أثير – د.سالم الشكيلي
احتار قلمي ماذا يكتب فيك شعرًا أم نثرا، بماذا يصفك أيتها الغالية، فداك روحي ودمي، ياقبلة السلام، وياغوث كلّ مظلوم، وملجأ كل مكْلوم. لقد شهد لك اليوم اليمن السعيد، كما شهدت لك في سالف الزمان، سقطرى، والبصرة، والساحل الأفريقي كله.
نعم أيتها العزيزة، يشهد اليوم على صنيعك، أطفال اليمن في مهودهم، كما شهد عيسى في المهد لأمه عليهما السلام، وكما شهد الصبي على براءة يوسف عليه السلام، أما حرائر اليمن فقد قلن فيك غَزَلاً ودررا، أما شبابه وشيوخه، فقد تراقصت بين شفاههم والسنتهم قلائد الشكر والثناء.
أيتها الحبيبة، القول فيك عاجز، والوصف دونك قاصر، أفعالك سبقت أقوالك، فتسامع بها القاصي والداني، فعظموا تلك الأفعال، وأنتِ التي لا ترضين منّاً، ولا ترجين شكورا.
أيتها الآسرة لكل القلوب، لقد حباك ربي، برجل عظيم، عظيم في قدْره، عظيم في ملكه، عظيم في حكمته، عظيم في بصره وبصيرته، صنع السلام، حتى جاء السلام ساجدا خجلا من صنائع رجل السلام، إنه قابوس الهمام، الكريم وابن الأكرمين.
عمان، أنتِ قيثارة حب، أنجبتي رجال أشداء على البأس، وقد توشحوا بأوشحة الشهامة والنخوة، ما من أحدٍ عزاهم أو نخاهم، إلا وتسابقت أوشحة الشهامة والنخوة في نجدة من عزاهم، وهم يفعلون ذلك، امتلأت قلوبهم حباً وصدقاً للشقيق والصديق.
كم من مفقود، عاد الى أهله بفضل وتوجيهات سيدي السلطان، وكم من أسير حُرّر من أسره، وكم مخطوف فُكّ ممن اختطفه، وكم من مصاب أو مريض إلا وتم معالجته، وكم من مستجير بك يا مولاي السلطان إلا وأجرته.
بالأمس حطت طائرة سلاح الجو السلطاني، وقد تشرفت بنقل عدد من المصابين من أخواننا اليمنيين لعلاجهم ومداواتهم، وكان الرجال الأشاوس من الأفراد والضباط يقومون بواجبهم الإنساني، وقد بدت البشاشة على محياهم، وارتسمت الابتسامة على شفاههم، يتسابقون فيما بينهم من أجل نقل مصاب على يديهم، أو تسييره بكرسي متحرك، لله درك ياعمان، وبوركت افعالكم وجهودكم أيها الشجعان.
كان المطار قد فتح ذراعيه لاستقبال المصابين، وكل جزء وزاوية منه، تعطر وتزين بترحاب العمانيين بإخوتهم وأشقائهم، وصلوات ودعوات، الشفاء العاجل لهم، تملأ المكان.
عظيمة أنتِ يابلادي، قدرك عال، بقدر بعد إيكاروس عن الأرض، جعلت من أقوالك أفعالاً يحتذى بها، وقدوة حسنة لمن أراد اتباعها، ولا تخافي في الحق لومة لائم، ولا ظن أو عتاب جائر، وكنت وما زلتي لعهودك ووعودك حافظة ومنجزة، صدقت في القول والفعل، فأصدقك وصدقك العالم أجمع.