أثير- ريما الشيخ
شهرٌ فضيلٌ يحمل بين طياتهِ البركة والخير , وهناك من يَمضي بقافلة الرحمة والعطاء ليرسُم الفرحة على وجوه أبناء هذا الوطن العزيز.
في لقاء لنا مع الأستاذ رائد بن محمد داؤود، مدير عام العلاقات الحكوميّة والشؤون التجاريّة في شركة أوريدو , بدأ حديثه بنبذة عن قافلة أوريدو الخير , فقال “منذ إطلاقنا لقافلة أوريدو الخير في عام 2005 شكلت حجر الزاوية في مبادرات المسؤولية الاجتماعية التي تقوم بها الشركة. ولا يقتصر دور القافلة على دعم المجتمع المحلي فحسب، لكنه يشمل أيضًا تعزيز التطور الشخصي للمتطوعين. وفي كل عام تنطلق القافلة في شهر رمضان المبارك للإسهام في دعم مئات العائلات والأفراد في مختلف المناطق التي يقومون بزيارتها من أجل إيجاد حاضر ومستقبل أفضل لهم.”
وتطرق رائد للحديث عن أهداف القافلة , فقال بأن الهدف الأساسي هو ’تمكين فئتي النساء والشباب وتعزيز تنمية المجتمعات المحليّة على المستويين الاجتماعيّ والاقتصاديّ وعلى نحوٍ مستدام، ومن أجل ترجمة ذلك إلى واقعٍ ملموس، تتضمن أنشطة وفعاليات القافلة عددًا من الأنشطة والبرامج التدريبيّة وتوفير المعدّات الأساسيّة لتمكين الأفراد في مختلف أرجاء السلطنة، ولا سيّما النساء، لمساعدتهن على الوصول إلى أهدافهن المنشودة وتحسين مستوياتهن المعيشيّة وضمان الاستقرار الماليّ لهن ولعائلاتهن.”
وأكمله حديثه ” تكرست أهداف القافلة منذ عام 2005 في الاهتمام بالإنسان من عدّة نواحٍ تشمل تعزيز قيم المحبة والتآخي والثقافة العامة، وتحسين أنماط الحياة وإيجاد مصادر دخل ثابتة، الأمر الذي انعكس على أكثر من 5000 فرد وأسرة وجمعية خيرية، ولا سيّما ضمن قطاع جمعيات المرأة حيث يتم تدريب النساء المشاركات في جمعيات المرأة العمانية المنتشرة في مختلف أنحاء السلطنة. ”
أما بخصوص أشكال الدعم المُقدمة من خلال قافلة أوريدو الخير وتوفير الدعم المادي بعد الانتهاء من التدريب , فأشار إلى أن أشكال الدعم الذي يقدم لجمعيات المرأة العمانية وحاضنات أوريدو تختلف , حيث تقوم اوريدو بدعم الجمعيات بمبلغ مالي لشراء الأجهزة وتهيئة المكان للتدريب. موضحًا بقوله ” نقوم في كلّ عام بتخصيص ما يصل إلى 125 ألف ريال عماني لمبادراتنا المتعدّدة للمسؤوليّة الاجتماعيّة، وبما أنّ قافلة الخير تمثّل حجر الأساس ضمن استراتيجيّتنا للمسؤوليّة الاجتماعيّة، فإنّنا نخصص لها ما يصل نسبته 65% من إجماليّ الميزانيّة الموضوعة لهذا الغرض. وبالنسبة إلى الدعم المادي الذي نقدمه للنساء من خريجي الحاضنات، فهذا يعتمد على نوع المشروع وطبيعته.”
وبسؤال لـ “أثير” عن سبب تخصيص هذا الجزء من قافلة أوريدو الخير للنساء فقط , أجاب ” تُشكل المرأة نصف القوى العاملة في السلطنة وتلعب دوراً أساسياً في تنميتها وتطورها الاقتصادي. ومن خلال ضمان تمكين المرأة بالفرص التدريبية والمهنية والاستفادة من كافة الإمكانات المتاحة؛ سيصبح بإمكانها تحقيق النجاح المستدام والأهداف الوظيفية المرجوة على المدى البعيد. وتماشياً مع الرؤية الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – والتي تؤكد المساواة بين الرجل والمرأة، سنواصل توفير الفرص التدريبية للمرأة العُمانية وتزويدها بكافة الفرص المتاحة لتقوم بدورها في تطور المجتمع العُماني وازدهاره.”
وذكر بأن أوريدو ستطلق فعاليات برنامج ’خطوة للأمام‘ بعد شهر رمضان المبارك وذلك في نهاية شهر يونيو 2018، وهو أول برنامج مخصص للرجال والنساء وسيكون تحت إشراف عائشة الشعيلي رئيسة قسم المشاريع الخاصة وهي مدربة معتمدة في برنامج انطلاقة. وسيتضمن البرنامج العديد من المواضيع الأساسية التي تضم إدارة الضغوط، والحافز الذاتي، والتوازن بين العمل والحياة الشخصية، وثقافة الاتصال في مكان العمل.
وعن سبب وجود أغلب الحاضنات خارج العاصمة مسقط , أوضح رائد قائلا ” نسعى دائماً إلى تطبيق مبدأ المساواة في توزيع مواقع الحاضنات. ولكن نظراً لأن أغلب الفعاليات والأنشطة والمبادرات المجتمعية تتم في مسقط، فقد قررنا أن يكون للمحافظات الأخرى نصيب من هذه المبادرات والأنشطة المجتمعية. كما أن هناك الكثير من العُمانيات الموهوبات خارج نطاق مسقط ولا يمكنهن الحضور إلى الدورات التدريبية والأنشطة التي تتم في العاصمة، لذا ارتأينا توفير الظروف المناسبة لهن للحصول على هذه البرامج التدريبية في جمعيات المرأة العُمانية القريبة منهن.”

وفي ختام حديثه لـ “أثير” , تطرق رائد إلى الحديث عن إسهام أوريدو بحملات المساعدة لمحافظة ظفار بعد تعرضها لإعصار ميكونو قائلا ” قمنا بتغيير خط سير قافلة الخير التي انطلقت في السابع والعشرين من شهر مايو 2018 متجهة إلى صلالة لتقديم الدعم اللازم للمجتمعات المحلية هناك. وسافرت قافلة الخير، بالتنسيق مع الجهات المعنية، مباشرة إلى محافظة ظفار مع شاحنات مُحملة بالمؤن والبضائع والمفروشات والمعدات الأساسية التي من شأنها المساعدة في الجهود المبذولة لدعم ومساعدة المواطنين والمقيمين المتأثرين بالأنواء المناخية الأخيرة. وقام المتطوعون بزيارة 9 مدن لتأسيس مشاريع مجتمعية جديدة ودعم برامجنا الموجودة هناك حالياً. وقد تألقت القافلة بمبادرتين جديدتين هما تطبيق دروس عمان الرقمية المجاني والتعاون المُبرم مؤخراً مع وزارة التنمية الاجتماعية. وكبادرة إنسانية، قمنا بتوفير رسائل نصية مجانية لجميع المشتركين بالسلطنة خلال فترة الإعصار وأصدرنا توجيهات بعدم قطع أي خطوط مفوترة.”