مسقط – أثير
مسقط – أثير
إعداد: د. محمد بن حمد العريمي
إعداد: د. محمد بن حمد العريمي
بين فترةٍ وأخرى نقرأ أو نسمع عن اكتشاف مجموعة من الآثار المتنوعة هنا وهناك في مدن السلطنة وقراها المختلفة، سواء كانت عملات قديمة، أو حلي ومجوهرات، أو أسلحة مختلفة، أو كتابات وصكوك ووثائق، وغيرها من الآثار التي تدل على مدى الغنى المادي والزخم الذي كانت تتميز به الحضارة العمانية منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى الآن.
كما كانت البيوت الكبيرة في عمان بمثابة المتاحف التي تضم عددًا من الأدوات المتنوعة التي كانت تزيّن تلك البيوت، كما وُجد في مخازن عدد كبير من تلك البيوت لاحقًا مجموعات متنوعة من تلك الأدوات التي كانت تشي بتطور حضاري، وعلاقات تجارية مع العديد من الحضارات، وأنشطة اقتصادية واجتماعية مجتمعية مزدهرة.
وفي نيابة طيوي التابعة لولاية صور عثرت إحدى المواطنات على مجموعة من الحليّ القديمة المتنوعة التي كانت تستخدم في فترات زمنية سابقة، وذلك خلال عملية بحث عفوي في مخزن بيت العائلة.
وفي نيابة طيوي التابعة لولاية صور عثرت إحدى المواطنات على مجموعة من الحليّ القديمة المتنوعة التي كانت تستخدم في فترات زمنية سابقة، وذلك خلال عملية بحث عفوي في مخزن بيت العائلة.


وتعود الحكاية إلى أنه وفي أثناء بحث المواطنة في بعض (المناديس) القديمة التي كانت الأسرة تحتفظ بها في المخزن الملحق ببيت الأسرة الكبير (السركال) تم العثور على صرّتين من القماش إحداهما تحوي بعض (الحجول)، وهي نوع من الحليّ الفضية التي تلبسها البنات والنساء في الرجلين، في حالة تفتت بسبب قِدَمها، بينما تحوي الصرّة الأخرى حليًا متنوعة في حالة جيدة، كما عُثر في ذات المخزن على العديد من الأدوات القديمة التي كانت تستخدم في فترات زمنية سابقة مثل المناديس، وأواني الصّفر التي كنت تستخدم في الطبخ، وصحون الطعام المختلفة، وأماكن تخزين التمر واستخراج الدبس.


ولم يتم التعرف على التاريخ الزمني التي تعود إليه تلك الحليّ بالتحديد، ولا الشخص الذي كان يملكها، ولكن يبدو من الهيئة الخارجية للحلي، ومن تفتت بعضها أنها تعود إلى فترات زمنية قديمة نسبيًا تتجاوز المائة عام وأكثر، ويبدو أنها تعود إلى إحدى نساء الأسرة حيث إن المناديس التي وُجدت بالمخزن تعود إليهنّ، كما يبدو أن بعض هذه الحليّ كان مرهونًا بدليل وجود وثيقة قديمة تكاد تكون حروفها متآكلة وجدت داخل الصرّة تشير إلى ذلك.


وتتميز السلطنة بشواهدها المادية المختلفة والتي من بينها الحليّ الفضية العمانية كالبنجري المشوك، والحروز وحلي زينة الرأس، والخواتم، والأقراط، والسلاسل، والحجول وغيرها، والتي تختزل تاريخًا زاخرا يتميز بثراء صياغاته التقليدية وتفرد ذائقة صنّاعه الشعبية والفنية، ويعد تتبع هذا التاريخ مدخلا للكشف عن كثير من جوانب الحضارة العمانية من حيث التواصل الحضاري مع الشعوب المختلفة، والاستخدامات المختلفة لتلك الحليّ في مجالات الزينة، والعلاج، وأسرار صناعة تلك الحليّ ومدى البراعة والدقّة التي وصل إليها الصائغ العماني في حرفته.
وتتميز السلطنة بشواهدها المادية المختلفة والتي من بينها الحليّ الفضية العمانية كالبنجري المشوك، والحروز وحلي زينة الرأس، والخواتم، والأقراط، والسلاسل، والحجول وغيرها، والتي تختزل
تاريخًا زاخرا يتميز بثراء صياغاته التقليدية وتفرد ذائقة صنّاعه الشعبية والفنية، ويعد تتبع هذا التاريخ مدخلا للكشف عن كثير من جوانب الحضارة العمانية من حيث التواصل الحضاري مع الشعوب المختلفة، والاستخدامات المختلفة لتلك الحليّ في مجالات الزينة، والعلاج، وأسرار صناعة تلك الحليّ ومدى البراعة والدقّة التي وصل إليها الصائغ العماني في حرفته.
