حريق مسقط الكبير نموذجًا: أخبار عُمان في أرشيف جريدة عربية قديمة

أثير- تاريخ عمان

أثير- تاريخ عمان

إعداد: د. محمد بن حمد العريمي

إعداد: د. محمد بن حمد العريمي

 

نظرًا للأهمية الكبيرة، والدور الحضاري الكبير لعُمان على مر العصور، ولشهرتها التاريخية، وتأثيرها في مجريات الأحداث السياسية والاقتصادية والفكرية المحيطة؛ فقد كانت محط اهتمام العديد من الكتّاب والمؤرخين، فلا يكاد يخلو كتاب من كتب التاريخ أو الرحلات العربية من ذكرٍ لها ولأقاليمها، وشخصياتها البارزة.

 

وعندما ظهرت وسائل الإعلام – وبالأخص الصحافة المقروءة- نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين كان لعمان نصيب وافر من التغطية الإعلامية، ولعل المتتبع لأرشيف الصحف التي ظهرت منذ بداية القرن العشرين يلاحظ الوجود المستمر لأخبار عمان نظرًا لارتباطها بالعديد من الأحداث السياسية المهمة وقتها، وللنتاج الحضاري العماني المتنوع.

 

“أثير” تعرض في هذا التقرير جانبًا من أخبار عمان كما وردت في أرشيف جريدةٍ عربيةٍ تعود إلى النصف الأول من القرن العشرين، ألا وهي جريدة “الشورى المصرية”، وذلك خلال الفترة من عامي 1924- 1931، حيث سيتم استعراض عددٍ من هذه الأخبار التي ركزت على الأوضاع المختلفة في السلطنة، كما تناولت أخبار بعض الشخصيات السياسية والاجتماعية والفكرية المهمة.

 

حريق كبير بمسقط

على مدى أربعة أعداد متوالية تناولت الجريدة خبر الحريق الكبير الذي حدث بمسقط عام 1927، وأبرز آثاره حيث بلغ عدد البيوت المتأثرة بالحريق أكثر من 330 منزلًا بحسب إحصائية الجريدة قريبًا من باب المثاعيب، وفي حي التكية، كما ذكرت أسماء أبرز المساهمين في التخفيف من آثار هذا الحريق، وطالبت الجريدة بمساندة الشعوب العربية لأهل مسقط في محنتهم، وفي الأعداد اللاحقة تحدثت عن جهودها في مجال جمع التبرعات، كما عرضت لآراء بعض القرّاء حول ما حدث.

زيارات وجولات

تناولت الجريدة في أعدادها خلال السنوات السبع التي ظهرت فيها العديد من الرحلات والجولات والزيارات الخارجية التي قام بها عدد من السلاطين، وشيوخ القبائل مثل زيارة السلطان تيمور بن فيصل إلى لندن، وأيرلندا، والقاهرة عام 1928، وزيارة ولي العهد وقتها سعيد بن تيمور إلى بغداد، وعودة الأستاذ إسماعيل الرصاصي ناظر المدرسة السلطانية من فلسطين عام 1928، وزيارة الشيخ علي بن عبد الله آل حموده إلى مصر بعد قيامه برحلة الحج عام 1929 بمعية سكرتيره عبد الله بن صالح، وزيارة الشيخ محمد بن عيسى بن صالح الحارثي إلى زنجبار عام 1931.

كتاب ( تحفة الأعيان)

في عدد ١٨ أكتوبر ١٩٢٨ نطالع خبرًا عن كتاب (تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان)؛ من حيث وصف الكتاب وأبوابه، وكيفية الحصول عليه حيث يطلب من ناشره بالقاهرة على صندوق البريد 698 ومن المكتبات المعروفة؛ وسعره الذي بلغ حينها 15 قرشا، وخمسة قروش أجرة البريد.

وفيات

كما حفلت أعداد جريدة الشورى بأسماء عدد من الشخصيات السياسية والدينية والتعليمية التي توفيت خلال فترة ظهور الجريدة، فنلاحظ أن الجريدة تنعي في عددها الصادر بتاريخ ١١ أكتوبر ١٩٢٨ وفاة الشيخ راشد بن عزيّز الخصيبي (قاضي قضاة مسقط)، وتعيين عيسى بن صالح الطائي في ذات المنصب خلفا له، ووفاة الشيخ عامر بن خميس المالكي، والشيخ خلفان بن ناصر السعدي أحد أعيان سمايل في نفس العام 1928، ووفاة السيد محمد بن أحمد رئيس الوزراء في 1929، ووفاة محمد علي بوذينة صاحب مدرسة بوذينة في مسقط.

أخبار زنجبار

أفردت الجريدة أخبارًا عديدة عن أحوال العُمانيين في زنجبار وأخبارهم، مثل زيارة السير علي بن سالم والي ممباسه لزنجبار وتبرعه لمدرسة القمريين بمائة جنيه، وعودة السيدان سعود وفريد أبناء السيد علي بن حمود من أوروبا، وعودة الشيخ صالح بن علي الشيباني من رحلته إلى العراق ومصر، ووفاة الشيخ قشمر بن عبد الله اللمكي، وافتتاح سلطان زنجبار أعمال الدورة الخامسة للمجلس التشريعي.

كما تناولت الجريدة وجود الشيخ سليمان بن ناصر اللمكي في القاهرة لتغيير الجو وتبديل الهواء، حيث كان يقيم في فندق الكونتيننتال، ولقاءه بالزعيم عبد العزيز الثعالبي بحضور ممثل عن الجريدة.

أخبار متنوعة

كما حوت الجريدة أخبارًا شاملة متنوعة لفترات زمنية معينة في السلطنة، يمكن أن نستشف من خلالها بعض الإجراءات الإدارية التي تم تطبيقها، وأبرز الشخصيات التي ظهرت في تلك الفترة، والإنجازات التي تم تحقيقها.

يُذكر أن جريدة (الشورى) أسسها الكاتب والصحفي الفلسطيني محمد علي الطاهر، وقد كانت تصدر أسبوعيًا في القاهرة اعتبارًا من أكتوبر عام 1924، وتعد من أشهر الصحف العربية التي كانت تصدر في بداية القرن العشرين، وهي صحيفة سياسية، تبحث في شؤون فلسطين، وسوريا، ولبنان، وشرق الأردن، وبسبب سياسات الجريدة، تم منع نشرها في الدول العربية، وبعدها سحبت السلطات المصرية ترخيص الجريدة عام 1931، واضطر بعد ذلك الطاهر إلى إلغاء نشر الجريدة، وكان آخر عدد لها في أغسطس ١٩٣١م.

أما صاحبها ورئيس تحريرها محمد علي الطاهر فبحسب موقع ويكيبيديا هو كاتب وصحافي فلسطيني، ولد في نابلس عام 1896، وتلقى تعليمه الأساسي فيها. وقد عمل صحافيًا في أكثر من جريدة، منها جريدة فتى العرب التي كانت تصدر في يافا، وجريدة سوريا الجنوبية التي كانت تصدر في القدس. تولى الطاهر مديرية البرق، والبريد في مدينة نابلس، ثم انتقل بعدها إلى القاهرة عام 1920.

*************************

المراجع:

1- موقع ويكيبيديا https://ar.wikipedia.org/wiki صفحة محمد علي الطاهر.

· الصور من أرشيف جريدة (الشورى)

Your Page Title