سليمان المحمودي
في ظل التقدم التكنولوجي وعصر المعرفة يتعرّض الشخص العادي لكثير من الأخبار غير الموثوقة. وقد لوحظ في الآونة الأخيرة انتشار الإشاعات وسرعة تداولها بين أفراد المجتمع وبخاصة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي , وأسرعها الواتس اب.
وكشفت دراسة حديثة للأكاديمية الوطنية للعلوم الأمريكية أن مواقع التواصل الاجتماعي مثل “فيس بوك” و”تويتر ” تساعد على نشر المعلومات المغلوطة ونظريات المؤامرة والشائعات.
وقالت الدراسة التى نشرتها صحيفة “اندبندنت” البريطانية إن الأشخاص يميلون للتواصل ومشاركة الأخبار مع من يتفقون معهم في المواقف عبر صفحات بعينها، أطلقت عليها الدراسة اسم”غرف الصدى”،ثم يعيدون نشرها مرة أخرى دون الشك في احتمال خطئها.
وقال الباحثون الذين أجروا الدراسة إنهم توصلوا للنتائج عبر تتبع الطريقة التى يتفاعل بها الناس مع نوعين من الأخبار، الأولى العلمية، والثانية نظريات المؤامرة والمعلومات المغلوطة، حيث تبين أن المستخدمين أكثر عرضة لمواجهة وتقبل المعلومات المضللة غير معلومة المصدر ويتداولونها فيما بينهم بنفس طرق انتشار الشائعات، أكثر من أي معلومات أخرى لأنها تأتي من دوائر الثقة المحيطة بهم.
وتختلف الإشاعة في طبيعتها وهدفها والمجتمع المستهدف من ورائها فبعض الإشاعات تكون ذات صبغة سياسية ومن أهدافها تقويض الأمن العام في المجتمع وإيجاد روح من السخط والعداء تجاه ولاة الأمور , وقد تكون اقتصادية تهدف إلى تشكيك المستهلك في نوعية المنتج وجودته وتأثيره على الصحة مما يؤدي إلى عزوف شريحة من شرائح المجتمع عن شراء أو استخدام هذا المنتج كما حدث في الفترة الأخيرة حيث وصلت رسائل تحذر من الجبن المسال وخطره على الصحة العامة وهنالك رسائل انتشرت تحذر من انتشار السالمونيا في بعض منتجات الدجاج لشركة معروفة عالميا .
ومن أخطر الإشاعات التي تنتشر بسرعة وبتقبل كبير هو إسناد الخبر إلى جهة بحثية مرموقة أو إلى شخصية معروفة أو غير معروفة ولكن مع توضيح مسمى كطبيب وإلخ , واستخدام مسميات لمواد لا يستطيع المستهلك فهمها .
في بعض الأحيان يقوم البعض بنشر إشاعات عن مشاريع أو قرارات تمس المواطن وتسارع بعض الجهات إلى تفنيد مثل هذه الإشاعات ومنها على سبيل الذكر لا الحصر وزارة النقل والاتصالات وشرطة عمان السلطانية وذلك من خلال مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة .
هنا لابد من وقفة من جهات الاختصاص في هيئة حماية المستهلك أو البلديات الإقليمية أو وزارة الصحة لتفنيد بعض هذه الإشاعات التي تخص الأطعمة أو الأدوية وخطرها على المستهلك , وذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي استخدمت لنشر الإشاعة حيث أصبح المستهلك في دوامة بين هذه الأخبار المنتشرة ويزيد انتشار ومصداقية الخبر عدم وجود تنفيد لهذه المعلومات .
*مصدر الصورة الشبكة العنكبوتية