أثـيـر - مـحـمـد الـعـريـمـي
حين يركض العداءون في الماراثونات، ينشغلون بتحقيق الأرقام وتحدي الزمن، لكن فهد بن مرشد العبري كان يركض وهو يعزف على آلة ”اليوكليلي“، متحديًا الوقت لا ليكسب سباقًا فحسب، بل ليبعث رسالة بيئية وفنية وإنسانية بامتياز.
تواصلت ”أثير“ مع الناشط البيئي والرياضي والموسيقي العُماني فهد العبري، الذي أوضح لنا بأنه بدأ مسيرته عام 2019م خلال مشاركته في ماراثون مسقط، حين قرر لأول مرة المزج بين العزف والركض كنوع من الأداء الفني والرياضي الموجه لنشر الوعي البيئي والصحي. لم يكن الإنجاز هو غايته الأولى، بل كانت الرسالة: ”الأرض أمانة، والرياضة والفن وسيلتان لرفع الوعي وحماية الكوكب“.
في حديثه، يروي فهد أن فكرته ”العداء الموسيقي“ جاءت كمحاولة فنية توعوية، ووجدت صدى واسعًا محليًا ودوليًا، حيث شارك في عدة فعاليات وماراثونات داخل السلطنة وخارجها، ونالت مشاركاته ترحيبًا كبيرًا وتفاعلًا واسعًا من الجمهور والمنظمين. ورغم التفاعل، لم تخلُ الرحلة من التحديات؛ إذ مرّ بلحظات فكر فيها بالانسحاب بسبب قلة الدعم، لكنه تمسك بالفكرة وإيمانه بها، ورفض أن يكون غياب الدعم عائقًا أمام طموحه.
واجه فهد تحديات مادية تمثلت في عدم توفر الحذاء المناسب، أو ساعة الأداء، أو الموارد اللازمة لتطوير مستواه، إلا أنه تمكن من تجاوزها بدعم الأصدقاء، ومساندة بعض الجهات
لإثبات هذا الإنجاز، تواصل فهد مع موسوعة ”غينيس“ وشكل فريق عمل عمانيًا خالصًا، حيث شارك نصر الناعبي كمُثبت للزمن والسرعة، وهيثم الجهوري في التوثيق والتصوير، وعبدالله الرئيسي كشاهد موسيقي، بالإضافة إلى رياض الهنائي والمنتصر والدراج سليمان الشبلي، وتحت إشراف الكوتش هيثم الصالحي.
بعد استيفاء فهد الشروط والمراجعة من قبل الموسوعة، تم تسجيل الرقم القياسي العالمي كأسرع شخص يركض 10 كيلومترات وهو يعزف موسيقى حية، في إنجاز يُعد الأول من نوعه في العالم.
يصف فهد الشعور بالحصول على هذا الاعتراف العالمي بأنه لحظة فارقة في حياته، قائلاً: ”أن يرتفع علم بلادي عن طريق الإصرار والرياضة والموسيقى والإبداع هو إنجاز لا يُقدّر بثمن. لقد كانت رحلتي لتحقيق هذا الرقم العالمي انعكاسًا لقيم عمان الحديثة: الابتكار، والاستدامة، والتميز“.
