عمانيات

فقدان الأمل والموت العجوز

فقدان الأمل والموت العجوز
فقدان الأمل والموت العجوز فقدان الأمل والموت العجوز

د. رجب بن علي العويسي-كاتب عماني

د. رجب بن علي العويسي-كاتب عماني

د.رجب العويسي يكتب: هل يحتاج التعليم لتشريعات قادمة تضبط مساره وتوجه بوصلة عمله؟
د.رجب العويسي يكتب: هل يحتاج التعليم لتشريعات قادمة تضبط مساره وتوجه بوصلة عمله؟ د.رجب العويسي يكتب: هل يحتاج التعليم لتشريعات قادمة تضبط مساره وتوجه بوصلة عمله؟

تضعنا مرهقات التذمر واليأس والاحباط التي نتعرض لها في حياتنا اليومية، كردّات فعل لمواقف متعددة وأحداث متنوعة؛ أمام حاجتنا اللاشعورية إلى حضن الأمل والتفاؤل ومساحات التجديد والتأمل،  ليقيننا بأن الحياة  – رغم أنها فترة محدودة بوقت، وقد ينخدع بطول  الأمل فيها الناس، إلا أنها  محطات متتالية، وخيوط متجانسة لتعزيز فضاءات العطاء وتوليد بدائل التجديد فيها،  تتسع في مداها  لكل خلجات النفس ومسوغات التفكير، لذلك كان بناء الأمل في الإنسان غاية كل الأديان السماوية ، التي جاءت لتفتح لهمسارات التعايش والتفاعل، وتعزز فيه  روح التكامل والتنوع والحوار  في ظل وعي بفطرة الاختلاف، ليسعد النوع البشري وتقوى ارضيات تقاربه وتكامله، فتنفتح أسارير نفسه،  ويقوى إلهامه وحدسه وإبداعه، ويكبر طموحه، ويستمر عطاؤه، من أجل إعمار الارض، وبناء الأسرة وخدمة الأوطان، وتوجيه طاقاته واستثمارها في تحقيق نجاحاته، فيتعلم ويعمل، ويبني وينتج، وينافس ويتفوق، ويبحث ويجرّب، ويدرس ويشخّص معطيات الحياة؛ عندها يعيش عالمه  في استقرار، فيتجنب حالة  التأزم النفسي والتذبذب الفكري والتنمر الخلقي، إذ سيكون دافع الامل محطة انطلاقته المتجددة في الحياة، فيقوى شعوره بالطمأنينة النفسية ، ليقبل على الحياة  بشغف العطاء، وروح المسؤولية، وثبات الواثق، ومنهج العارف، حيث يرتقي شعوره بقيمتها، وأهمية وجوده  في عوالمها المختلفة، فيقدّر الحياة ويحترمها  ويشعر بمسؤوليته اتجاهها، ليمارس فيها دور الفاعل المؤثر المنتج القادر على  قيادة عالمه بكل ثقة واحترافية، وحكمة وإرادة، ووعي والتزام، لتطبع على واقعه حلو الحياة وخيرّيتها بالأمل الذي يبني في نفسه حياة الصابرين، ومنهج الشاكرين، وتفاؤل المتوكلين.

تضعنا مرهقات التذمر واليأس والاحباط التي

 

نتعرض لها في حياتنا اليومية، 

كردّات

 فعل لمواقف متعددة وأحداث متنوعة؛ أمام حاجتنا اللاشعورية إلى حضن الأمل والتفاؤل ومساحات التجديد والتأمل

،  

ليقيننا بأن الحياة

  

– 

رغم

 أنها فترة محدودة بوقت، وقد ينخدع بطول

 الأمل فيها الناس

، إلا أنه

ا  محطات متتالية، وخيوط متجانسة 

لتعزيز 

فضاءات العطاء وتوليد بدائل التجديد

 فيها

،  تتسع في مداها  ل

كل خلجات النفس ومسوغات التفكير

، لذلك كان بناء الأمل في الإنسان غاية كل 

الأديان السماوية

 ، التي جاءت لتفتح 

له

مسارات التعايش والتفاعل، وتعزز فيه

  روح التكامل والتنوع والحوار  في ظل 

وعي بفطرة 

الا

خ

تلاف

،

 ليسعد النوع الب

شري وتقوى ارضيات تقاربه وتكامله

، فتنفتح أسارير نفسه،  

ويقوى إلهامه وحدسه وإبداعه، 

ويكبر 

طموحه، ويستمر عطاؤه، 

من أ

جل إ

عمار الارض

،

 وبناء الأسرة 

وخدمة الأوطان، وتوجيه طاقاته واستثمارها

 في تحقيق 

نجاحاته

، فيت

علم ويعمل، ويبني وينتج، وينافس

 ويتفوق، ويبحث ويجر

ّ

ب، 

ويدرس

 

ويشخّص

 

معطيات الحياة؛ عندها

 

يعيش 

عالمه  

في استقرار

، فيتجنب 

حالة  التأزم النفسي والتذبذب 

الفكري

 والتنمر الخلق

ي، إذ سيكون دافع الامل محطة انطلاقته المتجددة في الحياة، 

في

قوى 

شعوره

 بالطمأنينة 

النفسية

 

، ليقبل على الحياة  بشغف العطاء، وروح المسؤولية، وثبات الواثق، ومنهج العارف، 

حيث يرتقي 

شعوره بقيمتها، وأهمية وجوده

  في 

عوالمها المختلفة

،

 

فيقدّر الحياة 

ويحترمها  ويشعر بمسؤوليته اتجاهها

، 

ليمارس فيها دور الفاعل المؤثر المنتج

 القادر على  قيادة 

عالمه بكل ثقة واحترافية، وحكمة وإرادة، 

ووعي 

والتزام، 

لتطبع على واقعه حلو الحياة 

وخيرّيتها

 

بالأمل ا

لذي يبني في 

نفسه

 حياة الصابرين، ومنهج الشاكرين، وتفاؤل 

المتوكلين

.

إن  فقدان الأمل بمثابة الموت العجوز، الذي يتحسسمن أبسط الأشياء، فتلازم الإنسان خلالها حساسية كبيرة  من نفسه وقناعاته، والآخرين من حوله، فيركن للوسوسةويخشى من كل ما فيه إضافة لحياته،  أو إعادة هندسة ممارساته من جديد، فيطبع عليها الران والدعة والتواكل، فيصبح غير قادر على الحراك ، بمسوغات تفتقر إلى الموضوعية، وهو  ما يفسر اخفاق مشاريع البعض، أو تسببه في  إهمالها وتداعيها، وعدم شعوره بالمسؤولية نحوها، وتصوره أن كل  شيء حوله، إنما هو عبث في عبث وسيتلاشى في يوم ما، فلا يجب أن يعيره اهتمامه، أو يسعى لإصلاحه، لذلك فإن من  يؤسسّون في حياة الناس  السوداوية والتشاؤم ، ويؤصلون فيهم ثقافة الوهم والخوف من المصير، ويزرعون فيهم  مفاهيم  سلبية حول واقعهم الحياتي ومستقبلهم المعيشي، ويخذلونهم ويمنعونهم من مجرد التفكير في فرص التفاؤل وتذوق جماليات الحياة، منطلقين من نظرتهم الضيقة القائمة على التعنت الفكري والهجوم  النفسي، كمن يتحدث عن فناء الحياة، أكثر من كيفية بنائها، وعن عذاب النار أكثر من نعيم الجنة، والحرام أكثر من النعم والحلال، والإفلاس والانتكاسة أكثر من التجربة والثقة والاعتماد على النفس، وعن الفشل كنهاية مروعة للحياة، دون البحث عن أسبابه، أو إعادة هندسة الأدوات وقراءتها في ثوب النجاح والتميز وترك بصمةمشهودة،  أو من يؤثرون في الشباب المقبلين على مشروعاتهم الاقتصادية بأفكارهم المثبّطة،  فيوهمونهم بأن المنافسين أقوياء، وأنهم لا طاقة لهم بالدخول في مخاطرها، وأن الفرص غير متهيئة للمواطن بعكس العامل الوافد، وأن اهتمام الحكومة بالبنية الأساسية على حساب معيشة المواطن وحياته، وغيرها من  الأفكار والأوهام السلبية التي تغرس في النفس فقدان الامل، وضعف مساحات التأمل، وتعطيل إرادة الصبر ومدركات التفكير، وتغييب  الوجه المتجدد للحياة، وتشويه صورته المشرقة.

إن  

فقدان الأمل بمثابة الموت العجوز، الذي يتحسس

من أبسط الأشياء، 

فتلازم الإنسان خلالها حساسية كبيرة  من نفسه وقناعاته، 

والآخرين من حوله، فيركن للوسوسة

ويخشى من

 كل ما فيه إضافة لحياته،  أو إعادة 

هندسة ممارساته من جديد، فيطبع عليها الران

 و

الدعة والتواكل، فيصبح غير

 قادر على الحراك ،

 بمسوغات تفتقر إلى الموضوعية، 

وهو  ما يفسر اخفاق 

مشاريع البعض، أو تسببه في  إ

همالها وتداعيها، وعدم شعوره بالمسؤولية نحوها، 

وتصوره أن كل  شيء حوله، إ

نما هو عبث في عبث وسيتلاشى في يوم ما، 

فلا يجب أن يعيره اهتمامه، أو يسعى لإصلاحه، 

لذلك فإن من

  يؤسسّو

ن في حياة الناس  السوداوية والتشاؤم ، ويؤصلون فيهم

ثقافة الوهم والخوف من المصير، ويز

رعو

ن فيهم  مفاهيم  سلبية حول واقعهم 

الحياتي و

مستقبلهم المعيشي

، ويخذلونهم ويمنعونهم من مجرد التفكير في فرص 

التفاؤل

 

وتذوق جماليات الحياة، 

منطلقين من 

نظرتهم الضيقة القائمة على

 التعنت الفكري والهجوم  النفسي

، كمن يتحدث عن

 فناء الحياة، أكثر من كيفية بنائها، وعن 

عذاب 

النار أك

ثر من نعيم الجنة، والحرام أكثر من 

النعم والحلال، 

والإفلاس

 والانتكاسة أكثر من الت

جربة والثقة والاعتماد على النفس

، 

وعن 

الفشل 

ك

نهاية مروعة

 للحياة، دون البحث عن أسبابه،

 

أو إعادة هندسة الأدوات وقراءتها في ثوب

 النجاح والتميز وترك بصمة

مشهودة

،  أو 

من يؤثرون في الشباب المقبلين على مشروعاتهم الاقتصادية بأفكارهم المثبّطة،  فيوهمونهم بأن المنافسين

 أقوياء، 

وأنهم لا طاقة لهم بالدخول في 

مخاطرها

، وأن الفرص غير متهيئة للمواطن بعكس العامل الوافد، 

وأن اهتمام الحكومة بالبنية الأساسية على حساب معيشة المواطن وحياته، 

وغيرها من  الأفكار والأوهام السلبية التي تغرس في النفس فقدان الامل

، وضعف مساحات التأمل، 

و

تعطيل إرادة الصبر و

مدركات التفكير

،

 وتغي

ي

ب  

الوجه المتجدد للحياة

، وتشويه 

صورته

 

المشرقة.

 وعليه فإن ما يعيشه إنسان اليوم من حالات القلقالنفسي والاضطراب الفكري والانطفاء العاطفي، إنما هي نتاج للنظرة التشاؤمية للمستقبل، وضعف استشعاره، وما ينتظره من فرص أوسع قادمه، مما يعني حاجتنا إلى تأصيل ثقافة التفاؤل في الحياة كرصيد داعم لمعادلةالتوازن فيها، وتعميق روح الاعتدال في الخطاب الفكري والديني والثقافي، وأليات التواصل الأسري والاجتماعي،وتقريب المفاهيم واستقصاء المؤثر منها في حياة الشباب، بما يلقي على مؤسسات الاعلام والتعليم والوعظ والأسرة، والمؤسسات الصحية، ومؤسسات الرعاية النفسية والعقلية، مسؤولية تعزيز مساحات التأثير الايجابي والاحتواء وتغيير القناعات، لتنتصر الإرادة السامية في مواجهة كل حالات التهور والاندفاع السلبي.

 

وعليه ف

إن ما يعيشه إنسان اليوم من حالات القلق

النفسي 

والاضطراب الفكري

 والانطفاء العاطفي، إ

نما هي نتاج 

للنظرة التشاؤمية للمستقبل

، 

وضعف استشعاره، وما ينتظره من فرص أوسع قادمه

، 

مما يعني حاجتنا إلى تأصيل ثقافة

 

التفاؤل في الحياة كرصيد داعم 

لمعادلة

التوازن 

في

ها، وتعميق روح الاعتدال 

في 

الخطاب الفكري 

و

الديني

 والثقافي، وأليات التواصل الأسري والاجتماعي،

وتقريب المفاه

يم واستقصاء المؤثر منها في حياة الشباب

، 

بما يلقي على مؤسسات 

الاعلام والتعليم والوعظ 

والأسرة، 

والمؤسسات 

الصحية، ومؤسسات الرعاية النفسية والعقلية، 

مسؤولية 

تعزيز 

مساحات التأثير الايجابي

 والاحتواء وتغيير القناعات، لتنتصر الإرادة السامية 

في 

مواجهة

 

كل حالات التهور والاندفاع السلبي

.

Your Page Title