مسقط – أثير
تحتفل السلطنة مع بقية دول العالم باليوم العالمي للتربة الذي يصادف الـ 5 من ديسمبر من كل عام وذلك لإلقاء الضوء على أحد أهم الموارد الطبيعية وهي التربة والعمل على تعزيز الإدارة الجيدة والمستدامة لها نظرا لمساهمتها الكبيرة في النمو الاقتصادي والتنوع البيولوجي والزراعة المستدامة والأمـن الغذائي.
كما يهدف الاحتفال إلى رفع الوعي المجتمعي حول أهمية التربة والحفاظ عليها وحمايتها من الانجراف والتلوث والتـصحر.
ونظرا لوقوع السلطنة ضمن نطاق المناطق الجافة وشبة الجافة، فقد كان أثر التنوع المناخي من حيث درجات الحرارة العالية والتبخر وسقوط الأمطار واضحا على نوعية التربة وتركيبها الفيزيائي والكيميائي وخصوبتها ومحتواها من العناصر الغذائية. حيث تعتبر التربة الرملية الطمية التربة السائدة بالسلطنة بالإضافة إلى التربة الصحراوية المترامية الأطراف.
ونظرا لأهمية التربة في التنمية الزراعية والأمن الغذائي في السلطنة، فقد قامت الوزارة بعدد من الإجراءات التي من شأنها المحافظة على التربة الزراعية كحصر وتصنيف الأراضي الزراعية والمحافظة على التربة من الإنجراف وحمايتها من التلوث.

حصر التربة
وقد عملت وزارة الزراعة والثروة السمكية على حصر موارد التربة في السلطنة بالتعاون مع منظمة الاغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وذلك من خلال مشروع مسح وتصنيف الأراضي بالسلطنة، حيث تم مسح جميع محافظات السلطنة وتم حفر قطاعات تربة لعمق مرتين وأخذ عينات تربة منها وتحليلها كيميائيا وفيزيائيا في مختبرات الوزارة لتحديد مكونات التربة ونوعيتها.
إصدار دليل للتربة
ومن خلال نتائج المسوحات تم عمل اطلس تربة سلطنة عمان والذي يتضمن الخريطة العامة للتربة، ويتضح من خلال المسوحات أن نسبة الاراضي الصالحة للزراعة بالسلطنة تبلغ حوالي 7% من إجمالي الأراضي بالسلطنة، كما تشكل الجبال حوالي 15% فيما ما تبقى من مساحات هي عبارة عن كثبان رملية واراضي جيرية وجبسية.
كما قامت الوزارة بتنفيذ العديد من الأبحاث والدراسات من أجل تحسين إنتاجية الترب والزراعية وتحديد الإحتياجات السمادية للمحاصيل الزراعية وذلك لرفع الإنتاجية وحماية الترب الزراعية من التلوث الناتج من الاستخدام المفرط للأسمدة.
الحد من مشكلة الملوحة
وفيما يتعلق بمشكلة الملوحة والتي تعتبر أحد التحديات التي تواجه الإنتاج الزراعي فقد قامت الوزارة وبالتعاون مع المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) بإعداد الإستراتيجية الوطنية لمعالجة مشكلة الملوحة والتي تضمنت عدد من التوصيات في يتعلق بالحد من الملوحة وأثرها على التربة الزراعية وإنتاجية المحاصيل كإتباع الإدارة المستدامة للتربة والمياه تحت ظروف الملوحة والاهتمام بإجراء عملية غسيل الملوحة من التربة وتغطية التربة لتقليل البخر والاهتمام بالتسميد العضوي وتطبيق الإحتياجات المائية باستخدام نظم الري الحديثة.
164 حائط حماية
وفي مجال حماية التربة الزراعية من الإنجراف من فيضانات مياه الأودية تقوم الوزارة بتنفيذ حوائط الحماية في القرى القريبة والمحاذية للأودية، حيث بلغ عدد حوائط الحماية المنفذة في مختلف محافظات السلطنة 164 حائط حماية بطول إجمالي 76 ألف متر.
تنظيم الأراضي الزراعية
ومن الناحية التشريعية فقد قامت الوزارة بإصدار لائحة تنظيم استخدام الأراضي الزراعية والتي حددت شروط تغيير استخدامات الأراضي الزراعية إلى استخدامات أخرى غير زراعية بالإضافة إلى حظر أعمال نقل أو تجريف للتربة الزراعية أو تغيير معالمها.