أثير- ناصر الحارثي
تحدث عبد الباري عطوان في الجلسة الحوارية التي جرت في جامع السلطان قابوس الأكبر ضمن فعاليات أسبوع التقارب والوئام حول بعض قضايا الإعلام وتعدد وسائل الإعلام ودور الأنظمة السياسة والدعم المادي والتكنلوجيا في ممارسة الإعلام دوره المنطقة،
وقد ذكر عبد الباري عطوان بأن الندوة تجري في وقت نحن بحاجة ماسة إلى الوئام والتسامح، والحديث عن سلطة الإعلام أصبح أمرا مهما جدا فكما أن الإعلام يعد السلطة الرابعة فإنها سلطة ذات تأثير كبير قد تغير مصير شعوب وأقطار، ولقد كنا نتحدث سابقا عن مصادرة الأنظمة العربية لوسائل الإعلام وتصادر الحرية وتكممها، لذا كانت الحكومات سابقا تصادر حرية التعبير وأما الآن فلديها جيوش الكترونية مجيشة تسيطر على الأدوات الإعلامية وتوجهها، كما أشار إلى ان الآن نجد في بعض الحكومات تغريدة واحدة في تويتر كفيلة بالسجن لمدة سنة كاملة، الجدير بالذكر أن أكثر القنوات الأخبارية مثل الجزيرة والعربية وروسيا اليوم والحرة ظهرت نتيجة أزمات سياسية وحروب وهذا ما يعكس العلاقة بين الإعلام والحروب، فهناك ثلاث امبراطوريات إعلامية ضاربة ولها أذرع سياسية وهي كل من الإمارات والسعودية وقطر، لذلك أكبر تحد هو كيف يمكن أن ندعو إلى الوئام في فترة تغرق فيه الأمة العربية في صراعات طائفية؟ وكيف نواجه تسونامي الكراهية في المنطقة؟ فالدول التي كانت تعيش في غاية الانسجام والوئام بين كافة الأعراق والطوائف هي كل من العراق وسوريا هي الآن غارقة في الصراعات الطائفية وهذا الأمر فعلا يدعو للتساؤل ولكن في الوقت ذاته أنا متفائل جدا فهناك طبقة في المجتمع تتفاعل مع خطاب التسامح ولكنها صغيرة ولازالت في طور النمو والتسامح.
واوضح عبد الباري عطوان بأنه يحسد الإعلاميبن الأوروبيين لأنهم يركزون في أغلب قنواتهم على المهنية الإعلامية ورغم جودة الإعلام هناك إلا أنه بطبيعة الحال يعتريها بعض النقص ولكن حالهم أفضل من حالنا بكثير حيث إن القنوات الإعلامية معنا تدعو إلى التحريض الطائفي وبدعم من الأنظمة وهي بنفسها طائفية فكيف يمكنننا محاربة الطائفية في الإعلام؟!
وحول علاقة رأس المال بالإعلام لقد ذكر بأن صحيفة جاردن البريطانية تأسست قبل مائتي سنة من قبل أسرة غنية وضعت وقفا لهذه الصحيفة حتى لا تحتاج إلى دعم خارجي لذا حققت هذا الحجم من الاستقلالية، ولقد انخفضت مبيعاتها الورقية اليومية من ٢٠٠ ألف إلى ١٣٠ ألفا في حين أعلنت صحيفة الاندبندنت أنها ستتوقف عن الانتاج الورقي وتعتمد على التصفح الالكتروني ورغم جودته إلا أن مردوده المالي لا زال قليل جدا لذلك تعد قضية المال مهمة جدا
وأما في حديثه عن التكنلوجيا فلقد نوه بأن الأدوات الإعلامية تطورت كثيرا هذه الأيام فعند المقارنة بين أسامة بن لادن وأبو بكر البغدادي فإن أسامة كان يسجل شريط فيديو ويتمنى من قناة الجزيرة أن تنشر مقطع منه في حين أبو بكر البغدادي يحمل طاقما إعلاميا ينشر مقاطعه بضغطة زر لتصل مباشرة إلى سبعة ملايين شخص حول العالم، لذلك نحن نعاني حاليا من الفوضى الإعلامية التي أنتجت التحريض الطائفي والنفاق الطائفي لذلك بعد التفجير الذي حدث في الكويت اختفت فجأة من التويتر عبارات مثل مجوسي ورافضي وابن متعة، وبعد ثلاثة أيام عادت كل هذه العبارات لذلك نجد أن نجوم التحريض الطائفي وصل عدد متابعيهم في مواقع التواصل الاجتماعي إلى ٧ و ٥ ملايين ومن عبارة عادية يحصل على ألف رتويت وهو أمر مثير للاهتمام،
كذلك ذكر عبد الباري عطوان في هذا السياق عن قصة قائلا: “طلب مني أحد المسؤولين لوسيلة إعلامية معروفة من دولة في المنطقة مساعدته لإنتاج كتاب حول القومية السنية، وهذا أمر يدعو للتأمل”
ولقد أجاب عبد الباري عطوان في سؤال حول تعرضه لمحاولات اغتيال قائلا: ” لقد تعرضت لمحاولة اغتيال جسدي ولفظي وتم اتهامي بأني أملك مليارات وقصورا، وأما عن الاغتيال فلقد تعرضت لتهديد عندما كنت أعمل في جريدة القدس العربي حيث وصلتني رسالة من قبل رئيس جهاز أمن تقول بأن يدنا طويلة وتستطيع أن تصل إليك في لندن ،كذلك وصلني تهديد من قاصد شوكت من قبل النظام السوري تقول: “إن لم تسكت عن نقد النظام السوري، فإنه سيتم اغتيالك كذلك تلقيت رسائل من جماعات إسرائيلية تحاول أن تغتالني وكذلك كانوا يقيمون مظاهرات في الخارج عندما أشارك في مؤتمرات وهذا شرف لي أن تعاديني جماعات من الكيان الصهيوني، وكذلك جماعة كلوبس الأمريكية الشهيرة بقتل الزنوج رسلت لي رسالة عن طريق البريد بأننا سنقتلك، ولكن كنت أخفي عن أسرتي هذه البلاغات والرسائل وذات مرة سمعت زوجتي بأني تعرضت لمحاولة اغتيال وأني في غرفة العناية المركزة واتصلت بي وكان هاتفي مغلقا فازداد قلقها لساعات كانت مرعبة حتى خرجت من المحاضرة واتصلت بها وطمأنتها، وهذا أمر طبيعي أن تتعرض لمحاولات اغتيال وتحارب من أطراف متباينة ما دمت تناقش قضايا الأمة العربية باستقلالية وحيادية وذكو أيضا أنه تم دعوته لحفل تكريم الإعلاميين من قبل مؤسسة كانت تختلف معه وتهاجمه بشدة وتشتمه باستمرار لذلك أثارت الحفلة حفيظته ولم يرد عليه خوف من حدوث مكروه، واختتم حديثه بذكر أنه عندما استقال من جريدة القدس تلقى عروضا عديدة جدا من ضمنها عرضا ليكون رئيس صحيفة داعش باللغة الإنجليزية.