أحمد بن عبدالله الشبيبي- أخصائي استشارات أسرية
عبارة قد يرددها الزوج وترددها الزوجة بعد أن يتخاصما، وهي (أعتذر أو لا أعتذر!)، فكلمة (أعتذر) غالبا ما تكون صعبة في إلقائها للطرف الآخر، لكنها تعد أفضل الطرق وأسهلها وأسرعها لحل المشكلات الزوجية.
إن الاعتذار بين الناس عامة وبين الزوجين خاصة هو سلوك حضاري ونعني هنا الزوج بالتحديد، فالرجولة تدفع الرجل لأن يعتذر إذا أخطأ في حق زوجته، فالرجولة تعني الصدق والشهامة فهنا علينا أن نوضح للرجل بأن اعتذاره لزوجته لا يسقط من عين زوجته أو يهون أمره عليها بل بالعكس ترتفع قيمته في نظرها، ويعلمها هذا الاعتذار دروسا كثيرة في الأمانة واحترام الذات، والاعتذار ليس ضعفا بل الضعف أن تخفي خطأك وتظل تكابر.
وهناك وسائل بسيطة جدا تعيننا على الاعتذار مثل استخدام لغة الزهور والهدايا أو الخروج في نزهة لتجديد الروح والحياة والبعد عن الملل كما أن الضحك أو الابتسامة وسيلة أيضا للتواصل العاطفي وصفاء النفوس.
وهنا على كل واحد من الزوجين أن يسأل نفسه: لماذا لا يعتذر؟ هل هو تكبر؟ أم أن الواحد بطبيعته نكدي؟ أم أنه عناد أو بسبب الكبرياء الزائد أو الغرور الشديد أو غياب التفكير السليم أو عدم المقدرة على أن يرى المرء نفسه كجزء من المشكلة أو كالمتسبب فيها؟ علما بأن الزوج المثالي هو الذي يحاول أن يكون صالحا طوال الوقت، لكنه ليس كذلك دائما فأحيانا ما يفسد الأمور ، ونحن جميعا نفسد الأمور فنحن لسنا مثاليين بعد حتى وإن اقتربنا من ذلك ، ومعظمنا كان بعيدا عن المثالية في الماضي لذلك ما عليه إلا أن يعتذر لأن الاعتذار يُعد اعترافًا بفعل شيء خاطئ أو سيئ.
وأفضل وسائل للاعتذار هي:
– الاعتراف من قبل الزوجين على الفعل المرتكب من قبلهم بأنه كان سلوكا سيئاً وما كان يجب فعله.
– قل كلمة آسف وقلها من قلبك وبندم حقيقي لأنك لم تتصرف بشكل أفضل.
– أخبرا بعضكما البعض بأن السلوك الذي صدر كان خارجا عن الإرادة ولن أفعله بعد الآن.
– على المخطئ أن يقول كلمة آسف في كل مرة يرتكب فيها السلوك ويكون بندم أيضا.
– التوقف عن السلوك الخاطئ وعدم تكراره، وخذوا الوعد بينكم ويجب الالتزام به.
– على المخطئ ومرتكب السلوك أن يطلب المسامحة من الطرف الآخر بغرض الاعتذار.
وهناك مميزات للاعتذار ومنها أن الاعتذار يصفي الأجواء، ويفتح أبواب التسامح، كما أنه يجلب الثقة والأمان والتواضع إلى أي علاقة، وهذه من أجمل الصفات التي يمكن أن يتشاركها شخصان. ومن مميزات الاعتذار أيضا قول كلمة (أنا آسف) وهو دائما ما يكون في صالح المعتذر، وإنها إحدى تلك الجمل الشديدة الأهمية دائما والتي يجب أن توجد في العلاقات.
وهنا بإمكاننا أن نقول بأن الزواج القوي يقوم على أساس مقدرة شخصين على التكيف والتوافق مع الأمور السلبية، ويشتركان في حلو الحياة ومرها على حد سواء وبهذا يتحملان المسؤولية، ويؤمنان بأن الخير له الغلبة على الشر وبهذا يشعران بالأمل كما عليهما أن يضع كل منهما نفسه مكان الآخر، وبهذا يسود بينهما الود والتعاطف ويعالجا كل منهما جراح الآخر كي يسود العفو والتسامح بينهما ويعيشان الحب الذي وعدا به وبهذا يكون الالتزام.