أبجد

مكتبة سانت جانفياف وجه آخر لتاريخ باريس

مكتبة سانت جانفياف وجه آخر لتاريخ باريس
مكتبة سانت جانفياف وجه آخر لتاريخ باريس مكتبة سانت جانفياف وجه آخر لتاريخ باريس

باريس-الطيب ولد العروسي

لقد أعطى الغرب مكانة مهمة للكتاب في العصور الحديثة، وبنى مكتبات تعتبر بمكانة خزان للذاكرة الجماعية، ومنها مكتبة سانت جانفياف، التي تتربع على مساحة شاسعة مقابل مقبرة العظماء البانثيون، في الدائرة الخامسة من باريس. وتحتل مبنى شيد في عام 1851 من قبل المهندس المعماري هنري لا بروست Labrouste1 في موقع الكلية السابقة ونتاغيو  Montaigu ، تم توسيعها وتصنيفها كمبنى تاريخي،  كما تم الحفاظ على ديكورها الأصلي،  وكانت تعد ثالث أكبر مكتبة في أوروبا في وقتها، إذ تم تحويل الدير القديم لسانت جنفياف بباريس المجاور إلى المدرسة المركزية للثورة، ضم في الطابق العلوي ما يطلق عليه اليوم “ليسيه” ثانوية  هنري الرابع.

كانت تعتبر مرجعا فكريا في أول أوجها، من القرن الثاني عشر إلى القرن الرابع عشر، تجذب علماء عصرها. فرقت جزئيا مجموعاتها في نهاية القرن السادس عشر، أعيد تأسيسها عام  1624 أكدت دورها الرئيسي الذي كان  معروفا في جميع أنحاء أوروبا، لم تصب بأي أذي خلال الثورة الفرنسية.

وهي اليوم مكتبة تابعة للدولة،  ومفتوحة للجمهور الكبير، يقصدها الكثير من التلاميذ والطلبة، ( بداية من السن 18)، لا سيما وأن  مجموعاتها موسوعية، ويبلغ رصيدها  2 مليون  موزعة على 3 فضاءات:

فضاء الكتب النادرة والثمينة  .

فضاء الكتب العامة والدوريات وغيرها من الوثائق المنشورة منذ سنة 1811 إلى اليوم.

فضاء مكتبة الشمال (الوصول إليه من 6 شارع فلت])، تقدم رصيدا غنيا يعود تاريخ  مجموعاته إلى بداية المكتبة  .

تجدر الإشارة إلى أنها بنيت ككاتدرائية مكرسة للأرسل بطرس وبولس، في أوائل القرن السادس عشر، من قبل  كلوفيس. ثم حولت إلى  مكتبة سانت جنفياف وبقيت  محافظة على تعدد مجموعاتها. وأرصدتها الثمينة، كما واصلت عملها  على مر السنين بدقة وموضوعية. في عام 1925 تم الحاقها بمجموعة  المكتبة الوطنية في باريس (تتألف من المكتبة الوطنية الجديدة، وارسنال ومازارين). وفي عام 1928 تم الحاقها بجامعة باريس، إذ يشكل الطلاب أكبر عدد من جمهورها. بقيت على مر السنوات مكتبة موسوعية وعامة، ويستفيد منها الناس مجانا، شرط أن يتم الحصول على بطاقة الانتساب التي تمنح في خلال ثواني.

تفتح يوميا- ما عدا الأحد وأيام الأعياد- حتى الساعة العاشرة مساء  ، وتتيح للمستفيدين  2 مليون وثيقة في جميع مجالات المعرفة.  إذ تتميز بمجموعة مهمة من المجالات مثل  الأدب باللغة الفرنسية، والعلوم الإنسانية (وخاصة تاريخ فرنسا والفلسفة والعلوم الدينية) والعلوم الاجتماعية. وبرصيدها التراثي الهام، كما تقدم للطلاب والمعلمين الكثير من الوثائق على شكل الكتروني وهي تعد من بين أهم 32 مكتبة في العالم.

Your Page Title