أثير- جميلة العبرية
طموحة حد الشغف. لا يعيقها شيء في طريق تحقيق أهدافها. تعلم أن الله يعطي العبد ما يسعى إليه بجهده وبإيمانه بالقدرات التي وهبها الله له. هي “كفيفة” بالوصف لكنها ليست كذلك في الواقع؛ فحديثًا نالت شهادة الماجستير في إدارة الأعمال. شيخة الجساسية القدوة لكل من قال لنفسه: أنا لا أستطيع، “أثير” حاورتها لتعرف تفاصيل دراستها للماجستير .
في البداية تحدثنا شيخة عن الدراسة فتقول: “أنا درست الماجستير في تخصص إدارة أعمال MBA، حيث إني خريجة ترجمة من جامعة السلطان قابوس لكن كنت أحب التجارة وإدارة الأعمال والقيادة والتطوير، وكانت الإدارة تستهويني دائما فأحببت أن أدرس هذا التخصص”.
وتضيف ” كنت أعلم أنه لا يوجد أحدٌ من المكفوفين في السلطنة درس هذا التخصص سابقًا وهناك الكثير من الجامعات لم تسمح لي أن أدرس هذا التخصص ولكن عندما تقدمت لهذا البرنامج في كلية مجان بالارتباط مع جامعة University of Bedfordshire ، تم قبولي وتكفلوا بالتسهيلات اللازمة ولله الحمد”.
لنيل العُلا لا بد من تذليل الصعاب وهذا ما أوضحته الجساسية لنا قائلة:” طبعا كانت هناك تحديات كثيرة مثلا الكتب تكون بصيغة غير مقروءة أحيانا؛ لأني أنا أقرأ عن طريق (الحاسب الآلي) فإذا كان الكتاب عبارة عن صورة فالحاسب الآلي لا يستطيع قراءته، وأحيانا صعوبات الوصول إلى المعلومات إذا كانت رسومات وجداول بيانية ، وكان من الصعوبات أيضا مواد المحاسبة فكانت هناك كثير من الحسابات تحتاج إلى تركيز عالٍ مني كوني لا أستخدم الورقة والقلم والحاسبة فكانت تأخذ مني جهدا مضاعفًا، كما إنني موظفة وهذا تحدٍ يمكن أن يواجهه كل شخص أثناء استكمال دراسته”
وتوضح الجساسية الدعم الذي لقيته فتقول “لله الحمد أسرتي: والدي ووالدتي وجميع من حولي سواء زملائي وزميلاتي وبيئة العمل كانوا جميعهم يشجعونني ويقولون لي استمري، نحن فخورون بك “
الطموح لا يتوقف مع الجساسية فهي لديها النية لإكمال الدكتوراة مباشرة إن تسهلت وتيسرت لها الأمور وتوفرت لها الفرص المناسبة – كما تقول- ولكن خارج السلطنة لأنها تريد إكمالها في بريطانيا بحكم توفر التسهيلات وباستطاعتها دراسة التخصص الذي ترغب فيه.
وفي ختام حديثها توجّه نصيحة عبر “أثير” فتقول: ” بالنسبة لي أحب أن أنصح المكفوفين بأن يثقوا بأنفسهم وبقدراتهم وأن يكافحوا من أجل تحقيق أهدافهم فلن تكون الأمور ميسرة وسهلة فهي تحتاج إلى صبر وقوة عزيمة وإرادة ويحتاج لهم أن يتخطوا كثيرًا من الصعوبات، وهنا تكمن قيمة الشيء وعظمته؛ فعندما نحقق أهدافنا بجهد واجتهاد وإصرار وعزيمة نشعر بها بشكل أكبر، وأنصحهم أيضا بألا يسمحوا لقيود المجتمع أن تحد من رغباتهم ولا يستسلموا أبدًا.