أخبار

قصة كفاح ميثاء المحروقية: من الدراسة والبحث عن عمل حتى تحمّل المسؤولية

قصة كفاح ميثاء المحروقية: من الدراسة والبحث عن عمل حتى تحمّل المسؤولية
قصة كفاح ميثاء المحروقية: من الدراسة والبحث عن عمل حتى تحمّل المسؤولية قصة كفاح ميثاء المحروقية: من الدراسة والبحث عن عمل حتى تحمّل المسؤولية

أثير – ريما الشيخ

شاءت الأقدار أن يبرُز نجمها بين النجُوم ، لها حضورٌ خاص بها، تعلو محيّاها ابتسامة تمثل الجمال، ويشُدّك شيء في نبرات صوتها، حنان المرأة يُمثل بشخصها، متفائلة تحب الحياة، ومتفانية في عملها ، ليس لليأس طريق إلى قلبها ، تحب الخير لغيرها.

قصة كفاح ميثاء المحروقية: من الدراسة والبحث عن عمل حتى تحمّل المسؤولية
قصة كفاح ميثاء المحروقية: من الدراسة والبحث عن عمل حتى تحمّل المسؤولية قصة كفاح ميثاء المحروقية: من الدراسة والبحث عن عمل حتى تحمّل المسؤولية

تتمتع بحنكة ورؤية فريدة من نوعها ، قيادية يعتمد عليها، إنجازاتها تشهد لها ، فكان طريقها ليس معبدًا، لكنها سلكته بكل ثبات وعزيمة ووصلت لهدفها وحققت مرادها، وأثبتت جدارتها في عملها، إنها سعادة ميثــاء بنت ســيف بن ماجد المحروقيـــة، وكيلة وزارة السـياحة ، التي التقتها “أثير” لتروي لنا نبذة عن مشوار حياتها.

قصة كفاح ميثاء المحروقية: من الدراسة والبحث عن عمل حتى تحمّل المسؤولية
قصة كفاح ميثاء المحروقية: من الدراسة والبحث عن عمل حتى تحمّل المسؤولية قصة كفاح ميثاء المحروقية: من الدراسة والبحث عن عمل حتى تحمّل المسؤولية

تحدثت سعادتها في البداية عن دراستها وبداية عملها، فقالت: أكملت مراحل الدراسة في المدارس العامة ، وبعدها التحقت بشركة تنمية نفط عمان، وتوفقت بالاختبارات التي أجريت آنذاك، فالشركة كانت تنتقي بدقة كبيرة جدًا مخرجات الثانوية؛ لابتعاثهم إلى الخارج، والحمد لله التحقت بالدراسة في بريطانيا في مجال الجيولوجيا لكن بعد بداية العام الأول، لم أجد طموحي بهذا التخصص ، فقررتُ الدراسة على نفقتي الخاصة وأكملتُ البكالوريوس في علم إعداد الخرائط (الكارتوجرافي) في كلية بروك في جامعة أكسفورد، وكنتُ من أوائل الخريجين بهذا المجال في الشرق الاوسط كعنصر نسائي ، وكان لعائلتي الدور الكبير بمساندتي في مشوار دراستي خصوصًا والدي العزيز، وبعد ارتباطي انتقلت للعيش في دولة البحرين، وللأسف لم أحصل على الوظيفة التي تناسب تخصصي ، وهنا بدأت مسيرتي بالبحث عن عمل؛ لهذا السبب أشعر بمعاناة الباحثين عن عمل لأني مررتُ بهذه التجربة وفي بلد غير بلدي .

وأضافت : كان زوجي يعمل في قطاع الطيران فأثار انتباهي لهذا المجال ، بدأتُ أقرا عنه ، وفي الوقت نفسه كان هناك فرص للعمل في طيران الإمارات، حيث افتتحت أول محطة لها في البحرين ، فحصلت على فرصة العمل معهم ، ولأن تخصصي مختلف تمامًا عن المتطلبات المطروحة ، بدأتُ من الصفر وكان عليّ أن أبرز قدراتي والتفوق في الاختبارات، وفعلا اجتزت كل هذا وعملت لمدة ثلاثة أشهر بدون راتب، وبعدها عملت في (البدالة) لمدة 6 أشهر .

قصة كفاح ميثاء المحروقية: من الدراسة والبحث عن عمل حتى تحمّل المسؤولية
قصة كفاح ميثاء المحروقية: من الدراسة والبحث عن عمل حتى تحمّل المسؤولية قصة كفاح ميثاء المحروقية: من الدراسة والبحث عن عمل حتى تحمّل المسؤولية

نعم قد يتعجّب الناس عن بداية المحروقية في العمل، لكنها كانت متعطشة له ولديها الطاقة، فذكرت: نعم كانت فترة صعبة لم تكن وفقًا لما أصبو إليه، لكن تدرجتُ بالعمل وأصبحت ألتقي بالمسافرين ودخلتُ الكثير من الدورات التدريبية ما يقارب الـ 25 إلى 30 دورة، سواء أكانت دورات على الإنترنت أو حتى في الخارج ؛ لأطور من قدراتي المهنية، وبعد كل هذا العمل والتدريب لسنوات ، ارتقيتُ في العمل وكانت لدي الفرص للذهاب لدولة أخرى لكني فضّلت العودة لبلدي والعمل في طيران الخليج ، حيث كانت السلطنة في ذلك الوقت تملك ما يقارب الـ 50% من أسهم الشركة وتعد المحطة الإقليمية أيضًا ، لكن حصلت بعض التغيرات وأصبح طيران الخليج تابعًا للبحرين 100% ، ووجب تقليص عدد الرحلات وعدد الموظفين ونقلهم للطيران العماني وإلى وجهات أخرى والبعض منهم سرحوا من الوظيفة.

وأضافت: انضممتُ للطيران العماني في عام 2010، حيث كان في مرحلة التوسع وكانت فرصة أن أخدم بلدي وأظهر قدراتي وخبراتي التي اكتسبتها لأخدم الناقل الوطني وأدير المحطة الأساسية بمسقط ، لكن القدر يلعب دورًا كبيرًا في حياتنا ، فيأتي الفرح بما لا نتوقعه أحيانًا، فبعد أقل من سنة ونصف، صدر المرسوم السلطاني بتكليفي بعمل وكيلة وزارة السياحة.

قصة كفاح ميثاء المحروقية: من الدراسة والبحث عن عمل حتى تحمّل المسؤولية
قصة كفاح ميثاء المحروقية: من الدراسة والبحث عن عمل حتى تحمّل المسؤولية قصة كفاح ميثاء المحروقية: من الدراسة والبحث عن عمل حتى تحمّل المسؤولية

سألنا سعادتها عن الانتقال من قطاع الطيران إلى وزارة السياحة، فأجابت: لم يكن الانتقال إلى القطاع العام في بالي سابقًا ، والتكليف السامي هو وسام شرف لي وأتمنى أني أؤدي واجبي الذي كلفتُ به على أتم وجه، وأعطي عطاء لا محدود بكل قدراتي كأي مواطن يخدم بلده. ومجال الطيران و السياحة لا فرق بينهما ، وكنت أناقشه عند لقائي مع معالي وزيرة السياحة الراحلة راجحة بنت عبدالأمير بن علي –رحمها الله- بيكيفة تقريب الطيران والسياحة، وهذا ما كنت أتمناه في بداية عملي في الطيران العماني ، وبفضله تعالى أصبحتُ نائب رئيس مجلس إدارة المجموعة الوطنية للطيران وهي مجموعة لديها أكثر من شركة منها الطيران والمطارات ولكن إستراتيجية بـ 60% سياحة و 40% لوجستيك.

تطرقنا بالحديث عن وصول سعادة ميثاء المحروقية إلى ما هي عليه اليوم، فأوضحت: لا أجزم بالقول بأن قطاع الطيران أوصلني إلى ما أنا عليه اليوم، لكن أستطيع القول بأن قطاعي الطيران والسياحة متقاربان، فهناك نقلة كبيرة بالمعرفة من القطاع الخاص إلى القطاع العام ، لكن إذا قارنا من ناحية العمل، نعم تختلف آلية العمل، لكن بعد فترة تأقلمتُ وتمكنتُ من العطاء للتغير إلى الأفضل، فاطلعتُ على جميع قوانين السياحة وقانون العمل ، وكنت أعمل بما لا يقل عن 18 ساعة باليوم. هذا ما يحدث عندما يكون لديك شغفٌ في العمل ، وأتمنى أن يكون في كل بيت عماني شخص يعمل في قطاع السياحة بشكل مباشر أو غير مباشر أو القطاعات التي تساعد القطاع السياحي، وهو هدفنا بإذن الله وسوف نصل له ونحقق ما نصبو إليه.

قصة كفاح ميثاء المحروقية: من الدراسة والبحث عن عمل حتى تحمّل المسؤولية
قصة كفاح ميثاء المحروقية: من الدراسة والبحث عن عمل حتى تحمّل المسؤولية قصة كفاح ميثاء المحروقية: من الدراسة والبحث عن عمل حتى تحمّل المسؤولية

من هدر الوقت أضاع أيامه ، وهذا ما أكدتهُ سعادتها بقولها: يجب تحديد وقت لعملك، لأسرتك، ولنفسك أيضًا سواء كنت مسؤولا أو غير مسؤول ، الوقت إذا مر بدون تنظيم، فأنت هدرت طاقة غير طبيعية لشخصك، لفكرك، ولوقتك ، وعطاؤك للآخرين لا يقل عن عطائك لنفسك، فقط عليك إتقان آلية الوقت وأيضًا أهمية احترام المواعيد ، إذا عملت على هذا ستكسب الموازنة بين الاثنين.

المسؤولية قد تأخد الكثير من الشخص لكن سعادة ميثاء ترتئي التركيز والتنظيم، فقالت: لم تسلبني المسؤولية شيئًا، بل وهبتني الكثير، وأكسبتني الطاقة والقدرة على العطاء كوني امرأة وأما ومسؤولة في وزارة السياحة؛ لأواجه أي تحديات تحدث أمامي لابد من أن أجد لها الحلول ، فلا يوجد للمستحيل حيز في حياتي.

قصة كفاح ميثاء المحروقية: من الدراسة والبحث عن عمل حتى تحمّل المسؤولية
قصة كفاح ميثاء المحروقية: من الدراسة والبحث عن عمل حتى تحمّل المسؤولية قصة كفاح ميثاء المحروقية: من الدراسة والبحث عن عمل حتى تحمّل المسؤولية

 

وقبل أن تختم حديثها لـ”أثير”، أشادت سعادتها بالمرأة العمانية بقولها: المرأة هي المعيل الثاني للأسرة في غياب الأب وفي وجوده، هي جزءٌ لا يتجزأ من المجتمع ، فاليوم المرأة تتكلم عن التاريخ والدين والزراعة والصيد ولها المقدرة أن تبرز وتتحمل التحديات ومولانا صاحب الجلالة السلطان قابوس –حفظه الله ورعاه- يدعم المرأة في كل المجالات للحصول على الفرص الوظيفية التي تليق بها ، فلها التسهيلات للدخول في أي مجال ترغب به في قطاع الطيران والهندسة والطب والتعليم وحتى في القطاعات المتجددة. ولا يوجد شي اسمه (لم أتوظف كوني امرأة ) ،هذا غير صحيح ، نحن في دولة القانون والمؤسسات، فحتى ربة البيت أعطيت الفرصة للعمل، ونافست المرأة أخاها الرجل بالوظيفة والمكانة ووصلت إلى درجة وزير ووكيل وزارة تحت قيادة قائدنا جلالة السلطان قابوس – حفظه الله ورعاه-.

“قد يطول الطريق للوصول للهدف المراد، لكن بوجود الشغف لابد من بذل الجهد الذي نتمناه من كل امرأة عمانية لا تعرف لليأس طريق”، هكذا ختمت سعادة الوكيلة ميثاء المحروقية حديثها مؤكدةً بأن الرزق مقدر لصاحبه ولن يجد امرؤ إلا ما قُدِّر له.

Your Page Title