أثير- سيف المعولي
تشهد سماء السلطنة والعالم حاليًا ظاهرة تساقط زخات شهب الأسديات التي تعد من أجمل وأشهر زخات الشهب التي تتساقط على الأرض سنوياً و تبلغ ذروتها في الفترة الممتدة بين 17 نوفمبر إلى صباح اليوم التالي وتشاهد من كل العالم.
وحول هذه الظاهرة قال الراصد الفلكي إبراهيم بن محمد المحروقي عضو الجمعية الفلكية العمانية لـ “أثير”: تشكلت شهب الأسديات بفعل مذنب تمبل- توتال Tempel-Tuttle المكتشف عام 1865م الذي يعبُر من خلال النظام الشمسي الداخلي كل 33,3 سنة. وفي كل مرة يمر فيها المذنب قرب الشمس فإنه يخلف وراءه ذيلاً من البقايا المتناثرة التي تشابه حجم حبيبات الغبار، وعند تقاطع مدار الأرض بشكل مباشر مع تلك البقايا تحرق الأخيرة بأعلى الغلاف الجوي للأرض بسرعة حوالي 72 كيلومتراً في الثانية، وتحترق على ارتفاع 70 إلى 100 كيلومتر تقريباً على شكل شهب لامعة، وقد عبر مذنب تيمبل-تتل آخر مرة في النظام الشمسي الداخلي عام 1988م.

وأضاف: تبدأ زخات شهب الأسديات في 6 نوفمبر وستستمر حتى 30 نوفمبر الجاري، وستبلغ ذروة تساقطها هذا العام من بعد منتصف ليلة الجمعة 17 نوفمبر حتى الساعات الأولى من فجر يوم السبت 18 نوفمبر،وفي أفضل الأحوال ستتم رؤية ما بين 10 إلى 20 شهابا في الساعة،كما أن القمر محاق في ليلة 17 نوفمبر الأمر الذي يجعل بقية فترات الليل تغرق في ظلام دامس يزينها سقوط شهب الأسديات.
وأوضح المحروقي: إلى جانب شهب الأسديات؛ يرصد في سماء الفجر نجوم لامعة مثل: (قلب الأسد، والشعرى، والدبران، والعيوق، ونجوم الجوزاء، ونجوم الثور، وعنقود الثريا)، إضافة لرصد ثلاثة من الكواكب قبل شروق الشمس بفترة وجيزة هي: كوكب الزهرة بلونه الأبيض الزاهر وكذلك كوكب المشتري وهو عملاق الكواكب لكنه يظهر أصغر من الزهرة وذلك لأن بُعده عن الشمس حوالي خمسة أضعاف بُعد الزهرة، أما كوكب المريخ فلونه برتقالي مشوبٌ بالحمرة بسبب انتشار أكسيد الحديد على سطحه بكمية كبيرة.
وحول إمكانية رصد الظاهرة يقول المحروقي: يجب أن تكون المراقبة من موقع مظلم كفاية، بعيداً عن مصادر التلوث الضوئي، أو عائق ما مثل الأشجار الطويلة ويتم النظر نحو الأفق الشرقي لقبة السماء من بعد منتصف ليلة الجمعة وإلى ما قبل ضوء فجر السبت؛ حيث ستقع نقطة تدفق هذه الشهب ظاهرياً أمام مجموعة نجوم الأسد؛ حيث يمكن أن تظهر الشهب من أي مكان في السماء وهي فرصة لهواة التصوير الفلكي لالتقاط صور فلكية جميلة تزينها الأسديات وبعض الأجرام الفلكية التي تظهر في السماء في هذه الفترة.
وختم المحروقي قائلا بأن هذه من الظواهر الفلكية التي يمكن مشاهدتها بالعين المجردة بدون الحاجة لاستخدام أجهزة رصد خاصة.