البحث عن راحة ذواتهم، والاحتكاك بالثقافات الأخرى.

والكتاب  فرصة لقراءة قصيدة ” اللحن الحلو”،  “وئام المساء” و”إلى مارة” و “قصيدة الى الجمال” لشار بودلير، أو السوناتة التي كتبها مالارميه ، أو  “أغنية الخريف” و “الفن الشعري” لبول فيرلين، وأخيرا “حروف العلة ” و “آه الموسم، آه  القلعة” لرامبو بجانب نسخة من مخطوطة “القارب في حالة سكر”.، .

عندما نتصفح الكتاب تبهرنا الصور المشرقة المصحوبة بقصائد ملونة تظهر في الخلف، وذلك  لبناء وتبيين شكل  الطباعة الذي كان متبعا في  باريس في النصف الثاني من القرن التاسع عشر .

الفكرة من هذا الكتاب هو تقديم الشعراء الملعونين إلى أولئك الذين لا يزالون يحنون قليلا لباريس في حقبتها الشعرية الكبيرة من الشعر الفرنسي. والصور المثبتة في هذه الكتب تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر تمكن القارئ من أخذ فكرة على بعض الأحياء الباريسية التي كان يرتادها الشعراء الشباب البويهيميون وترددهم على  الحدائق العامة والمقاهي في الوقت الذي كانوا يسعون دائما إلى  إعادة اختراع الشعر.

كان الشاعر بول فيرلين هو  أول من استعمل مصطلح ” الشعراء الملعونين”  في أشعارهم، وفي عيشتهم وعلاقاتهم،  ، وهو يؤكد على   أن البحث عن المجهول لا يزال يتعايش معنا إلى  اليوم، مع مدينة باريس كفضاء للزينة.

Your Page Title