المحامي /صلاح بن خليفة المقبالي
نتحدث في زاويتنا القانونية لهذا الأسبوع عن جنحة “الإهانة” ويُقصد بها كل ما يمكن أن يوجه إلى الغير من إساءة تتعلق بالسمعة أو الشرف أو المكانة الاجتماعية، وتتكون جنحة إهانة الكرامة من الركن المادي والركن المعنوي، فالركن المادي هو فعل الإسناد ، وهو نسبة واقعة معينة أو واقعة غير معينة إلى شخص (سواء قولية أو كتابية أو إشارة )، والركن المعنوي يعني توافر القصد ، والقصد يتوافر عندما يوجه الجاني إرادته لعبارات الإهانة وبشكل علني مع العلم بأن هذه العبارات تؤدي إلى المساس بكرامة المجني عليه وبمكانته الاجتماعية واحتقاره.
ويشترط قصد الجاني إذاعة عبارات الإهانة بين الناس، فإذا ثبت أنه لم يقصد الإذاعة إلا أنها حصلت عرضًا أثناء محادثة خاصة فلا تجوز مساءلته حيث إنه لم يتوافر القصد في هذه الحالة، وقانون الجزاء العماني اشترط أن تقع الإهانة بشكل علني ، وهو ما يُعرف بركن العلانية الذي يُعرف بانتشار الخبر وإذاعته بين مجموع غير معين من الناس الذين لا تربطهم بالجاني صلة مباشرة تفرض عليهم الاحتفاظ بما يقال أو يدور بينهم.
ونصت المادة (269) من قانون الجزاء العماني بـ : “يعاقب بالسجن من عشرة أيام إلى ستة أشهر أو بغرامة لا تتجاوز عشرة ريالات كل من أهان كرامة أحد الناس بإحدى الوسائل المذكورة في المادة (34) من ذات القانون “. والوسائل المذكورة في المادة (34) هي:
1-الأعمال والحركات إذا حصلت في محل عام أو مكان مباح للجمهور ، أو معرض للأنظار إذا شوهدت بسبب خطأ الفاعل من قبل من لا دخل له في الفعل، وهنا يتضح لنا بأن المشرع العماني أورد الوسائل التي يعد الفعل فيها جريمة علنية تستوجب العقاب ومنها ماورد في البند 1 وهي الأعمال والحركات كحركات الوجه أو الحواس أو الإشارات البذيئة التي تصدر من الفاعل في محل الأسواق أو الأندية أو الشوارع أو أي مكان مباح للجمهور ومعرض للأنظار سواء شوهدت من قبل الآخرين أم لم تشاهد، وحتى لو شوهدت بسبب خطأ الفاعل من قبل الآخرين وهم المقصود بهم ” من لا دخل له في الفعل” .
2-الكلام والصراخ سواء جهر به الفاعل أو نُقل بالوسائل الآلية، بحيث يسمعه في كلا الحالين من لا دخل له في الفعل، ويقصد بالكلام هو الكلام البذيء والقبيح الذي يثير الآخرين ويهينهم كالسب والشتم واللعن والألفاظ الجارحة والصراخ بصوت مرتفع يقصد به إيذاء الطرف الآخر سواء كان هذا الكلام والصراخ جهراً أو بوسيلة آلية كالإنترنت والتلفزيون أو الإذاعة وغيرها بحيث يسمعه الآخرون ممن لا دخل لهم في الفعل .
3-الكتابة والرسوم والصور اليدوية أو الشمسية والأفلام والشارات على اختلافها إذا عرضت في محل عام أو في مكان معرّض للأنظار أو مباح للجمهور .
