أثير – تاريخ عمان
إعداد: نصر البوسعيدي
أثير – تاريخ عمان
إعداد: نصر البوسعيدي
عمان هذه الأرض الضاربة في أعماق التاريخ بشعب لا يعرف الخنوع أمام أي جلل، هذه الأرض التي سجلت ملاحم المقاومة وملاحم البطولات بداية من مالك ابن فهم الأزدي الذي منذ بداية وجوده في عمان قادمًا من اليمن منبع أصل العرب بعد كارثة مأرب، بدأ بمعارك تحرير الأرض من الغزو الفارسي، فنجح بذلك في الملحمة التاريخية بمعركة سلوت، وقتل مالك قائدهم المرزبان لينهي بذلك الطغيان الفارسي في المنطقة.
ومن هنا بدأ التاريخ ينسج عظمة الإنسان العماني في عدم الرضوخ لأي أحد، بل تجاوز كل ذلك ليصبح الجيش العماني المنقذ حتى للنواحي البعيدة، فتلك سقطرى ينجدها الإمام الصلت بن مالك الخروصي، وتلك البصرة ينجدها الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي وذلك الخليج كله وشرق أفريقيا والهند يطهره العمانيون من الاستعمار البرتغالي الدموي الغاشم بعد معارك شديدة وبطولات كبيرة قدمها الجيش العماني بقادته وشهدائه لتصبح كل هذه الأنحاء من العالم تدين بالفضل لأهل عمان الذين كسروا شوكة ظلم المستعمر البرتغالي الذي يعده جل المؤرخين أعنف استعمار دموي في العصر الحديث، بل عده الكثير بأنه امتداد أشبه بالحروب الصليبية التي ارتكبت فيها المجازر ضد العزل من المسلمين.
ويذكر التاريخ بأن هناك معارك عديدة وشديدة وجهها العمانيون ضد البرتغاليين لتحرير عمان أولا بعد توحيدها في عهد موحد عمان حينها الإمام الفذ ناصر ابن مرشد اليعربي، فاستطاع تطهير عمان منهم ما عدا مسقط نظرا لوفاته، ليكمل بعدها خليفته سلطان بن سيف اليعربي معارك التحرير وتطهير مسقط من البرتغاليين نهائيا في عام 1650م، ولم يكتف الإمام بذلك بل أخذ يستفيد بذكاء وبشكل مدروس من تطور السفن البرتغالية التي استولى عليها الجيش العماني في مسقط ، ومنها استطاع الإمام أن يأمر جيشه بصناعة سفن مماثلة لسفن البرتغاليين لكي يستطيع مواجهتهم الند بالند في النواحي الأخرى من الخليج والمحيط الهندي وسواحل أفريقيا، وقد استفاد الإمام سلطان بن سيف بعلاقاته الودية مع أمراء الهند من استيراد الأخشاب وصناعة الكثير من السفن العمانية في عمان والهند نفسها وخاصة في مقاطعة غوا الهندية.
ومن هنا بدأ البرتغاليون يشعرون بالرعب الشديد من القوة العمانية، فجهزوا العدة لمقارعة الجيش العماني في مستعمراتهم المتبقية في الساحل الهندي والأفريقي، وكانوا لا يتوقعون بتاتا بأن أهل عمان لن يتركونهم يمارسون ظلمهم في تلك الأجزاء الأخرى من العالم، فأهل عمان يدركون تماما بشاعتهم ومذابحهم والعقلية الاستعمارية المدمرة التي يحملونها اتجاه الشرق.
كان البرتغاليون لا ينظرون لحظتها إلى العرب إلا في عمان التي تمثل كل العرب، فهي المهيمنة على المنطقة وهي الأقوى وندهم الذي يخشون توسع سلطته، ومن هنا لا نستغرب حينما نراهم يراسلون بعضهم متوجسين هذا الرعب حينها، فقد كتب نائب الملك البرتغالي إلى ملك البرتغال جوان الرابع رسالة في عام 1651م، بعد سنة من تحرير مسقط يقول فيها عن الجيش العماني :
” لقد أصبح العرب في مسقط مكتفين ذاتيا وواثقين من أنفسهم، بحيث يتطلب الأمر إرسال أسطول ضخم جدا لسحقهم، وتأمين مياه المنطقة، والحيلولة بينهم وبين الوصول إلى ممباسا التي أصبح من اليسير عليهم الوصول إليها”.
في المقابل استعد الإمام سلطان بن سيف بجيشه لتقوية الأسطول العماني لغرض التجارة ومحاربة البرتغاليين والقضاء على هيمنتهم في المنطقة، وبالفعل سيطر أهل عمان على الخليج العربي كله، ومارس حقوق الجباية الجمركية على السفن القادمة نحو الخليج مما جعل مسقط أهم ميناء تجاري في المنطقة بأسرها، حيث قال أحد المؤرخين المعايش للأحداث في عام 1689م :
” إن أهل مسقط يزيدون يوميا قواتهم البحرية بتجهيز سفن قوية وكبيرة الحمولة، قبل سنتين فقط قاموا ببناء سفينة قوية وجيدة في سورات وهي ذات حمولة أكثر من ألف طن، وتحمل ما لا يقل عن مئة مدفع”.
وقال المؤرخ الأمريكي بروس :
” كانت قوة العرب في مسقط في هذا الوقت من ناحيتي الشحن والقوى البشرية قوية جدا لدرجة تثير الرعب من انهم سيضعون يدهم على الخليج كله”.
لم يستطع البرتغاليون استيعاب قوة الجيش العماني، لذلك كانت المعارك بيننا وبينهم مستعرة والبداية حينما حاولوا استعادة مسقط حيث قام نائب الملك (دوم فليب) بإرسال سبع سفن برتغالية بالتعاون مع الفرس لاستعادة مسقط، لكن الأسطول العماني قصفهم بالقرب من (القطيف) ليسقط البرتغاليون في هذه المعركة بشر هزيمة سنة 1650م، وقد كتب (الاب فليكس) عن فقدان البرتغاليين لمسقط وعدم مقدرتهم من مقارعة أهل عمان فقال في رسالة بعثها إلى البصرة سنة 1650م:
” استولى العمانيون على مسقط فكان ذلك عارا كبيرا علينا، وذلك بخطأ من الجنرال الذي توفي هناك بسبب الشعور بالعار على ضياعها”.
وفي عام 1652م، شن الأسطول البرتغالي هجوما آخر على مسقط لكنه خر صريعا مهزوما بخسائر فادحة أمام الجيش العماني.
وللمرة الثالثة حاول القائد البرتغالي (انطونيو سوسا كوتنهو) الاستيلاء على خصب لكن العمانيين استطاعوا مهاجمتهم هناك ودحرهم ليلجأوا إلى الفرس طلبا للمساعدة في ميناء كونك جنوب إيران وهو الموقع الوحيد الذي اتخذوه لهم في ظل الهيمنة العمانية في الخليج حتى طردهم منها الإمام الشهم سلطان بن سيف اليعربي بجيشه الذي كان تحت قيادة المقاتل (علي بن مسعود) ليطهر الخليج من الوجود البرتغالي سنة 1652م، ومنها بدأ العمانيون مرحلة ملاحقة البرتغاليين في المحيط الهندي وشرق أفريقيا التي طلب أهلها نجدة العمانيين لتخليصهم من ظلم الاستعمار البرتغالي.
لذلك وبالنسبة لأفريقيا كان الإمام سلطان بن سيف بشكل متلاحق يرسل الجيش العماني لنجدة أهلها بداية من عام 1660م، فطهر مدينة فازا وباتا وسيطر على كل الساحل الأفريقي ما عدا قلعة يسوع بممباسا التي عانت كثيرا كالبقية من ظلم القوات البرتغاليين برئاسة ( جوزيف بوتلهو داسلفا) الذي استسلم فيما بعد للعمانيين في عام 1665م، فعين الإمام الوالي ( محمد بن مبارك ) الوالي العماني على ممباسا، ولكن استولى عليها البرتغاليون مرة أخرى بعد فترة وأعدموا هناك شهداءنا الموجودين في المنطقة قبل أن يطهرها نهائيا أبناء الإمام من بعده وسيأتي ذكرهم.
وفي المحيط الهندي عام 1661م و1662م، هاجم العمانيون القوات البرتغالية في الهند وتحديدا (بومباي) واستطاعوا من خلال هاتين الغارتين هزيمة البرتغاليين وهدم تحصيناتهم وغنموا من خلالهم غنائم كثيرة في الوقت الذي كان فيه قرناؤهم من الإنجليز والهولنديين يرتعبون من الجيش العماني وانتصاراته الساحقة، فقد قال المؤرخ الإنجليزي ( كوبلاند) في هذا الصدد :
” أصبحت البحرية العمانية في بداية القرن 18 تفوق بقوتها أي قوة بحرية أخرى لدرجة ان الأساطيل الإنجليزية والهولندية كانت تخشى كثيرا مواجهة العمانيين”.
وقال مايلز :
” إن اليعاربة صارت لهم السيادة الفعلية على المحيط الهندي وأصبحت سفنهم تنشر الرعب في قلوب الأوروبيين لمدة قرن ونصف”.
وعطفا على ما حدث في معركة بومباي، حاول البرتغاليون الانتقام بمهاجمة مسقط، فجهزوا في عام 1667م، أسطولا مكونا من 8 سفن و60 مركبا لهذا الهجوم، لكنه فشل في تحقيق هذه المهمة نتيجة هجمات الأسطول العماني وقطعه للتموين الذي كان يأتيهم من جزيرة كونك الفارسية، ومنها رد العمانيون الهجوم بمحاربتهم في جزيرة قشم وطردهم منها نهائيا سنة 1668م.
واستطاع الأدميرال البرتغالي (جوزيف دي ميلو كاسترو) في العام 1668م نفسه، أسر سفينتين عمانيتين، ليهب الجيش العماني للانتقام بأسطول مكون من 24 سفينة حربية ومهاجمة البرتغاليين في أهم معاقلهم في المحيط الهندي وتحديدا غرب الهند، واستطاعوا الاستيلاء على حصن ديو ودحر البرتغاليين منها بعدما انهزم العدو في هذه الموقعة وغنم العمانيون غنائم لا تعد ولا تحصى منهم.
وهنا حاول البرتغاليون بقيادة ( جيرونيمو مانويل ) بأسطول مكون من 4 سفن حربية، و6 فرقاطات مهاجمة الجيش العماني في الخليج العربي، وبالقرب من بندر عباس التقى الجيشان وكانت معركة عنيفة بين الجانبين انتصر فيها العمانيون بكل بسالة وشجاعة بعدما استشهد منهم 500 مقاتل مثلما أشار لذلك الوكيل الإنجليزي في بندر عباس والذي كتب حينها :
” كان التحاما دمويا مريعا، قتل خمسمائة من العرب – العمانيين – وخسر البرتغاليون معظم مقاتليهم، واقتحم البحارة العرب سفينة القيادة البرتغالية، وتراجع بعدها الأدميرال البرتغالي بأسطوله إلى جوا للحصول على مزيد من السفن بهدف مهاجمة مسقط”.
وفعلا في عام 1670م، عاد الأسطول البرتغالي لمهاجمة مسقط، لكنه فشل كذلك نتيجة تصدي الاسطول العماني لاعتدائهم، فانسحبوا مكتفين بالقرصنة وقطع الطرق على بعض السفن العمانية التجارية آنذاك.
وفي العام نفسه طلب الأدميرال البرتغالي انطونيو دي ميلو حينما توجه لصحار الهدنة مع الإمام، سلطان بن سيف اليعربي، فوافق الإمام بالهدنة لمدة 6 أشهر يتعهد فيها الطرفان بعدم مهاجمة الآخر، مما أغضب ذلك نائب الملك البرتغالي الذي نكث بالاتفاقية، وعزل دي ميلو وتم محاكمته في لشبونة بتهمة التساهل وتوقيع هدنة مع الإمام سلطان بن سيف دون الإذن من الملك.
واستمر البرتغاليون بالسطو والقرصنة على التجار العمانيين واستفزاز الإمام بذلك، حتى قرر الإمام إرسال الأسطول العماني في شباط عام 1674م، إلى الهند وهناك في المعركة التي عرفت بـ ( باسين ) القريبة من بومباي استطاع الجيش العماني هزيمة البرتغاليين وتلقينهم درسا في العزة والكرامة والانتصار.
وفي عام 1676م، أي بعد عامين هاجم العمانيون الحامية البرتغالية في ( ديو) بالهند فانتصر الجيش العماني وأسر الكثير من البرتغاليين وعاد إلى مسقط بغنائم وافرة.
وبعد وفاة الإمام سلطان بن سيف، استطاع ابنه بلعرب أن يكمل انتصارات العمانيين في شرق أفريقيا كذلك استطاع أن يوقع بهم الخسائر ويطردهم من ماليندي وفازا ولامو وباتا، ولم يتبق للبرتغاليين إلا ممباسا.
وفي عام 1688م، طلب البرتغاليون هدنة صلح مع الإمام بلعرب وتم ذلك وكان من يمثل الجانب البرتغالي ( جونسالو سيمويس ) ومن يمثل أهل عمان الشيخ ( عبدالله بن سليمان)، وأصبح بموجب الصلح السماح للتجار البرتغاليين بالتجارة مع مسقط شريطة دفع الرسوم الجمركية لذلك، وفي المقابل السماح للتجار العمانيين باستخدام الموانئ الهندية التي تقع تحت سيطرة البرتغاليين.
ولكن كعادة البرتغاليين نكثوا بالاتفاقية وقام الأسطول البرتغالي بقيادة ( دييغو دي ميلو ) بالهجوم على سفن عمانية تجارية ودمرها وسلب ما فيها، ويقال بأن انشغال الإمام بلعرب بن سلطان لدعم العلم والعلماء في عمان أكثر من الحرب ضد البرتغاليين أساء شعور شقيقه سيف بن سلطان الذي ثار على شقيقه وانتزع منه الإمامة والزعامة بعد وفاة بلعرب مباشرة في خضم هذه الأحداث سنة 1692م.
وفي عام 1694م، جهز الإمام الجديد سيف بن سلطان اليعربي أساطيله القوية وجيشه لمحاربة البرتغاليين في المحيط الهندي وشرق أفريقيا للقضاء عليهم نهائيا، وبدأ بجزيرة ( سالست ) بالهند فدمر الجيش العماني كل التحصينات البرتغالية هناك وأسروا أكثر من 1400 جندي برتغالي.
وبعدها هاجم العمانيون منطقة ( بارسلو) و ( منغالور) وألحقوا بالبرتغالين خسائر فادحة، ودمروا تحصينات المدينة واستولوا على غنائم البرتغاليين.
وكذلك هاجم الأسطول العماني بعد فترة وجيزة ميناء ( كونك ) وهزموا البرتغالين فيها وأسروا منهم جنودا وسفينة كبيرة وغنائم كثيرة.
وفي هذه الأثناء قدم موفد البرتغاليين من لشبونة واسمه ( دوم كريغور فيدالغو) قاصدا الفرس لطلب المساعدة للهجوم على العمانيين، لكن الفرس اعتذروا عن ذلك لعدم مقدرتهم المشاركة في هذا الصراع والتورط أكثر بالاشتباك مع الجيش العماني، لكن القوات البرتغالية التي جمعت قواها باغتت العمانيين في منطقة رأس الحد ونشبت بينهم معركة كبيرة استشهد من خلالها حوالي 200 شهيد من ضمنهم والي الإمام في مطرح مثلما تشير بعض المصادر التاريخية، أما في الجانب البرتغالي فقد كانت خسائرهم في هذه المعركة لم تتجاوز الخمسة قتلى، فتألم الإمام سيف بن سلطان اليعربي لما حدث وقرر الانتقام لأصحابه وأخذ يوجه ضرباته المستمرة للعدو في المحيط الهندي وشرق أفريقيا دون كلل، فاستولى على (ممباسا) آخر معاقلهم المحصنة سنة 1698م حينما أرسل 3000 مقاتل عماني في سبع سفن حربية ضخمة وكان لسقوط قلعة يسوع بممباسا بعد حصارها المحكم من قبل العمانيين لمدة عامين من الصمود أثر كبير في نفوس أهالي أفريقيا والمسلمين بشكل عام، وبعدها واصل الجيش العماني انتصاراته فطهر زنجبار وباتا وكلوة وبمبا من البرتغاليين بعدما كبدهم خسائر فادحة وقتل منهم الكثير.
وفي الطرف الآخر وفي عام 1705م، تمكن الجيش العماني بأسطول جهزه الإمام مكون من 16 سفينة حربية من مهاجمة البرتغاليين في ( دامان ) بالهند واشتبك الطرفان وانتصر العمانيون انتصارا ساحقا على عدوهم وأسروا سفنهم وبقي العمانيون في المدينة يلاحقون البرتغاليون ويقضون عليهم ويأسرون ويغنمون أسلحتهم وأموالهم.
وأما المعركة الكبرى التي حدثت في الهند بين الجيش العماني والمستعمر البرتغالي في آخر معاقلهم هناك وتحديدا في ساحل ( ملبار ) فكانت في عام 1708م، حيث أمر الإمام سيف بن سلطان بتجهيز الأسطول العماني الحربي المكون من 14 سفينة، ويحمل 7 آلاف مقاتل عماني، ليتحرك من مسقط متجها للهند لمقارعتهم هناك واشتبك الجيشان بكل قوة وقد استشهد من أجدادنا في هذه المعركة ما بين 400 إلى 500 شهيد حسب ما قاله المستشرق الإنجليزي(ر.د باثيرست) صاحب كتاب ” تاريخ اليعاربة في عام 1624 – 1749م”.
وبعد وفاة الإمام سيف بن سلطان وتولي ابنه سلطان بن سيف الثاني حكم عمان واصل الهجوم على البرتغاليين في المحيط الهندي ففي عام 1714م، استطاع العمانيون هزيمة البرتغال في ميناء ( كونك ) و ( سورات )
وفي عام 1717م، تحالف البرتغاليون مع شاه إيران ضد الجيش العماني وحدثت معارك كبيرة بالقرب من هرمز انتهت لصالح العمانيين الذين استطاعوا الاستيلاء على جزر( قشم )، و( لارك)، و(البحرين)، وفي هذا العام نفسه أرسل الإمام جيشه إلى ( ديو ) و ( دامان) للرد على البرتغاليين وحلفائهم، وهناك استشهد عدد كبير من أهلنا ولم تحسم المعركة.
وبعد وفاة الإمام سلطان الثاني في عام 1718م، وحدوث الفتنة التي تسببت بانهيار البيت اليعربي ونشوب حرب أهلية في عمان بين المناصرين لابن الإمام سيف الصغير ، وبين مناصري عمه مهنا اليعربي الذي تم اغتياله وتمخض عن ذلك الحرب القبلية السياسية بين الحلف الهناوي والغافري، دخلت عمان في نفق مظلم إثر ذلك بشكل كبير في مواصلة الكفاح المسلح ضد البرتغاليين وتطهير المحيط الهندي والأفريقي كليا من وجودهم.
ولكن في المقابل كانت القوى البرتغالية برمقها الأخير فالجيش العماني طوال سنوات كانت ضرباته كبيرة وانتصاراته ساحقة ولم تبق للبرتغالين أي قوة يستطيعون من خلالها الصمود في عهد دولة اليعاربة.
رحم الله شهداءنا وأئمة عمان الخالدين بسيرتهم العطرة في الكفاح ونجدة المظلومين وتحرير الأرض الإسلامية من جور الاستعمار وجرائمه.
****************************
المراجع:
1 – عمان عبر التاريخ ج3-ج4، سالم بن حمود السيابي، الطبعة الخامسة 2014م، سلطنة عمان ، وزارة التراث والثقافة.
2 – العلاقات الخارجية لدولة اليعاربة في عمان 1624- 1747م، د.نغم طالب عبدالله ، الطبعة الثانية، 2018م، دار ومكتبة عدنان للطباعة والنشر والتوزيع ، العراق – بغداد.
3 – أسياد البحر، حمود بن حمد الغيلاني، مطابع النهضة 2015-2016م.
المراجع