أخبار

90 خريطة من 8 دول تحكي “تاريخية عمان” وباحث مختص يوضح أهميتها

90 خريطة من 8 دول تحكي “تاريخية عمان” وباحث مختص يوضح أهميتها
90 خريطة من 8 دول تحكي “تاريخية عمان” وباحث مختص يوضح أهميتها 90 خريطة من 8 دول تحكي “تاريخية عمان” وباحث مختص يوضح أهميتها

أثير – جميلة العبرية

قال الدكتور محمد بن حمد الشعيلي بأنه من المستحيل حصر كافة الخرائط التي تضم عمان لأنها خرائط متناثرة بين الأرشيفين العماني والبريطاني وبين الأفراد محليا وعالميا”.

وأضاف الشعيلي على هامش معرض عمان التاريخية والعالمية في الخرائط بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض والذي حضرته “أثير” بأن عمان حظيت باهتمام الرحالة والجغرافيين والمؤرخين بمختلف انتماءاتهم وأصولهم، عربا كانوا أم أوروبيين، مسلمين أو من أتباع الديانات الأخرى، وباحترامهم لها، فزار الكثير منهم عمان ووقفوا على إمكاناتها الجغرافية ومقوماتها الطبيعية، فحظيت كتاباتهم وأعمالهم بكم هائل من المعلومات الخاصة بعمان وأهلها.

وأوضح الدكتور بأن الخرائط كانت إحدى الوسائل التي ترجمت هذا الاهتمام بعمان وكل مايتعلق بها، فوجدت الخرائط على مختلف أنواعها والتي تضمنت الإشارة إلى عمان، سواء من مؤسسات كانت رسمية تتبع دولها، أو بصفة شخصية من قبل الرحالة والجغرافيين الذين رسموا خرائط خاصة لعمان، أو أوجدوا لها مساحة في خرائطهم لمنطقة الخليج وشبه الجز يرة العربية وغيرها، وكان أبرز ما يلاحظ في العديد من هذه الخرائط أن عمان تكاد تكون هي الكيان السياسي الوحيد في المنطقة التي يرد اسمها فيها، وفي ذلك دلالة واضحة على قدم هذه الأرض الطيبة وإلى اتساع مساحتها سابقا، وإشارة مميزة إلى تاريخ وجغرافية عمان على مستوى كل الأصعدة، حيث تعود أقدم خريطة عمانية وجدت إلى الجغرافي اليوناني بطليموس التي تعود فترة وجوده إلى 150 ميلادي.

وبيّن الدكتور أن معرض عمان في الخرائط التاريخية والعالمية يأتي ليجسد كل هذه الحقائق، ويسهم في ترجمة هذه الأهمية على أرض الواقع، من خلال اختيار نماذج محددة من الخرائط التي يمكن من خلالها قراءة الكثير من معطيات تاريخ عمان العظيم عبر الفترات الزمنية المختلفة، خاصة وأن الخرائط تعد من أنجع الوسائل التي يمكن من خلالها تجاوز العوائق اللغوية لتشكل وسيلة عالمية للتعبير عن كل ذلك.

واختتم الشعيلي حديثه قائلا: على الرغم من وجود آلاف الخرائط الخاصة بعمان أو تضمنت الإشارة إليها وإلى حدودها والتي تنتمي إلى 8 دول، إلا أننا حرصنا على انتقاء عدد معين من هذه الخرائط لتكون نماذج نستطيع من خلالها تحقيق أهداف ورؤية هذا المعرض، الذي نأمل أن يقدم إضافة مميزة تعكس الاهتمام بعمان وتاريخها المجيد.

من جانبه، قال الشيخ محمد بن حميد الغابشي نائب والي مسقط خلال المؤتمر: إن هذا المعرض الذي تبنته محافظة مسقط ممثلة بمكتب والي مسقط يقام بالاشتراك مع الدكتور محمد بن حمد الشعيلي الأكاديمي والباحث في التاريخ العماني والأستاذ بالجامعة العربية المفتوحة والذي يأتي تزامنا مع احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الثامن والأربعين المجيد، كمساهمة مميزة في احتفالات السلطنة بهذه المناسبة الغالية، وبفكرة متفردة تهدف إلى تقديم عمل مميز سيظل في الذاكرة لفترة طويلة، كونه الأول من نوعه على مستوى السلطنة.

وأضاف: يضم المعرض ما يقارب 90 خريطة، يمكن من خلالها التعرف على جوانب كثيرة من تاريخ عمان المجيد، منذ العصور القديمة ووصولا إلى وقتنا الحاضر، وكذلك الوقوف على حدود ومساحة عمان عبر الفترات الزمنية المختلفة، وأوجه اختلافها ما بين فترة وأخرى، بالإضافة إلى معرفة حدود مساحة عمان في المصادر الإسلامية، وفق ما كتبه الجغرافيون والمؤرخون، وما دونه الرحالة في ذلك وتنتمي هذه الخرائط في معظمها، إلى 8 دول، هي سلطنة عمان وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والبرتغال وهولندا وإيطاليا واليابان.

ويسعى المعرض من خلال إقامته إلى تحقيق أهداف عدة، أبرزها التعرف على تاريخ عمان عبر العصور المختلفة وبث مشاعر الفخر والاعتزاز بتاريخ هذا الوطن والتعريف بمكانة عمان في الخرائط المحلية والتاريخية والعالمية والتأكيد على امتداد مساحة عمان قديما وبوصول النفوذ العماني إلى بقاع شتى، وإبراز اهتمام الجغرافيين والمؤرخين بمختلف جنسياتهم وانتماءاتهم بوجود عمان المختلفة، في خرائطهم بما يؤكد أهمية عمان بالنسبة لهم ولدولهم، والإلمام بطبيعة
الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تحيط كانت بعمان عبر الفترات الزمنية المختلفة من خلال دراسة محتوى هذه الخرائط، فيها وتفنيد ما جاء.


هذا، ويسهم أيضا في تنظيم المعرض مؤسسات حكومية عدة تعاونت من خلال توفير الكثير من الخرائط المعروضة، بالإضافة إلى الخرائط التي تم جمعها من المصادر والكتب الموثوقة، من بينها هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية والهيئة الوطنية للمساحة والمتحف الوطني والمتحف العماني الفرنسي ومتحف القوات المسلحة، ويحظى المعرض برعاة عدد من الشركات والمؤسسات الوطنية منها البنك الوطني العماني والشركة العمانية للاتصالات (عمانتل) وأوربك والمؤسسة التنموية للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال وشركة النفط العمانية وجريدة عمان.

يذكر أن المعرض يأتي من تنظيم محافظة مسقط ممثلة بمكتب والي مسقط بالاشتراك مع الدكتور محمد بن حمد الشعيلي الأكاديمي والباحث في التاريخ العماني، حيث سيرعى حفل الافتتاح معالي الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالله السالمي وزير الأوقاف والشؤون الدينية وذلك مساء يوم الاثنين العاشر من ديسمبر الجاري. وسيكون المعرض مفتوحًا أمام الجمهور خلال الفترة من 11 إلى 14 ديسمبر للفترتين الصباحية والمسائية.

Your Page Title