أخبار

معرض حول حدائق الشرق بمعهد العالم العربي بباريس

معرض حول حدائق الشرق بمعهد العالم العربي بباريس
معرض حول حدائق الشرق بمعهد العالم العربي بباريس معرض حول حدائق الشرق بمعهد العالم العربي بباريس

باريس-  الطيب ولد العروسي

ينظم معهد العالم العربي معرضا حول “حدائق الشرق”، أو دور الحديقة، أو البساتين في الثقافة العربية الإسلامية، ومكانتها سواء في العمران، أو في بناء الطرقات، أو المدن، والمعرض عبارة عن رحلة تاريخية تقدم بواسطة اللوحات أو الكتب، أو المخطوطات أو آليات الحفر والسقي التي كانت مستعملة في مختلف العهود، وعلى سبيل المثال، فإن وردة “الخزامى قبل أن تصبح شعار هولندا، كانت شعارا للعثمانيين”،  وأن الكثير من المهتمين يردون ابتكار الحداق  إلى  الشرق العربي أو إلى  آسيا، ولذا فالحديقة الشرقية  تأتي كاكتشاف  لهذا العالم الذي أبدع فيه الإنسان، وعرف قيمته وأهمية إلحاقه بالعمارة بمختلف أشكالها وأنواعها،  مما يمنح  لها نظرة استثنائية.

لقد   أتى ذكر البساتين في الكثير من الشعر العربي، وخاصة في العصر الأندلسي، وعليه فإن المعرض يقدم متعة ودعوة للزائر للوقوف على العديد من  جوانب الحديقة، حيث يجد داخل مبنى معهد العالم العربي  خمس محاور تتبع تاريخ الحدائق الشرقية من العصور القديمة إلى أهم الابتكارات المعاصرة، ومن شبه الجزيرة الايبيرية إلى شبه القارة الهندية . إنها  رحلة غنية مكونة من 300 عمل فني معارة من المتاحف الفرنسية أو الدولية والمجموعات الخاصة، وكذلك نماذج مصغرة لبعض البساتين، إضافة إلى طباعة الصور العملاقة أو الأجهزة البارعة للإشارة إلى أن الحدائق التي تبين موهبة المهندسين في الماضي. في مجال الثقافة والتاريخ والفن، وعلم النبات، والبيئة، والمجتمع.. فن الحدائق، الخاصة والعامة برموزها وتبايناتها، وعن دور الطبيعة في المدن المعاصرة لمواجهة تحدي الحداثة والاستدامة البيئية. حدائق بابل المعلقة وحديقة الأزهر في القاهرة، وقصر الحمراء في غرناطة وحديقة الحامة في الجزائر ، وهي  رحلة مثيرة تبين القاسم المشترك في  جوهر حدائق الحياة: الماء، بطبيعة الحال!

يواصل الزائر رحلته في فناء المعهد ليتجول في الممرات والطرق التي بنيت خصيصا لهذا المعرض و المزينة  باللون الوردي، والتي تتخللها سواقي  وأشجار البرتقال والنخيل والياسمين، ومجموعة نباتات أخرى بمختلف أنواعها وأحجامها. وهي تكون لوحة رائعة الجمال لأنها مدروسة ومثبتة بإتقان، تترك مخيلة الزائر تغوص به في حدائق ألف ليلية وليلة، وفي بساتين الأمويين والعباسيين وفي الأندلس، كما تتركه يلمس التأثيرات في هذا المجال بين الشرق والغرب، لكن لسوء الحظ كما يقول أحد الأخصائيين إن ” المسؤولين في لعالم العربي اليوم لم يعودوا يولون أهمية للبساتين، وصاروا  ينقلوا  عمارات جاهزة من الغرب في أغلبها غريبة عن المجتمع العربي الإسلامي،” ويواصل “كما أن الإنسان العربي، هو الآخر،  لم يعد يسدي المكان اللازم للحدائق في أبنيته الخاصة، وهذا شيء يؤسف له كثيرا”.

Your Page Title