رصد- أثير
تحتفل دول العالم باليوم العالمي للأراضي الرطبة، وبهذا الشأن نفّذت المديرية العامة لصون الطبيعة بوزارة البيئة والشؤون المناخية عرض مرئي حول الأراضي الرطبة وذلك تزامناً مع الإحتفال بيومها.
ولكي نعرّف القارىء الكريم أكثر بماهية الأراضي الرطبة، “أثير” رصدت معلومات عنها وكيفية المحافظة عليها وما هي فائدتها والجانب الاقتصادي لها.
تعريفها: قطعةٌ من الأرض يبقى فيها منسوب المياه قريبًا أو أعلى بقليل من سطح الأرض لمعظم السنة.
وتعد هذه المناطق مناطق انتقالية، فهي تعتبر من بين الأنظمة البيئية الأكثر انتاجية في العالم مقارنة بالغابات المطرية وسلاسل الشعاب المرجانية. فهي أنظمة بيئية لها قيمتها حيث أنها تشغل 6% من مساحة اليابسة في العالم.
وليس كل أرض بها ماء تعرف بأنها رطبة، فهناك أنواع متعددة ومختلفة من الأراضي الرطبة تصنف وفق جانب بيولوجي عبر ه 3 شروط أساسية وذلك لإدراج الأراضي تحت خانة الأراضي الرطب وهذه الشروط هي:
– وجود المياه (الهيدرولوجيا).
– تربة خاصة (التربة المشبعة بالمياه).
– النباتات التي تحتمل الماء (النباتات المائية).
وللأراضي الرطبة أهمية بيئية فهي تساهم في الحفاظ على التوازن البيئي بين الأجناس الحيوانية والنباتية المتنوعة و تحتوي الأراضي الرطبة عادة على المستنقعات والبحيرات الضحلة أو مصبات الأنهار، حيث أنها تخزن المياه، كما أنها تحد من تآكل التربة وتآكل الشواطئ فهي تعمل كحاجز بالإضافة إلى أنها تحسن نوعية المياه والتخلص من المواد السامة كما أنها تعتبر محطات توقف قيمة للطيور المهاجرة فهي تمد الحياة البرية المائية والأرضية بالغذاء والموئل الطبيعي وأماكن التكاثر ومناطق الاستراحة، فهي تعمل على السيطرة الأولية على الفيضانات كما أنها تعمل على تحقيق الاستقرار في الظروف المناخية المحلية وتخزين الكربون.
وتوجد أهم اتفاقية وقعت في شأنها وهي الاتفاقية الموقعة في رامسار – إيران عام 1971 (اتفاقية رامسار) وهي بمثابة معاهدة بين الحكومات وتشكل في مجملها إطاراً للعمل الوطني والتعاون الدولي من أجل الحفاظ على الأراضي الرطبة ومواردها واستخدامها الاستخدام الحكيم، وتضم الاتفاقية حتى اليوم (144) جهة موقعة وتتلخص الرسالة التي تحملها هذه الاتفاقية في الحفاظ على الأراضي الرطبة واستخدامها بطريقة حكيمة ومن خلال العمل الوطني والإقليمي والتعاون الدولي، بشكل يسهم في تحقيق التنمية المستدامة في جميع أنحاء العالم وفي عام 1995 تأسست منظمة الأراضي الرطبة الدولية ومقرها في هولندا وهي تعمل على حماية الأراضي الرطبة الدولية بالتعاون مع كل حكومات الدول بناء على اتفاقية دولية بشأن حماية الأراضي الرطبة وتعاني كثير من الأراضي الرطبة في العالم من التلوث والصيد الجائر الذي يهدد أنواع معينه من الكائنات الحية. كما تتعرض الكثير من الأراضي الرطبة إلى التجفيف عن طريق نزح المياه وذلك لاستغلال الأراضي في التنمية.
وهناك عدة أنواع من الأراضي الرَّطبة وتشمل الأنواع الرئيسية: المناقع، والبرَك، والسَّبْخَات والمستنقعات. وتوجد المناقع عادة في المناخات الشمالية، وتتميز بتُربَتِهَا الحمضية والنمو المكثف للطحالب، لاسيما حزازيات الأسفقنوم. وتتكاثر الأعشاب ونبات البردي في البرك التي تقل بتربتها نسبة الحمض وليس في التربة العادية. وتحتوي كل من المناقع والبرك على كميات كبيرة من النباتات الفاسدة جزئيًا تسمى الخُث، ويوجد في بعضها أشجار أو شجيرات، بينما تنعدم هذه الأشجار والشجيرات في بعضها الآخر. وتحدث السبخات عادة في المناخات الدافئة، وتغلب فيها الحشائش والقصب وخوص البردي وبعض النباتات غير الخشبية بينما تشمل السبخات في الشق الآخر الأشجار العديدة والشجيرات.
ونجد الكثير من الطيور مثل البَلَشُون الأبيض، والبلشون العادي وأبو مِنْجَل تخوض وتسبح في الماء حيث تفرخ في الأراضي الرَّطبة. وتوفِّر هذه المناطق الغذاء والحماية لبعض الثدييات مثل المنك وثعلب الماء وظباء المستنقعات مثل السيتاتينقا.
كما توجد منها المناطق الاصطناعية: وهي السدود، المحاجر المائية، العوامل المؤثرة على المناطق الرطبة.
المناطق الرطبة معرضة لتأثيرات شتى والتي هي في مجملها ناتجة عن نشاط الإنسان وقد يترتب على ذلك ما يلي: (الطمي الناتج عن عامل التعرية و الانجراف بالمناطق المجاورة، الاستغلال الزراعي المفرط، الري اللاعقلاني وغير المراقب المتمثل في ضخ المياه إلى حد غير معقول، الصيد بنوعية (اسماك وطيور)، التلوث بأنواع، توسيع الأنسجة العمرانية على حساب المناطق الرطبة).
والأهوار العراقية هي أكبر المسطحات المائية من البحيرات في الشرق الأوسط وتعتبر من أقدم الملاذات الطبيعية في العالم وقد أطلق عليها الرحالة «فينيسيا الشرق» وفرت مأوى طبيعياً لسكان وادي الرافدين وكانت تغطي مساحة بين 20 ألف كيلومترا مربعا لكنه وبفعل عمليات التجفيف تقلت لاحقا إلى 2000 كيلومتر مربع.
وفي السلطنة تعد بحيرات الأنصب أنموذجا على البحيرات الرطبة، وتقع هذه البحيرات في محافظة مسقط في منطقة الأنصب من ولاية بوشر، مشكلة بذاتها مقصدا سياحيا وبيئة لعناصر الحياة البرية والفطرية في السلطنة.
للأراضي الرطبة أهمية اقتصادية كبيرة تتمثل في كونها مصدرا للثروة السمكية والحيوانية فهي تعمل على تأمين المخزون المائي من حيث الكمية والنوعية، والزراعة المستدامة وصيد الأسماك المستدام، والمراعي المستدامة وموارد الطاقة والموارد البرية كما أنها توفر الأغذية وغيرها من المنتجات للاستخدام البشري فهي مصدر للوحي الجمالي وجزء من الإرث الثقافي المحلي.