أخبار

تعرّف على الدور المهم لـ المراقب الجوي في أجواء السلطنة

أثير- المختار الهنائي

بصمت شديد وهدوء هناك من يعمل في تنظيم الحركة الجوية للطائرات، ومن فوق أبراج المراقبة ومركز المراقبة الجوية عينٌ ترتكز خلف الشاشات المعقدة ، وعينٌ ترتقب هبوط الطائرات وإقلاعها، وأعينٌ أخرى تراقب الأجواء بالرادارات الحديثة وتتابع أي حركة في السماء.

في اليوم العالمي للمراقب الجوي الذي يصادف الـ20 من أكتوبر كل عام ، تقترب “أثير” من مهنة المراقب الجوي ، والدور المهم الذي يقوم به المراقب الجوي، وتاريخ هذه المهنة في السلطنة.

“أثير” تواصلت مع الفاضل مبارك الغيلاني مدير خدمات المراقبة الجوية في المديرية العامة للملاحة الجوية، الذي بيّن في البداية مجال المراقبة الجوية وأهميتها حيث قال ” يأتي هذا اليوم من كل عام ليقدم لنا نافذة على واحدة من الوظائف البالغة التعقيد ، التي قليلا ما يسلط عليها الضوء لطبيعتها التي تتم في مواقع عمل لا ينفذ لها ضوء الإعلام إلا في مناسبات نادرة كهذه المناسبة، ويسعدني أن أقدم من هذه الإطلالة تعريفا عن المراقبة الجوية التي تستحق منا الوقوف عندها والتمعن فيها، ليرى المجتمع الصورة المشرقة والمشرفة للمراقبة الجوية العمانية ونكرمهم من خلالها في يومهم الذي تحتفل به العديد من جهات الملاحة الجوية في دول العالم.

ويضيف: يبرز دور المراقب الجوي في مسؤوليته عن إدارة الطائرات في المجال الجوي العُماني ومطارات السلطنة وتوجيهها بما يحقق انسيابية وسلامة حركة الطيران وانتظامه في التدفق، ولتحقيق ذلك يقوم المراقب الجوي بتنفيذ إجراءات عمل قياسية موحدة ومتعارف عليها في الملاحة الجوية في جميع دول العالم، حيث يصدر تعليماته للطيارين بالتحليق في مسارات محددة وارتفاعات يختارها على حسب الوضع المناسب لكل طائرة وقد يحدد المراقب الجوي سرعة الطيران المسموح بها للطائرة إن استدعى فعالية وسلامة الحركة الجوية ذلك. كما يقوم المراقب الجوي بالتنسيق مع أقسام المراقبة الجوية، ومع مراكز المراقبة الجوية في الدول المحيطة، وفق إجراءات عمل قياسية متعارف عليها في الملاحة الجوية في جميع دول العالم.

ويعتمد المراقب الجوي في عمله على أنظمة تعرف بأنظمة الملاحة الجوية، وتتكون من عدة عناصر هي شبكة الاستطلاع التي توفر رؤية الطائرات، وشبكة الاتصالات السلكية واللاسلكية التي توفر الاتصال مع الطيارين والطواقم الأرضية، وأجهزة المساعدات الملاحية التي توفر توجيها ملاحيا للطائرات في المجال الجوي والمطارات، وكذلك نظام إدارة الحركة الجوية الذي تتكامل فيه عناصر أنظمة الملاحة الجوية، لتوفر للمراقب الجوي الأداة الفعالة لإدارة الطائرات في المجال الجوي العُماني ومطارات السلطنة وتوجيهها”.

أما عن أقسام المراقبة الجوية فيقول الغيلاني ” تنقسم عمليات المراقبة الجوية إلى ثلاثة أقسام، هي قسم برج المراقبة الجوية المسؤول عن إدارة الحركة الجوية في المطارات ضمن دائرة نصف قطرها ١٠ أميال بحرية من المطار بارتفاع يبلغ ٢٠٠٠ قدم، ثم قسم الاقتراب الراداري للمطارات المسؤول عن إدارة الحركة الجوية ضمن دائرة نصف قطرها ٥٠ ميلا بحريا من المطار وبارتفاع يبلغ ١٥،٠٠٠ قدم، وأخيراً قسم مراقبة المنطقة الذي يتولى مسؤولية إدارة الحركة الجوية في المجال الجوي العُماني خارج نطاق مسؤولية الأقسام المذكورة”.

وفي سؤال “أثير” عن تاريخ مهنة المراقب الجوي في السلطنة يجيب ” بدأت المراقبة الجوية في السلطنة مع بداية النهضة المباركة ، وتطورت تدريجيا حتى أصبحت على ما هي عليه الآن تضاهي بل وتتفوق على نظيراتها في دول العالم، حيث بدأت بكوادر غير عمانية بسبب الطبيعة الفنية وطبيعة التشغيل ، ثم دارت عجلة التعمين ليكون أول مراقب جوي عماني في هذه الوظيفة في العاشر من ديسمبر ١٩٧٥م ، واستمر التطور التدريجي في تدريب الكوادر العُمانية و تأهيلها حتى بلغت نسبة العمانيين اليوم حوالي 90% من المراقبين الجويين ومساعديهم الذين يقارب عددهم 200 من الكوادر العمانية “.

أما عن تأهيل هذه الكوادر فيوضح ” في البداية كانت دراسة المراقبة الجوية تتم خارج السلطنة ، في دول مختلفة مثل قطر و بريطانيا ونيوزلندا والسويد، وحاليا الدراسة والتدريبات تتم في كلية عمان للمراقبة والسيطرة الجوية، ويتم تأهيل المراقب الجوي وفق مراحل تدريبية بداية من التدريب التأسيسي على الإجراءات العامة والدولية ثم التحويل على الإجراءات الوطنية ثم التدريب على رأس العمل ويستغرق التدريب حوالي سنة ونصف ونفتخر اليوم بأن إعداد و تنفيذ برامج التدريب و التأهيل يتم بواسطة مدربين و مختبرين عمانيين”.

ويتحدث الغيلاني عن أهمية وظيفة المراقب الجوي والدور الذي يقوم به القائمون في هذا العمل قائلا “وظيفة المراقب الجوي الأساسية هي المحافظة على عبور الطائرات في الأجواء العمانية والهبوط والإقلاع من مطارات السلطنة بسلاسة بما يضمن بقاءها ضمن قواعد الفصل بين الطائرات، في المجال الجوي العُماني الذي يعد بحسب إحصاءاتنا وإحصائيات المنظمة الدولية للطيران المدني “الايكاو”  أكثر المجالات الجوية ازدحاماً بالطائرات في أقليم الشرق الأوسط ،وهي عملية بالغة التعقيد ،حيث إن المراقب الجوي خلف شاشات الردارات وفي المطارات يتعامل مع عدد كبير من الطائرات يبلغ في كثير من الأحيان مستوى يتطلب سرعة البديهة واتخاذ القرار والتعامل مع أي حدث طارئ، وفي الجانب الآخر للمراقب الجوي دور مباشر يسهم في تنمية القطاعات الأخرى المعتمدة على حركة النقل الجوي في السلطنة كالقطاعات السياحية والاقتصادية و العسكرية وغيرها من الأنشطة ذات الطابع المدني والعسكري ، مثل إسناد التمارين والمناورات العسكرية في المجال الجوي العُماني”

ويختتم الفاضل مبارك الغيلاني مدير خدمات المراقبة الجوية في المديرية العامة للملاحة الجوية حديثه لـ”أثير” قائلا: ” أثبت المراقب الجوي العماني كفاءته من حيث القدرة على مواكبة التطور التكنولوجي السريع والحاصل في أنظمة الملاحة الجوية وتقنياتها ، حيث أثبتت التجارب ومستوى الحركة الجوية العالية في السلطنة وتدفق هذه الطائرات بكل سلاسة ويسر ما يعكس قدرات المراقبين الجويين العمانيين المسؤولين عن سلامة حركة هذه الطائرات “.

Your Page Title